البنتاغون يدعم صناعة السجاد الأفغاني

خوفا من سيطرة طالبان

TT

حسب برنامج لوزارة الدفاع الأميركية، بدا أفغان وأفغانيات في مجال صناعة السجاد يتسلمون مساعدات أميركية لتشجيعهم، ولتطوير الصناعة الأفغانية.

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن البنتاغون يعتبر هذه المساعدة جزءا من تطوير الاقتصاد الأفغاني، خاصة في الريف، وذلك لمواجهة جهود طالبان بتجنيد أفغان للانضمام إليها، وبالتركيز على الذين لا عمل لهم.

وقالت صحيفة واشنطن بوست «دخل المسؤولون الأميركيون مجال صناعة السجاد بهدف وقف ما يرونه خطرا على صناعة السجاد، وللحد من زيادة العطالة في هذا المجال، ولمنع فقدان سوق أفغانية مهمة». وكانت القوات الأميركية في العراق، ضمن خطة لتطوير الصناعة العراقية، قدمت مساعدات لمصانع السجاد هناك. وكان بول بريمر، أول حاكم أميركي للعراق بعد الغزو، أصدر أوامر بإغلاق المصانع الحكومية بهدف خصخصتها.

في ذلك الوقت، تعاقدت القوات الأميركية مع شركة «أورينت» للسجاد في نيويورك، التي يملكها البريطاني ريتشارد رينغروز المتخصص في تطوير صناعة السجاد. وحسب خبر «واشنطن بوست»، تعاقد البنتاغون مرة أخرى مع الشركة نفسها لتطوير صناعة السجاد في أفغانستان. وحسب خطة الشركة في العراق، فإنه يتوقع تطوير صناعة السجاد في أفغانستان بالاستعانة بمواد ومعدات حديثة، هذا بالإضافة إلى تشجيع الأفغان على تصدير السجاد مباشرة. وحسب اتفاقيات سابقة بين مصانع سجاد في أفغانستان وشركات سجاد في باكستان، كان الأفغان يرسلون منتجاتهم إلى باكستان، ومن هناك تصدر. وقال بيان للشركة إنها ستعمل على منح السجاد الأفغاني ماركات تجارية، وتنشر دعايات له، بهدف تشجيع صادراته مباشرة إلى الخارج.

وقالت «واشنطن بوست» إن رينغروز، مدير الشركة، رفض الحديث عن الموضوع، حسب تعليمات له من البنتاغون. وحتى المسؤولون في البنتاغون الذين تحدثوا عن الموضوع للصحيفة طلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم. ويعتقد أن البنتاغون يخشى أن طالبان ستضع خططا لإفساد الإصلاحات المتوقعة، خاصة لأن كثيرا من مصانع السجاد توجد في مناطق نائية. وأشار هؤلاء إلى أن المشروع الإصلاحي للسجاد الأفغان سيحول مركز تصديره من باكستان إلى تركيا. وسيؤسس مكتبا للشركة في اسطنبول.

ونوه المسؤولون بأن الاضطرابات في أفغانستان واستمرار الحرب هناك لن يشجعا بعض التجار والمصدرين والمستثمرين على السفر إلى هناك. لهذا، يُتوقع أن تكون اسطنبول مركز التجارة الخارجية. وأثنى على البرنامج الإصلاحي للسجاد الأفغاني سكوت غيلمور، مدير منظمة خيرية تعمل في أفغانستان في مجال تطوير الصناعات الأفغانية. وقال «أعتقد أن هذه فكرة ممتازة. كان يجب أن نفعل ذلك قبل خمس سنوات». لكن، قال متحدث باسم السفارة الباكستانية في واشنطن إن الخطة الجديدة لن تؤذي باكستان. وقال «نعتبر أفغانستان دولة مجاورة، ونريد تطوير علاقتنا معها». وقلل الدبلوماسي مما جاء في أخبار «واشنطن بوست»، وقال إن نقل الطريق التجاري ليمر بتركيا بدلا من باكستان سيعني تجفيف صناعة السجاد الأفغاني في باكستان. وقال مراقبون في باكستان إن صناعة وتجارة السجاد هناك مزدهرة، وإنها أرفع مستوى من التي في أفغانستان. وكان هذا من أسباب اعتماد مصانع السجاد في أفغانستان على باكستان.

وقال المراقبون إن صناعة السجاد في باكستان تتلقى مساعدات أميركية. وإن هذه المساعدات ربما ستعوض عن فقدان السوق الأفغانية. غير أن البنتاغون رفض أن يعلق على هذا الموضوع. ورفض أن يوضح التناقض في دعم الصناعتين المتنافستين: الباكستانية والأفغانية.