سجال بين بكين وواشنطن حول تعزيز القدرات العسكرية الصينية

أميركا «قلقة».. والصين تدعو لوقف «الملاحظات غير المفيدة»

TT

احتدم السجال بين الولايات المتحدة والصين بشأن تعزيز القدرات العسكرية الصينية وتأكيد الصين وجودها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بين عدة دول. فقد انتقدت الصين التقرير السنوي الذي أصدره البنتاغون (الاثنين) حول الدفاع الصيني الذي أشار إلى أن الصين «تواصل من دون توقف» تعزيز قدراتها العسكرية. وقال غينغ يانشنغ المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان، معلقا بعد يومين على صدور تقرير واشنطن: «إن هذا التقرير غير مفيد لتحسين وتطوير العلاقات العسكرية الصينية - الأميركية. وإننا نطلب من الولايات المتحدة وقف الملاحظات والمبادرات غير المفيدة للثقة المتبادلة بين الجيشين وللعلاقات الصينية - الأميركية».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية اعتبرت في تقرير سنوي رفعته إلى الكونغرس (الاثنين) أن بكين «تواصل من دون توقف» تعزيز قدراتها العسكرية تحسبا لنشوب نزاع مع تايوان، على الرغم من التقارب السياسي الحاصل بين البلدين. وأكد التقرير أن بكين تطور قوتها الضاربة في آسيا بما يتخطى تايوان، وصولا إلى جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادي. وقال المتحدث الصيني: «إن تطور الصين العسكري منطقي ومناسب»، مضيفا «أنه يهدف إلى الحفاظ على السيادة الوطنية والأمن القومي وسلامة الأراضي» ويسمح للصين «بالتكيف مع التطورات السريعة» على الصعيد العسكري في العالم. وتابعت وزارة الدفاع أن الصين «تلزم دوما طريق التنمية السلمية، ولا تطرح أي خطر عسكري على أي بلد كان».

ويحتدم السجال أيضا حول تأكيد الصين لوجودها في بحر الصين الجنوبي. فقد ذكر قائد القيادة العسكرية الأميركية في المحيط الهادي، الأميرال روبرت ويلارد، أمس، في مانيلا أن تأكيد الصين لوجودها في بحر الصين الجنوبي يثير قلقا في المنطقة، مضيفا أن الولايات المتحدة ستعمل لضمان الأمن وحماية طرق التجارة المهمة. وقال ويلارد للصحافيين، أمس، بعد لقاء قائد الجيش الفلبيني اللفتنانت جنرال ريكاردو ديفيد «إن الجيش الأميركي له وجود في المنطقة منذ 150 عاما وسيظل هناك لسنوات طويلة». وأضاف «ناقشنا ما نشهده من تأكيد الصينيين لوجودهم في بحر الصين الجنوبي وأوجه القلق التي خلفها ذلك داخل المنطقة». وتابع قائلا «إن الولايات المتحدة لم تنحز لأي جانب في النزاع على ملكية المياه في المنطقة وإنها ملتزمة بالمعاهدات الدولية».

وتتنازع بروناي وماليزيا وفيتنام والفلبين والصين وتايوان على ملكية المياه في بحر الصين الجنوبي الغني بموارد الطاقة والطريق الملاحي الرئيسي. ولكل هذه الدول باستثناء بروناي وجود عسكري في المنطقة وتسبب النزاع في اشتباكات بحرية أسفرت عن سقوط قتلى. وأجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الشهر الماضي تدريبا بحريا مشتركا في بحر اليابان قبالة شبه الجزيرة الكورية في خطوة أدانتها الصين وردت عليها بإجراء تدريبات عسكرية كرست لها دعاية واسعة.

وفي وقت يتصاعد التوتر مع الصين، أجرت فيتنام والولايات المتحدة، أمس، أول حوار رفيع المستوى بينهما على صعيد الدفاع. والتقى مساعد نائب وزير الدفاع روبرت شير، نائب وزير الدفاع الفيتنامي نغوين تشي فين في هانوي. وقال نغوين تشي فين «إن بلاده تدعم تطور الصين، لكن طالما أنه لا يضر بمصالح الدول الأخرى وسيادتها».

في غضون ذلك، حملت الصحافة الصينية بشدة، صباح أمس، على تقرير البنتاغون الأخير، معتبرة أنه «عدائي» و«يفتقر إلى المهنية». غير أن بعض المعلقين اعتبروا أن البنتاغون «لطف» تقريره لهذه السنة. وعلقت الصين علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة في الربيع، بعدما أعلنت واشنطن عن عقد بقيمة 6.4 مليارات دولار لبيع أسلحة إلى تايوان، الجزيرة المستقلة التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها. وبحسب البنتاغون، فإن النفقات العسكرية الصينية تخطت 150 مليار دولار عام 2009 إذا ما أضيفت إليها بعض النفقات غير المدرجة في الميزانية الرسمية.

وردا على هذا التقرير، أعلنت تايوان أنها تتابع عن كثب تعزيز القدرات العسكرية الصينية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع يو سي - تو «إن الصين لم تتخل عن فكرة استخدام القوة ضد تايوان، ونتابع عن كثب التطورات العسكرية في الصين»، مبديا أمله بأن «تواصل الولايات المتحدة إمداد تايوان بالأسلحة الدفاعية، ولا سيما مقاتلات من طراز إف - 16 سي دي». ومن جهتها أعلنت اليابان أنها «ستتابع بانتباه تطور الصين العسكري لأنه سيكون له انعكاس مهم على أمن المنطقة، ولا سيما اليابان، وكذلك أمن الأسرة الدولية».