كوسوفو تمنع المسؤولين الصرب من دخول أراضيها

بلغراد: أقنعنا 50 دولة بعدم الاعتراف * بريشتينا: 35 دولة ستعترف.. في مقدمتها باكستان

TT

أعلنت حكومة كوسوفو أنها قررت منع المسؤولين الصرب في بلغراد من دخول كوسوفو من دون موافقة السلطات المعنية. وقال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي، في رسالة بعث بها إلى مكتب الأمم المتحدة المدني في بريشتينا، إن «حكومة كوسوفو لن تسمح للمسؤولين الصرب في بلغراد بزيارة كوسوفو». وأوضح أن من أسباب اتخاذ هذا القرار «عدم اعتراف صربيا باستقلال كوسوفو، وعدم حصول مسؤوليها على تراخيص مسبقة للزيارة، وإدلاء بعضهم بتصريحات سياسية استفزازية، وكان الاتفاق هو عدم التطرق للموضوعات السياسية خلال تلك الزيارات».

وشدد تاتشي في رسالته للمبعوث الأوروبي إلى كوسوفو، بيتر فايت، على أن «حكومة كوسوفو لن تسمح بزيارة وزير شؤون كوسوفو في حكومة بلغراد، غوران بوغدانوفيتش، وسكرتير الوزارة إلفير ايفانوفيتش، المقررة في 19 أغسطس (آب) الحالي، لأنهما لم يتقيدا بالقواعد المتفق عليها». وشدد على أن «هذا القرار يظل قائما، إلى أن يستجد ما يستدعي تغييره». كما أكد على أن «القرار لا علاقة له بمبدأ حرية التنقل، وإنما بوقف الاستفزاز السياسي الذي يمارسه المسؤولون الصرب».

وكان مكتب المبعوث الأوروبي الخاص قد تلقى طلبا صربيا بزيارة كوسوفو، تم تحويله إلى حكومة بريشتينا، التي رفضت الزيارة. ولم يرغب المبعوث الأوروبي إلى كوسوفو، بيتر فايت، في التعليق على موقف الحكومة في كوسوفو، واكتفى برد مختصر، وهو أن «حكومة كوسوفو من حقها الموافقة أو رفض الزيارة».

وجاءت هذه التوترات الجديدة في علاقة بريشتينا ببلغراد في أعقاب تصريحات لوزير داخلية صربيا، ايفيتسا داتشيتش، قال فيها إن «صربيا مستعدة للمساعدة في حماية أماكن العبادة الصربية في كوسوفو» بعد قرار قوات «كي فور» التابعة لحلف شمال الأطلسي، بتسليم هذه المهمة في 4 أماكن للشرطة المحلية.

من جهة أخرى، أعربت صربيا عن ارتياحها، لتمكنها من تجميد عملية الاعتراف باستقلال كوسوفو، حيث لم تعلن أي دولة اعترافها باستقلال بريشتينا بعد إعلان الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي يوم 22 يوليو (تموز) الماضي. وقال وزير خارجية صربيا فوك يريميتش: «لقد نجحنا في إقناع 50 دولة بعدم الاعتراف باستقلال كوسوفو، فقد مرت 3 أسابيع على صدور قرار محكمة العدل الدولية، دون أن تعلن أي دولة اعترافها باستقلال كوسوفو».

وأشار يريميتش إلى أنه عقد 50 اجتماعا مع ممثلين لدول من القارات الأربع، أفريقيا وآسيا وأميركا وأوروبا، نجحت جميعها. وذكر أنه سيواصل الالتقاء بممثلي بقية الدول في النصف الثاني من الشهر الحالي. أما وزير خارجية كوسوفو اسكندر الحسيني فقد أكد على أن «هناك 35 دولة ستعلن اعترافها باستقلال كوسوفو، في مقدمتها باكستان».

في هذه الأثناء لا يزال الموقف الأوروبي يشكو الانقسام بعد إعلان 5 دول أوروبية من أصل 27 عدم اعترافها باستقلال كوسوفو، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الإعلان عن اجتماع لهذا الغرض في 9 سبتمبر (أيلول) القادم للظهور بموقف أوروبي موحد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 14 سبتمبر.

ووفقا لتقديرات إقليمية فإن علاقة صربيا مع الاتحاد الأوروبي ستتأثر سلبا، في حال استمرار سياستها المتبعة حيال كوسوفو. وقالت صحيفة «ناسيونال» الكرواتية الصادرة في زغرب أمس، إن «دولا محورية في الاتحاد الأوروبي ستحمل صربيا مسؤولية الانقسام في الاتحاد، واستمرار حالة عدم الاستقرار في منطقة غرب البلقان، وبالتالي تأخر انضمام دول المنطقة إلى الاتحاد الأوروبي». ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة سابقا، ريتشارد هولبروك، قوله: «إذا لم تغير صربيا سياستها حيال كوسوفو، فإنها لن تكون قد خسرت كوسوفو فقط، بل الاتحاد الأوروبي أيضا». وختمت الصحيفة بالقول: «صربيا لا يمكنها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولديها مشكلة مع كوسوفو، وهذا ما دعا ألمانيا للتأكيد على وجوب التمهل في توسيع الاتحاد بعد انضمام الجبل الأسود وكرواتيا إليه».