المؤتمر الوطني: الحركة الشعبية تقف مع الانفصال.. وغريشن يبحث مقترحات لتجاوز عقبة الاستفتاء

البشير يتعهد بتشكيل مفوضية أبيي.. والشريكان يعقدان اجتماعا في الخرطوم الأحد المقبل

الرئيس السوداني عمر البشير يحيي الجماهير في الخرطوم (إ.ب. أ)
TT

حمل المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بشدة على الحركة الشعبية والقوى السياسية المعارضة، واعتبر أن الحركة قررت المضي في خيار الانفصال علنا، لكنه استبعد اللجوء لإعلان الانفصال من داخل برلمان الجنوب، واتهمهم بالتحايل على القضايا الوطنية والتخاذل، فيما وصف الوطني القوى المعارضة «بالعاجزة» بعد أعلن رفض تأجيل لقاء دعا له الرئيس البشير لزعماء الأحزاب.

إلى ذلك، عبر المبعوث الأميركي للسودان سكوت غريشن عن قلق واشنطن من المصاعب القانونية والفنية التي تواجه إجراء استفتاء جنوب السودان في موعده، وبحث مع مسؤولين سودانيين مقترحات وآراء بشأن صعوبات الاستفتاء.

وقام مبعوث الرئيس الأميركي للسودان، سكوت غريشن بتحركات مكوكية في الخرطوم، شملت نائب الرئيس السوداني، علي عثمان محمد طه، ووزير الخارجية علي كرتي، ومستشار الرئيس غازي صلاح الدين. وقال كرتي: «إن المباحثات مع غريشن تركزت حول قضية دارفور، والقضايا المتعلقة باستفتاء تقرير مصير جنوب السودان، وما يمكن تقديمه من دعم لتجاوز بعض النقاط الخلافية»، وأضاف «ركزنا على بعض المقترحات التي من شأنها دفع العملية للأمام، واتفقنا على العودة إلى الحوار الهادئ بعيدا عن المعارك الإعلامية». وفي السياق ذاته، أكد غازي صلاح الدين في تصريحات صحافية عقب اللقاء «أن اللقاء ركز على التباحث حول الاستفتاء في جنوب السودان والصعوبات التي تواجه قيامه في موعده، بجانب الاستراتيجية الجديدة التي أعلنتها الدولة لحل قضية دارفور».

وحول موضوع الاستفتاء، أشار صلاح الدين إلى «أن غريشن تساءل عن الصعوبات التي تعترض هذه العملية وإجراء الاستفتاء حسب الجدول الزمني المحدد له في يناير (كانون الثاني) المقبل في ظل الخلافات القائمة الآن»، وأضاف قلنا لهم: «نعم يمكن التوصل لاتفاق لقيام الاستفتاء في موعده، إذا توفرت الإرادة السياسية والأفكار الخلاقة المبدعة لتجاوز نقاط الاختلاف».

من جانبه، قال نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، نافع علي نافع، في مؤتمر صحافي بالمركز العام للحزب، أمس، إن «الحركة الشعبية ليست مع وحدة الوطن وإنها تتحايل على كل قضايا الوطن». ووصف مواقفها من المشاركة في الاجتماع بالتدلل والتمنع والتحايل. واعتبر الحركة غير راغبة في أن تختبر دعاوى الحريات والشفافية في الجنوب.

وأوضح نافع الهدف من الدعوة لاجتماع تشاوري مع القوى السياسية كان الهدف منه «تكوين جسم واحد من أجل عمل مشترك ومكشوف حول الاستفتاء وبميزانية واحدة للتخطيط والتسجيل ونشر التوعية بالاستفتاء وتابع «جسم وليس تحالفا» وإقامة حوار مع المجتمع الدولي والقوى الإقليمية من أجل تحديد موقفها بضمان قيام استفتاء حر في أن يصوت شعب الجنوب برضا تام وإقامة حوار مع المفوضية، وقال: «بعدها يمكن قبول نتيجة الاستفتاء حتى ولو كانت للانفصال».

وقال: «إن الاجتماع لن يكون آخر المطاف في قضية الاستفتاء ووعد بإمكانية إشراك القوى الرافضة في المشاركة لاحقا عبر ما يتمخض عنه الاجتماع من آليات وهياكل سيتواصل الحوار معها».

ومن جهة أخرى، يعقد شريكا اتفاقية السلام الشامل في السودان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اجتماعا مهما بعد غد (الأحد) في الخرطوم لحسم القضايا العالقة في الاستفتاء وتشكيل مفوضية استفتاء أبيي، بعد أن وافق الرئيس السوداني عمر البشير على تشكيلها، أمس، وينتظر أن تجري المفوضية استفتاء الجنوب بكامل عضويتها برئاسة الدكتور محمد إبراهيم خليل، اجتماعا في جوبا (الاثنين) المقبل لمناقشة العقبات التي تعترض المفوضية.

وكشف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان هايلي منكريوس، عقب لقاء له مع البشير في مجلس الوزراء، أمس، عن أن الطرفين سيعقدان اجتماعا يوم الأحد في الخرطوم، لمناقشة وحسم القضايا العالقة، وقال: «إن مفوضية الاستفتاء ستتوجه إلى عاصمة الجنوب (جوبا) للاجتماع بكامل عضويتها (الاثنين) المقبل للخروج بحلول للقضايا والعقبات التي تواجه المفوضية، معتبرا أن الخلاف حول الاستفتاء ليس بين شريكي الاتفاقية، وإنما من داخل المفوضية»، وتابع «المعضلة القائمة هي في داخل مفوضية الاستفتاء وليس بين الطرفين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية)»، وقال: «صحيح أن الطرفين ممثلان في المفوضية وبالتالي معالجة القضية تتم من داخل المفوضية»، مشددا على أن المفوضية وبكامل أعضائها سيجتمعون (الاثنين) المقبل بجوبا لطرح كل القضايا وأضاف «أنا متأكد أنه ستتم تسوية هذه المشكلات من خلال اللقاءات».

وقال: «إن لقاءه مع البشير الذي استغرق وقتا طويلا ناقش عملية الاستفتاء في الجنوب مطلع العام المقبل وتشكيل مفوضية استفتاء أبيي»، وأضاف أنه قدم مقترحات وجدت القبول من الرئيس البشير، من دون أن يفصح عنها، وقال: «ركزنا على أن هناك بعض التأخيرات في الترتيبات اللازمة لإجراء الاستفتاء»، وتابع «لقد أكد البشير أن مسؤولية الطرفين العمل على تسهيل الأمور لإجراء الاستفتاء في مواعيده»، وأضاف «وجدت المقترحات التي قدمتها القبول من الرئيس البشير»، وشدد على أنه لا بد من الوصول إلى حلول لإحراز تقدم.

وقال المسؤول الأممي: «إن تشكيل مفوضية أبيي ستجد الحل بعد أن وافق البشير على تشكيلها في أسرع وقت ممكن وإنزال الأمر إلى القواعد في المنطقة لترتيب وتهدئة الخواطر تجاه المخاوف التي يشعر بها المواطنون».