قيادات كردية لـ«الشرق الأوسط»: طائف سورية لن ينجح ومشكلات العراق تحل داخليا

المتحدث باسم الحكومة العراقية: أي اجتماع يجب أن يكون في بغداد

TT

مع ظهور فكرة عقد مؤتمر إقليمي على غرار مؤتمر «الطائف» الذي أنهى الحرب الداخلية اللبنانية والتي كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن طرحها من قبل تركيا وبمباركة عربية للخروج من مأزق تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، تسارعت ردود الفعل من الكثير من القيادات الكردية التي أكدت عقم الحلول الإقليمية للمشكلة العراقية، واعتبرت بعضها أن سورية «هي أساس المشكلة التي يعاني منها العراق»، وأنها «ليست مؤهلة لرعاية مؤتمر يهدف إلى إنهاء أزمة الخلافات التي تعصف بالكتل السياسية العراقية والتي تؤخر تشكيل الحكومة المرتقبة». وقال قيادي كردي طلب عدم الكشف عن اسمه «إن سورية ومنذ سقوط النظام السابق تقوم بدور سلبي بل وتخريبي في العراق، وتدخلاتها السافرة في الشؤون العراقية عبر بعض الأحزاب والقوى العراقية التي تتعاطف معها واضحة وغير مستترة وتأخذ أشكالا عدة، منها تصدير الإرهابيين إلى العراق، فكيف يمكن الوثوق بها لرعاية مؤتمر يهدف إلى تحقيق أمن واستقرار العراق».

من جهته صرح الدكتور فؤاد معصوم الرئيس المؤقت للبرلمان العراقي في الاتصال مع «الشرق الأوسط» أن عقد المؤتمر «مجرد فكرة ولم تتحول إلى دعوة رسمية، وحتى لو حدث ذلك فإن الفكرة مردودة، لأنه باعتقادي أن مشكلات العراق تحل في الداخل وبيد الكتل السياسية وزعماء وقادة العراق وليس على أيدي القوى والدول الخارجية». وشاركه الرأي الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه سيدلي برأيه كمحلل سياسي وليس كمسؤول في رئاسة الإقليم. ولخص رأيه بالقول «إن السيناريوهات المطروحة عبر الفكرة التركية التي تتحدث عن تشكيل تحالف يضم الكرد والعراقية والائتلاف الوطني، هو سيناريو مطروح في الأساس داخل العراق وتدارسته جميع الأطراف العراقية كخيار للخروج من الأزمة الحالية، إذن لماذا لا يعمل بهذا السيناريو في الداخل أساسا، وما الحاجة إلى بحثها في مؤتمر إقليمي». وأوضح حسين «أن أزمة الحكومة الحالية لن تحل إلا بحدوث تغيير في التوازنات السياسية الحالية، فإما أن ينفرط عقد بعض الكتل الكبيرة وتتحول إلى كتل صغيرة وينشأ على أنقاضها تحالفات جديدة، وهذا ما يساعد على تفتت الكتل الكبيرة التي ما زالت تصر على كونها الكتلة الأكبر، وإما أن تنشق بعض القوى والأحزاب عن تحالفاتها القائمة مع الكتل الحالية وتنضم إلى كتل مقابلة لتكوين كتلة أكبر تستطيع أن تشكل الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، ما عدا هذا التغيير في توازن القوى لا يمكن الحديث عن حل للمشكلة الراهنة، ولن يكون أي تفاوض أو مؤتمر إقليمي أو دولي مجديا لحل الأزمة». من جهته نفى المتحدث باسم الحكومة العراقية والنائب عن ائتلاف دولة القانون علي الدباغ، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وجود نية لعقد اجتماع للقوى الفائزة بالانتخابات الأخيرة في سورية، مؤكدا «أن الحلول لمشكلات تشكيل الحكومة يجب أن تكون عراقية صرفة، وأي اجتماعات تعقد يجب عقدها في بغداد لأن أي تدخل من قبل أي دولة إقليمية حتى لو كانت بنوايا طيبة سوف تعطي رسائل غير طيبة لمستقبل العراق»، مشددا رفضه لتدويل قضية تشكيل الحكومة.