قيادي بعثي لـ«الشرق الأوسط»: مساعي توحيد البعث العراقي فشلت.. وأعلنا وفاة الدوري

بعثيون أكدوا أن نائب صدام السابق «شبه ميت سريريا» منذ 4 أشهر

TT

أعلن قيادي بعثي عراقي قريب من جناح محمد يونس الأحمد، فشل مساعي توحيد جناحي الحزب - جناح عزة إبراهيم الدوري وجناح يونس الأحمد - بينما أعلنت قوى عراقية وجناح يونس الأحمد وفاة عزت إبراهيم الدوري، نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين, مصدرة قرارها بعقد مؤتمر قطري لمراجعة تجربة الماضي بسلبياتها وإيجابيتها ورسم سياسة الحزب الجديدة.

وقال محمد الدليمي، القيادي في حزب البعث والناطق الرسمي باسم سرايا البعث لـ«الشرق الأوسط»، إن «مساعي توحيد جناحي الحزب باءت بالفشل، وذلك بعد تعزز الشكوك بوفاة عزت إبراهيم الدوري». ولفت الدليمي إلى أن الشكوك باتت بحكم المؤكدة بعد «اكتشاف تلاعب واضح في الخطاب الصوتي الأخير للدوري المؤرخ 30/7/2010، لا سيما في المقطع الخاص بتسمية صلاح المختار خلفا للدوري»، الأمر الذي أكد للكادر الحزبي أن عزت الدوري «إما غائب أو مغيب أو لا يدري ما يدور حوله» وأن «هناك ثلاثيا يقوده صلاح المختار وخضير مرشدي ونهاد يضللون الجهاز الحزبي العائد لتنظيم الدوري».

وأضاف الدليمي موضحا: «أجرينا عدة لقاءات ونقلنا رسائل شفهية متبادلة بين الجناحين المهيمنين والمتنفذين في البعث العراقي على الأرض في الميدان، وقد تفاعل معنا جناح الأحمد من أجل لم الشمل وعقد المؤتمر القطري المنتظر لمراجعة المرحلة السابقة بكل إيجابياتها وسلبياتها ورسم سياسية الحزب الجديدة وترك الماضي والانطلاق مع الجهات الوطنية الأخرى لعراق ديمقراطي محرر». وقال: «بعد جهود استمرت لأكثر من سنة كاملة، خاتمتها انتظار الرأي النهائي لتنظيم الدوري بعد أن أكمل الأحمد المطلوب، وبعد لقائنا مع بعض من قيادات الدوري تلقينا الوعود بأن الأمر قريب المنال، وكنا نتوقع ونحن معهم أن يتم حل الأمر في خطاب الدوري المنتظر في 17 يوليو (تموز) 2010، ولكنه لم يوجه هذا الخطاب كما هو معروف عنه في هذه الذكرى، فذهبنا إلى قيادات الدوري وأبلغناهم أن كثيرا من رفاق البعث وممن لا يزالون على العهد يقولون إن الدوري منذ أربعة أشهر في حالة مرضية لا يحسد عليها وإنه شبه ميت سريريا، ولهذا فقد أبلغناهم أننا في 1/8 سنعلن وفاة الدوري ونطالب بالمؤتمر القطري، وحسب المعلومات المتوافرة لدينا، فإن عدة لقاءات جرت في عواصم مختلفة وشارك في أغلبها صلاح المختار». واتهم الدليمي الأخير بـ«التآمر على البعث بمشاركة المسمى نهاد»، واستند الدليمي في اتهامه إلى أنه في 30 يوليو «ظهر لنا الخطاب الكارثة للدوري الذي نصب من خلاله المختار وريثا له»، أتى ذلك بالإضافة إلى المعلومات أخرى «متوافرة لدينا شككنا في الخطاب الأخير للدوري»، الذي اعتبره الدليمي «كارثة مدمرة للبعث»، ولفت الدليمي إلى أنه وبعد الخطاب «المزور تأكد لدينا بالدليل القاطع وجود متنفذين ومستفيدين في جناح عزت الدوري يحولون دون عقد مؤتمر قطري كونه سيفضح ويكشف عن مئات بل المليارات من الدولارات التي أودعت عند جهات قيادية في تنظيمات عزت الدوري من قبل الرئيس الراحل صدام حسين». وكشف الدليمي عن اجتماع للقيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة عقد برئاسة الرئيس صدام حسين في 7/4/ 2003، أي قبل احتلال بغداد بـ48 ساعة «تقرر فيه سحب كافة الأرصدة الموجودة من الدولارات والعملات الأجنبية الأخرى والسبائك الذهبية التي تجاوز قيمتها أكثر من خمسة مليارات دينار عراقي تم سحبها من البنك المركزي والبنك العائد إلى ديوان الرئاسة بأمر إداري بتوقيع طه ياسين رمضان، الذي خوله قرار قيادة مجلس الثورة والقيادة القطرية في 7/3/ 2004 بتوزيع المبالغ على أعضاء هذه القيادات منهم، المدنيين والعسكريين، من أجل دعم المقاومة وإسنادها». واتهم الدليمي تلك «القيادات بسرقة الأموال والهروب بها خارج العراق، خاصة إلى اليمن ومصر العربية»، وأنها راحت تزعم من هناك «قيادتها للمقاومة»، وأن تلك القيادات لذلك «تحول دون التوحيد وعقد مؤتمر قطري»، مؤكدا وجود «قوائم تفصيلية بالأسماء تعرفها القيادات التي ستشارك في المؤتمر».

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بمحمد يونس الأحمد للتحقق من المعلومات الواردة في كلام الدليمي، فتلقت وعدا بإجراء لقاء خاص في الأسابيع القادمة سيكشف فيه عن مزيد من التفاصيل.