سحب آخر كتيبة قتالية من العراق.. وأوباما يعلن: سنواصل بناء شراكة قوية

الناطق باسم الحكومة العراقية: قواتنا قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية

صورة وزعت أمس لجنرال أميركي يحيي جنديا أميركيا من كتيبة سترايكر يستقل عربة عسكرية أثناء دخولها الأراضي الكويتية قادمة من العراق فجر الاثنين الماضي (إ.ب.أ)
TT

عشية انسحاب آخر كتيبة قتالية أميركية من العراق أمس بعد سبع سنوات منذ غزوه عام 2003، وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة شكر للقوات الأميركية، مؤكدا فيها الالتزام بالانسحاب الكامل من العراق بحلول نهاية عام 2011.

وفي رسالة خطية حول الانسحاب للشعب الأميركي ومستخدمي خدمة رسائل البريد الإلكتروني في البيت الأبيض، قال أوباما: «يسرني أن أعلن أن - بسبب الخدمة الاستثنائية لقواتنا وموظفينا المدنيين في العراق - مهمتنا القتالية ستنتهي نهاية هذا الشهر وسنكمل سحب عدد جوهري من قواتنا» من العراق. وسرد أوباما في رسالته آخر التطورات المتعلقة بالقوات الأميركية وتقليص عددها بنحو 90 ألف جندي خلال الأشهر الـ18 الماضية، لكنه لم يشر إلى القضايا الداخلية العراقية وعدم تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد. وقال أوباما «بينما تتولى قوات الأمن العراقية مسؤولية تأمين بلادهم، قواتنا ستنتقل إلى دور المشورة والمساعدة». وأكد أوباما أنه «تماشيا مع اتفاقنا مع الحكومة العراقية، كل قواتنا ستنسحب من العراق بحلول نهاية العام المقبل، وفي غضون ذلك سنواصل بناء شراكة قوية مع الشعب العراق مع التزام مدني متزايد وجهد دبلوماسي».

يذكر أن أوباما وجه رسالته حول سحب القوات القتالية من العراق أول من أمس قبل أن يبدأ إجازته الرسمية لهذا الصيف في منتجع «مارثاز فينيارد» لمدة 10 أيام. وبينما يؤكد البيت الأبيض مراقبة الإدارة الأميركية للتطورات في العراق خلال هذه الفترة، سيقضي أوباما إجازته مع عائلته، بينما تنتهي عملية انسحاب القوات الأميركية القتالية من العراق بنهاية 31 أغسطس (آب) الحالي.

إلى ذلك، قال الناطق باسم الجيش الأميركي اللفتنانت كولونيل اريك بلوم إن آخر عناصر القوات الأميركية القتالية «عبروا الحدود (الكويتية)» أمس. وأضاف «أنها آخر كتيبة قتالية لكن هذا لا يعني أنه لم تعد هناك قوات قتالية في العراق»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

والوحدات التي انسحبت هي كتيبة سترايكر الرابعة من فرقة المشاة الثانية. وكانت هذه الكتيبة متمركزة في أبو غريب (25 كلم غرب بغداد) إحدى أكثر المناطق خطورة في العراق. وقال اللفتنانت كولونيل بلوم إن «نصف الجنود غادروا جوا والنصف الآخر برا. بقي أمامهم بضعة أيام لتنظيف التجهيزات وإعدادها ليتمكنوا من إرسالها ثم يرحل آخر الجنود».

وأوضح الضابط الأميركي أنه بقي في العراق 56 ألف جندي أميركي في العراق بعد انسحاب هذه الكتيبة. ومن المقرر بقاء 50 ألف عسكري أميركي في البلاد بعد 31 أغسطس الموعد الذي حددته الولايات المتحدة لإنهاء مهمتها القتالية في العراق وسيتولى هؤلاء مهام تدريب القوات العراقية وحماية المصالح الأميركية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي الذي كان يتحدث مباشرة على شبكة التلفزيون الأميركي «إم إس إن بي سي» بينما كانت تعرض ليلا صور الدبابات الأميركية وهي تغادر العراق «نحن لا نضع حدا لالتزامنا في العراق. سيكون أمامنا عمل كبير لإنجازه (...). هذه ليست نهاية أمر بل انتقال نحو شيء مختلف. لدينا التزام طويل الأمد في العراق». وأشار إلى أن الحرب في العراق التي أدت إلى مقتل 4400 أميركي وكلفت واشنطن ألف مليار دولار كان لها «ثمن باهظ». وأضاف «قمنا باستثمارات هائلة في العراق وعلينا القيام بكل ما في وسعنا للحفاظ على هذا الاستثمار وليدخل العراق وجيرانه في وضع أكثر سلمية بكثير يخدم مصالحهم».

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ «أن قواتنا الأمنية مستعدة لتولي الملف الأمني في البلاد». وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن «تأخر تشكيل الحكومة العراقية بعد خمسة أشهر من الانتخابات لن يؤثر على الجدول الزمني للانسحاب المقرر اكتماله في نهاية العام المقبل». وبسؤاله عن انسحاب القوات الأميركية قبل الموعد المحدد، قال الدباغ إن الانسحاب «تم التخطيط له وترتيبه بين حكومة العراق والإدارة الأميركية (...) ونحن ندعمه». وأضاف أن «جاهزية القوات العراقية كافية لمواجهة التهديدات (...) علينا أن نوازن بين وجود طويل الأمد لقوات أجنبية على أرضنا أو القيام بالمهمة بمفردنا». وتابع «اخترنا القيام بالمهمة بواسطة قواتنا الأمنية».