غضب عارم يرافق تشييع زعيم «فتح الإسلام» ومساعده داخل مخيم «عين الحلوة» الفلسطيني في جنوب لبنان

مصادر «الشرق الأوسط»: عدد العناصر غير المنضبطة في المخيم يناهز الـ50

TT

شُيّع أمير «فتح الإسلام» عبد الرحمن عوض، ومساعده الأول، غازي عبد الله الملقب بأبو بكر مبارك، داخل مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا الواقعة في جنوب لبنان، وسط مشاركة شعبية كبيرة، وغضب عارم تمكنت القوى الفلسطينية المكلفة بحفظ الأمن من السيطرة عليه.

أقفل أهالي مخيم عين الحلوة محالهم التجارية خلال التشييع، خوفا من أي ردة فعل، وأم الصلاة على جثمان عوض رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة، الشيخ جمال الخطاب، ثم دفن بعدها في مقبرة درب السيم جنوب المخيم. وقال الخطاب لـ«الشرق الأوسط»: «إن جوا من الغضب العارم رافق التشييع، وأهل المخيم يعتبرون أنه كان الأولى بالجيش اللبناني اعتقال المطلوبين والتحقيق معهما لتثبيت التهم عليهما، وليس قتلهما». وعن واقع تنظيم فتح الإسلام داخل المخيم قال الخطاب: «هذا التنظيم لم يعد موجودا، فلا مقر له داخل عين الحلوة، وأفراده القلة انتقل معظمهم إلى العراق للعمل الجهادي».

وترافق التشييع مع إجراءات أمنية داخل المخيم لجهاز الأمن الوطني الفلسطيني، واتخذ الجيش اللبناني على مدخل المخيم تدابير أمنية احترازية. وقال قائد المقر العام وقوات الميليشيا في حركة فتح، العميد منير المقدح، لـ«الشرق الأوسط»: «إن لجنة المتابعة تولت التواصل مع كل الأطراف لترسيخ الهدوء، وقد تجاوب الأهالي معنا». مشددا على أن «التنسيق مع الجيش اللبناني مستمر».

وفي معلومات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، فإنه تم نقل مراسم تشييع عوض إلى داخل المخيم، نزولا على رغبة أهله، خاصة أن عددا من رفاقه مطلوب من الجيش اللبناني، وبالتالي لا يستطيع مغادرة المخيم، كما أن التطمينات التي تلقتها لجنة المتابعة الفلسطينية من كل الأطراف كانت دافعا لموافقة القوى الأمنية اللبنانية على تسليم الجثمان إلى ذويه في الداخل.

وقدرت مصادر واسعة الاطلاع داخل المخيم لـ«الشرق الأوسط» عدد العناصر غير المنضبطة والمنتمية إلى «جند الشام» و«فتح الإسلام» بنحو 50 عنصرا، كاشفة أنه «تم تعيين أسامة الشهابي (أميرا) جديدا لـ(فتح الإسلام)، على الرغم من نفي ذويه للموضوع، وتعيين توفيق طه مسؤولا عن الشؤون الأمنية، ومحمد الدوخي مسؤولا عن الشؤون العسكرية للتنظيم». وكانت مخابرات الجيش اللبناني تمكنت يوم السبت الماضي من قتل عوض ومساعده في كمين نصبته لهما في مدينة شتورا البقاعية، علما أن عوض كان القائد الفعلي لخلايا فتح الإسلام بعد اختفاء زعيم التنظيم الأول شاكر العبسي، إثر انتهاء معارك مخيم نهر البارد صيف 2007.