الأمم المتحدة تناقش قرارا يحث على تسريع المساعدات لباكستان

نيودلهي تنتظر ردا على عرضها مساعدة إسلام آباد.. و8 ملايين بحاجة لمساعدات عاجلة

السيناتور الأميركي جون كيري يتحدث إلى ناجين من الفيضانات، بينما يبدو الرئيس زرداري أمامه، في منطقة جامبور الباكستانية أمس (أ.ب)
TT

كان مقررا أن تعقد الأمم المتحدة الليلة الماضية اجتماعا في نيويورك يعرض فيه الأمين العام للمنظمة بان كي مون قرارا يحث على تسريع المساعدات إلى باكستان التي تشهد أسوأ فيضانات منذ عقود. وجاء هذا فيما اتصل رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس بنظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني، ليعرب عن أسفه بشأن الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان، في وقت تنتظر فيه نيودلهي ردا على عرض بتقديم مساعدات، كانت طرحته على إسلام آباد في وقت سابق.

وفي بادرة تهدف لإظهار حسن النية، اتصل رئيس الوزراء الهندي أمس بنظيره الباكستاني، وعبر له عن تضامنه مع ضحايا الفيضانات ودعمه لجهود الإغاثة، حسبما أفادت مصادر هندية. وكان وزير الخارجية الهندي عرض بدوره على الجانب الباكستاني، الأسبوع الماضي، مساعدات في مجال الأغذية والمأوى والأدوية، قيمتها 5 ملايين دولار.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن «مصدر دبلوماسي» قوله «لا نزال ننتظر ردا» على العرض. ودعت واشنطن الليلة قبل الماضية إسلام آباد إلى قبول العرض. وقال فرانك روجييرو، نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان «أعتقد أن الأولوية تتمثل في استغلال عروض المساعدة من أجل مساعدة الشعب الباكستاني، لذا نشجع حكومة باكستان على قبول هذا العرض».

في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة أمس إن عدد ضحايا الفيضانات في باكستان ممن هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ارتفع من ستة ملايين إلى ثمانية ملايين شخص. وقال ماوريتسيو جوليانو، المتحدث باسم العمليات الإنسانية الخاصة بالأمم المتحدة «نظرا لأنه وضع متطور تتكشف الأمور تباعا. تقديرنا ارتفع، والآن ثمانية ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة».

وكان من المقرر أن تعقد الأمم المتحدة اجتماعا أمس في نيويورك لتسريع وتيرة تسليم المساعدات التي ما زال توزيعها بطيئا. وخلال الاجتماع، كان يتوقع أن تعلن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن مساعدة أميركية إضافية تضاف إلى التسعين مليونا التي دفعتها واشنطن. ويعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو الآخر قائمة بالحاجات الإنسانية للمنكوبين، إضافة إلى طرحه قرارا يحث الأسرة الدولية على مساعدة باكستان، الحليفة الاستراتيجية لواشنطن، على تحسين أوضاعها على الأجلين المتوسط والطويل. وكان بان كي مون قال إنه «صدم» لمصير الضحايا خلال زيارته لباكستان الأسبوع الماضي.

وفي الأيام الأخيرة وجهت الأمم المتحدة نداء، لتقديم المساعدة خصوصا إلى ستة ملايين منكوب، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مؤكدة أنها تنقصها أموال لمساعدتهم كما ينبغي. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي «هناك زيادة في الوعود بتقديم هبات، لكننا لا نزال نحتاج إلى الأموال والخيم والأغذية والمياه والأدوية».

وبعد ثلاثة أسابيع على وقوع الفيضانات تحركت الجهات المانحة الدولية أكثر هذا الأسبوع، بمن في ذلك المشاهير. وأفادت مصادر في الأمم المتحدة بأن الممثلة الأميركية أنجيلينا جولي قدمت 100 ألف دولار لمساعدة الضحايا. وأطلق المعارض الباكستاني وبطل الكريكت السابق عمران خان حملة لجمع الأموال، مؤكدا أن «الناس لا يثقون بالحكومة» لتوزيع المساعدات على المنكوبين. وتراجع الثقة بالحكومة المتهمة بعدم الكفاءة، حمل عددا من الضحايا إلى قطع الطرقات مرارا احتجاجا في الأيام الماضية.

وستسمح الجمعية العامة للأمم المتحدة بتسريع وتيرة توزيع المساعدات بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أول من أمس أنها تلقت نصف مبلغ الـ460 مليون دولار من المساعدات العاجلة التي طلبتها من الجهات الدولية المانحة. وقد يكون بنك التنمية الآسيوي، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز»، مستعدا لمنح باكستان قرضا بقيمة ملياري دولار لإعادة إعمار البنى التحتية في البلاد. والاثنين الماضي منح البنك الدولي باكستان قرضا بقيمة 900 مليون دولار.