ادعاءات بإجبار زوجة كاهن المنيا على العودة إلى المسيحية بعد إسلامها

البابا شنودة يطالب الكهنة بالتدقيق في اختيار زوجاتهم

TT

تجدد الجدل مرة أخرى في قضية اختفاء السيدة كاميليا شحاتة، زوجة القس تداوس سمعان، كاهن كنيسة مارجرجس بملوي بالمنيا، بعدما أظهر تسجيل بثه موقع «المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير»، شخصا ملتحيا يسمى مفتاح فاضل، وكنيته أبو يحيى، من سمالوط بالمنيا، أكد فيه إسلام كاميليا، ونشر صورا لها بالنقاب.

وقال أبو يحيى، في الفيديو الذي شاهدته «الشرق الأوسط» إن كاميليا جاءته وهي ترتدي النقاب والزي الإسلامي (الإسدال)، وكشفت له عن أنها أسلمت قبل عام ونصف العام سرا، وأعلنت إسلامها قبل أربعة أشهر أمام زملائها المعلمين في المدرسة التي تعمل بها، وأن زوجها لم يمارس حقوقه الزوجية معها منذ عام ونصف العام.

وأوضح أبو يحيى أنه امتحن كاميليا في الدين الإسلامي ووجد لديها دراية كاملة بأحكامه، الأمر الذي طمأن قلبه أنها أسلمت عن اقتناع وليس رغبة في أي شيء دنيوي، وقال: «عرضت عليها أكثر من مرة العودة إلى زوجها وحل الخلافات بينهما، أو تغيير ملتها للطلاق من زوجها، حسبما تنص تعاليم الديانة المسيحية، إلا أنها رفضت، وأكدت أنها أسلمت عن اقتناع بعدما سمعت مصادفة خطبة الجمعة منذ نحو عام ونصف العام، وكانت عن شخصية وأخلاق النبي محمد، صلى الله عليه وسلم».

وأشار إلى أنه ذهب مع كاميليا إلى الأزهر لإشهار إسلامها، إلا أن الموظف عندما عرف شخصيتها أخرج ورقة من درج مكتبه مدون بها بيانات كاميليا، ورفض إتمام إجراءات الإشهار بدعوى عدم وجود الموظف المسؤول عن الختم، وطلب منهما العودة في اليوم التالي، وقال: «عندما عدنا في اليوم التالي، وجدنا إجراءات غير طبيعية في الأزهر وطلب منا بعض الأشخاص، عندما عرفوا شخصيتنا، الانصراف لأن الأمن يبحث عنا، فانصرفنا، وتتبعنا الأمن إلى أن اعتقلنا أنا وكاميليا في الشارع».

وطالب أبو يحيى بالكشف عن مصير كاميليا، كما طالب الكنيسة بالرد عليه أو تكذيبه إن كان لا يقول الحقيقة، إلا أن قيادات كنسية رفضت الرد على أسئلة «الشرق الأوسط» حول هذا الموضوع. وكانت السلطات المصرية قد أعادت كاميليا للكنيسة بعد أن أعلنت أنها اختفت بسبب خلافات مع زوجها، وأنها أقامت لدى أحد أقاربها بالقاهرة، نافية بشدة أن تكون أسلمت أو تم اختطافها.

وأثار اختفاء الزوجة مخاوف مسيحية من تكرار سيناريو اختفاء وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير بمحافظة البحيرة عام 2004، التي اتضح أنها أشهرت إسلامها، فاحتج المسيحيون، ونظموا عدة مظاهرات، انتهت بتسليم الأجهزة الأمنية للسيدة المختفية إلى الكنيسة التي أدخلتها دير وادي النطرون، ولم تخرج منه حتى الآن.

من جهة أخرى، طالب البابا شنودة الثالث، بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر، الكهنة خلال عظته الأسبوعية، الليلة قبل الماضية، بتدقيق الاختيار في زوجاتهم، مشددا على ضرورة الأخذ في الاعتبار شخصية زوجة الكاهن، ومدى صلاحيتها للخدمة الكنسية، مشيرا إلى أن رأي الزوجة هو أمر جوهري، وفي حالة رفضها رسامة زوجها لا تتم رسامته، ولا بد من موافقتها على رسامة زوجها كاهنا.

وقال البابا شنودة: «يجب على المرشح للكهنوت أن يكون حازما وغير خاضع لزوجته، وإلا فلن يكون قادرا بالتبعية على رعاية الشعب.. إننا لا نخضع الزوجة لاشتراطات معينة من قبل الكنيسة للموافقة على رسامة زوجها كاهنا، وهذا يجب أن يحدث، إلا أننا لا نطبقه في الوقت الحالي، وربما في المستقبل»، مؤكدا أن رسامة الكاهن لا تتم إلا بموافقة الشعب، ومن بينهم زوجته.