سياسي كردي يتحدث عن استراتيجية للسلام في تركيا قبيل لقائه بالرئيسين التركي والعراقي

أوجلان يدعم وقف إطلاق النار

TT

في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لزيارة المناطق الكردية جنوب شرقي البلاد لكسب الدعم الكردي لتعديلاته على الدستور التركي، أطلق السياسي الكردي المعروف أحمد تورك مبادرة لتحويل الهدنة المؤقتة التي أعلنها حزب العمال الكردستاني إلى استراتيجية للسلام، داعيا الحركات والأحزاب السياسية في تركيا إلى التعاون من أجل تحويل مبادرة الكردستاني المؤقتة إلى وقف دائم وشامل للقتال، وحل الصراع الكردي - التركي عبر التفاوض والحوار السياسي.

وقال تورك، الذي شكل مؤخرا حزبا جديدا باسم «مؤتمر المجتمع الديمقراطي»، الذي حل محل حزب المجتمع الديمقراطي الكردي المحظور» إنه يسعى حاليا لوضع استراتيجية للسلام بعد إعلان الحزب الكردستاني عن مبادرته لوقف القتال إلى نهاية عطلة عيد الفطر المبارك.

وكشف تورك أنه «قبل موعد لقائي بالرئيس العراقي جلال طالباني طلبت موعدا للقاء الرئيس عبد الله غل للتباحث معه حول استراتيجية السلام، وفي حال تحقق هذا اللقاء، فأنا أتوقع أن تتوفر أرضية مناسبة للحديث عن سلام دائم في تركيا، من خلال توسيع إطار التحركات السياسية باتجاه كسب دعم الدولة والأحزاب التركية لهذا الخيار».

وأشار تورك، في تصريحات نقلتها مصادر إعلامية تركية إلى أنه «لا يجوز أن نفرط هذه المرة بمبادرات السلام، فهناك فرصة كبيرة لتحقيق السلام والتعايش السلمي بين جميع الأطراف التركية، ولتحقيق ذلك نحن مستعدون لبذل أقصى جهودنا لتوسيع إطار المفاوضات مع جميع الأطراف المعنية بالصراع».

وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، المعتقل حاليا في سجن «إيمرالي» التركي، أبدى دعمه وتأييده لمبادرة قيادة حزبه بوقف إطلاق النار، ووجه مقاتليه بتجنب الاصطدام بالجيش التركي أو زرع العبوات الناسفة، مع الاحتفاظ بحق الرد في حال هجوم الجيش التركي عليهم.

وقال أوجلان، في تصريحات نقلها محاموه من السجن: «لقد وجهت نداء مماثلا بهذا الصدد لوقف القتال، ولذلك أعلن دعمي لقرار رفاقي في قيادة الحزب الموجودين بالجبال، وكان يفترض إطالة مدة الهدنة إلى 35 يوما لكي يفسح المجال أمام إجراء الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، ولكن المهم هو أن تتلقى الأطراف المعنية والرأي العام التركي هذه المبادرة بشكل إيجابي، وأن تتحرك القوى السياسية جميعها نحو إنجاحها عبر العمل على تحقيق الحلول الديمقراطية للقضية الكردية».

وأضاف أوجلان: «هناك فرصة تاريخية كبيرة لتحقيق السلام يفترض استغلالها من خلال التحرك السياسي، والسعي لإيجاد الحلول الديمقراطية، وإقرار السلم في البلاد، فأنا أشعر بقلق بالغ من احتمالات نشوب حرب واسعة لا نرغب فيها، خصوصا أن هناك أطرافا تدق طبول الحرب، لذلك أدعو القوى الخيرة ومنظمات المجتمع المدني والكتاب والمثقفين إلى التحرك السريع لدفع الأمور نحو السلام وليس الحرب».

وحول مخاوف أحزاب تركية من سعي حزبه إلى العمل على الانفصال عن تركيا، قال أوجلان: «لحل المشكلة الكردية في تركيا أنا أحبذ الحلول الديمقراطية التي تتوفر أمام الشعب الكردي، مثل حرية إدارة شؤونه في إطار العملية الديمقراطية باعتبارها النموذج الأمثل لحل لصراع». وزاد قائلا: «على الدولة التركية أن تتخلص من عقلية التعامل الشوفيني مع القضية، فما يهمنا بالدرجة الأساسية هو تحقيق الديمقراطية وترسيخها داخل المجتمع التركي».