وزير الخارجية البحريني لـ «الشرق الأوسط»: لن نسمح باستخدام أراضينا لضرب إيران

الشيخ خالد بن أحمد أكد أن الاتفاقيات الدفاعية هدفها بقاء الخليج ممرا آمنا وليس الاعتداء على الآخرين

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة (أ.ب)
TT

أعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام أراضيها لضرب «أي دولة كانت»، في إشارة إلى إيران، قائلا إن وجود قاعدة أميركية على أراضي بلاده لا يعني أن المنامة ستسمح باستخدامها لشن هجوم على «إيران أو غيرها».

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال في تصريحات أول من أمس إن «أشقاء وأصدقاء إيران في دول الخليج العربية لن يسمحوا باستخدام أراضيهم لضرب إيران»، مضيفا «قادة تلك الدول أوعى بمخططات إسرائيل وأميركا في المنطقة، ومع أننا نستبعد الحرب، فإننا مستعدون لكل الاحتمالات».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن استخدام الولايات المتحدة لقواعدها العسكرية في البحرين لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، شرح وزير الخارجية البحريني موقف بلاده من وجود القواعد العسكرية الأميركية، مشيرا إلى أن الاتفاقيات التي وقعتها المنامة مع واشنطن «هي اتفاقيات دفاعية أولا وأخيرا.. ولا يمكن أن نقبل بأن تستخدم أراضينا للهجوم على أراضي الغير».

وأضاف الوزير آل خليفة أن الاتفاقيات التي أبرمتها بلاده مع عدد من الدول «منذ عقود طويلة» هي اتفاقيات دفاعية، ولا تتضمن بنودا لاستخدام الأراضي البحرينية انطلاقا لمهاجمة دول أخرى، مضيفا «بل إن هذه القواعد العسكرية لا توجد بها أساسا أسلحة هجومية».

ويسود الدول الغربية قلق بالغ من البرنامج النووي الإيراني، حيث تؤكد هذه الدول أن هذا البرنامج يستهدف الوصول إلى برنامج نووي للاستخدام العسكري، فيما تقول إيران إن برنامجها سلمي خالص.

ويقول الشيخ خالد بن أحمد، الذي تحدثت معه «الشرق الأوسط» هاتفيا، إن «البحرين يهمها ألا تكون هناك أي حرب جديدة بالمنطقة»، مضيفا «لقد أنهكتنا الحروب التي واجهتها المنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية، وتوجيهات جلالة الملك (حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين) بأن أراضي البحرين لا تستخدم إلا للدفاع عن أراضيها فقط، ووفقا لآليات العمل المشترك مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي».

لكن وزير الخارجية البحريني في الوقت الذي كان يؤكد فيه على موقف بلاده الرافض لاستخدامها لأي ضربة محتملة على طهران، قال إن بلاده لن تقف موقف المتفرج في حالة تعرضها لأي اعتداء، مشيرا إلى أن الاتفاقيات الدفاعية مع من سماها بالدول الصديقة تستخدم لردع أي هجوم من الممكن أن تتعرض له المملكة البحرينية.

«الشرق الأوسط» سألت وزير الخارجية البحريني حول ما إذا كانت بلاده قد قدمت تطمينات لطهران حول أن القاعدة العسكرية الأميركية في البحرين لن تستخدم لأي ضربة عسكرية محتملة ضد إيران، فقال «نعم.. في كل زياراتي لطهران كنت أؤكد لهم الموقف البحريني الرافض أساسا لأي ضربة عسكرية ضد إيران، وأن المنامة لا تقبل أن تستخدم أراضيها للهجوم على الدول الأخرى».

ودائما ما تؤكد دول مجلس التعاون الخليجي أنها ترفض أي ضربة عسكرية ضد إيران، وتشير إلى أنها تفضل الحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني، غير أن طهران، وعلى لسان أكثر من مسؤول، تردد أن صواريخها ستصل لكل المدن الخليجية في حال تعرضها لأي هجوم عسكري أميركي. وحذر الحرس الثوري الإيراني من أي عمليات تفتيش للسفن الإيرانية في الخليج، مهددا بـ«رد ساحق» من الجانب الإيراني.

ويعود وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة للتأكيد على أن الاتفاقيات العسكرية التي أبرمتها بلاده مع دول غربية «هدفها كان ولا يزال الحفاظ على أمن وسلامة الخليج كممر مائي مهم وشريان رئيسي للاقتصاد العالمي، نظرا لما يحمله من أهمية قصوى للدول المستهلكة للنفط، التي تريد أن تطمئن على أن النفط يصل لها من دون أي مصاعب مهما كانت». ويوضح الشيخ خالد بن أحمد بقوله «لولا وجود القوات الدولية بالمنطقة لأصبح خليجنا مثل خليج عدن لا يوجد فيه أبسط مقومات الأمن والاستقرار».

وبسؤال الوزير البحريني عن موقف دول الخليج وما إذا كان متفقا مع موقف بلاده قال «موقف دول الخليج واضح بأنها ضد أي توتر بالمنطقة، ولا ترغب في أي حروب جديدة تعيدنا لدوامة الماضي».

ويتولى مقر قيادة الأسطول الخامس الأميركي في البحرين الإشراف على عمليات في الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.

ويتمركز في البحرين نحو 3000 عسكري أميركي، ما بين قوات بحرية ومشاة بحرية وجيش، في «قاعدة الجفير العسكرية» القريبة من المنامة، والتي تضم مركز قيادة الأسطول الخامس، وميناء سلمان، و«قاعدة الشيخ عيسى الجوية»، ومطار المحرق. ويضم الأسطول الخامس بالوضع العادي نحو 15 قطعة بحرية، تشمل حاملة طائرات. يذكر أن اتفاقية هذه القاعدة وقعت عام 1948.