اليمن: مقتل 16 جنديا في مواجهات عنيفة مع «القاعدة» في أبين

المسلحون أحرقوا مصفحتين وطاقما عسكريا

TT

شهدت مدينة لودر في محافظة أبين اليمنية، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، مواجهات عنيفة بين قوات من الجيش والأمن، من جهة ومجموعات مسلحة يعتقد بانتمائها إلى تنظيم القاعدة، من جهة أخرى. وبحسب مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، فقد سقط، في مواجهات أمس 18 قتيلا، هم 16 جنديا، واثنان من المواطنين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من الجنود والمواطنين وبعضهم في حالة خطرة.

وأكدت المصادر أن المسلحين الذين يتحصنون في منازل المدينة، تمكنوا من إحراق مصفحتين وطاقم عسكري، في حين رد الجيش بقصف مدفعي عشوائي على المدينة، وهو الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بحسب المصادر.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الاشتباكات التي اندلعت، أول من أمس، جاءت بعد إرسال حملة أمنية لملاحقة مسلحين كانوا دخلوا في إشكالية مع اثنين من الجنود في سوق المدينة، قبل أن يقوم المواطنون بتجريد الجنديين من أسلحتهما».

وأضاف مصدر محلي أن إرسال الحملة الأمنية، إلى المنطقة «استفز السكان وفتح المجال أمام عناصر تنظيم القاعدة للمشاركة في القتال»، وأشار المصدر إلى أن معظم عناصر «القاعدة» هم من أبناء المنطقة التي تعد قبلية، ومعظم سكانها مسلحون.

وأسفرت الاشتباكات، في اليوم الأول، عن مقتل 4 جنود وجرح آخرين، وبحصيلة أمس، يرتفع عدد القتلى من الجنود إلى 20 شخصا، في حين لم تتوفر معلومات حول حجم الخسائر في الطرف الآخر، غير أن السلطات اليمنية اعترفت فقط بمقتل 11 جنديا في «كمائن غادرة» في مدينة لودر، ومن قبل «عناصر إرهابية وخارجة على القانون»، بحسب مصدر أمني يمني أكد في بيان له أنه تجري حاليا عملية «ملاحقة لتلك العناصر لضبطها وتقديمها إلى العدالة».

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية إنه «أثناء قيام مجموعة من جنود الأمن المركزي بمهمة استطلاع تمهيدا لوصول قوة جديدة من أفراد الأمن المركزي إلى معسكرها في مدينة لودر لأداء واجبها للحفاظ على الأمن والسكينة العامة، تعرضت المجموعة لعدة كمائن غادرة من قبل عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة وبعض المتعاونين معها من الخارجين على القانون الذين كانوا يتحصنون في بعض المنازل في مدينة لودر وبعض الأماكن في سوق المدينة، حيث قاموا بإطلاق النار على أفراد المجموعة بصورة غادرة وجبانة، مما أدى إلى استشهاد 11 جنديا من أفراد المجموعة».

وأضاف المصدر الأمني اليمني أن «اشتباكات عنيفة جرت مع تلك العناصر الإرهابية الإجرامية، كما تجري ملاحقات مكثفة لها من أجل ضبطها وتقديمها للعدالة»، مؤكدا أن «هؤلاء الإرهابيين المجرمين لن يفلتوا من العقاب وسينالون جزاءهم الرادع».

على صعيد آخر، جددت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، توجيهاتها إلى فروعها في محافظات أبين، وشبوة، والجوف، ومأرب، وصعدة، وحضرموت الساحل والوادي، ونصت تلك التوجيهات على رفع فروع الوزارة والأجهزة الأمنية لـ«يقظتها الأمنية والبقاء في حالة تأهب لمواجهة أي أعمال تخريبية وإجرامية»، وأكدت على «ضرورة تعزيز إجراءات الحماية الأمنية للمرافق والمنشآت الحيوية في المحافظات المذكورة، وكذا المرافق والمؤسسات الأمنية والعسكرية»، مشددة على «أهمية أخذ الحيطة والحذر في مختلف النقاط الأمنية من أجل ضبط المطلوبين أمنيا من العناصر الإرهابية المشبوهة».