البشير يرفض «وحدة مع حرب أهلية وانفصالا من غير سلام».. والمعارضة تقاطع لقاء الرئيس

الخرطوم: نحتفظ بحقنا في الرد على واشنطن لرفضها الاعتذار عن ضرب مصنع «الشفاء»

سودانيون جنوبيون يشاركون في يوم وطني للصلاة والدعاء طلبا للاستقلال تقرر ان يكون في العشرين من كل شهر حتى موعد الاستفتاء المقرر مطلع العام المقبل (أ ب)
TT

أكد الرئيس السوداني عمر البشير رفضه لوحدة مع حرب أهلية وانفصال من غير سلام، وأطلق البشير نداء لتأسيس موقف جماعي لصالح الوحدة، في وقت قاطعت فيه القوى السياسية الرئيسية في السودان لقاء مع البشير شارك فيه «الاتحادي الديمقراطي» (الأصل) وأحزاب صغيرة موالية للحزب الحاكم، وتبنى الاجتماع تكوين هيئة وطنية لتعزيز خيار الوحدة بين الشمال والجنوب. إلى ذلك، ذكرت الخرطوم أنها «ستحتفظ بحقها في الرد بالطريقة التي تراها على واشنطن بعد رفضها الاعتذار عن ضرب مصنع سوداني قبل 12 عاما»، في حين شددت الولايات المتحدة على رفضها لإرجاء استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان.

وعقد البشير اجتماعا تشاوريا مساء الخميس مع أحزاب سياسية معظمها يوالي «المؤتمر الوطني» الحاكم بالإضافة إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي كبير مساعدي الرئيس السابق ونائب رئيس الحركة الشعبية ووالي ولاية النيل الأزرق مالك عقار الذي شارك بصفته التنفيذية وليست الحزبية، في حين رفض رئيس الحركة الشعبية والنائب الأول للرئيس سلفا كير ميارديت المشاركة بعد اتفاقه مع قادة المعارضة وبينهم الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي وسكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد ورئيس «الأمة للإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل وأحزاب البعث والمؤتمر السوداني وحركة القوى الديمقراطية (حق) و«التحالف السوداني» على المقاطعة. وبعث حزبا «الأمة» و«الشعبي» بمذكرتين منفصلتين لرئاسة الجمهورية تتضمنان الأزمات السودانية وحلولها، وفي مقدمتها قضية استفتاء تقرير مصير شعب جنوب السودان، وضرورة التقاء مجموعة تحضيرية من كل القوى السياسية الفاعلة للإعداد للقاء تشاوري حاسم وتعين من يمثل فيه وتحدد مكانه وأجله وإجراءاته، وأن تدرج في تداولاته القضايا المتعلقة بالحريات السياسية المطلقة والاستفتاء حول مصير الجنوب وخياراته واستدراك قضية دارفور، التي قالتا عنها إن آثارها السالبة استفحلت، على أن يخرج اللقاء بما يراه الأمثل في الخيارات، وتحديد كيف يكون الجنوب ودارفور والسودان الواحد أو ما بقي منه في بنيته وتحديد كيفية سير حياته السياسية العامة ومنهج حكمه ومعاشه وعلاقاته الدولية.

ورأى «الشعبي» أن تلك الرؤى تشاركه فيها قوى لن يتم إجماع وطني بغير إسهامها.

وخلص اجتماع البشير مع القوى السياسية إلى تكوين هيئة وطنية جامعة من القوى السياسية والشخصيات الوطنية التي شاركت في اللقاء وغيرها بجانب تشكيل لجان فرعية يعهد لها بالمهام الوطنية في مجال الإعلام والاتصال السياسي بما يعزز خيار الوحدة. وأمن الاجتماع «على إقامة الاستفتاء في موعده تنفيذا لاتفاقية السلام الشامل والتأكيد على الموقف الواضح والإيمان بالوحدة وتفعيل الطاقات الوطنية والمكونات السودانية كافة لتحقيق الوحدة». ودعا اللقاء إلى الاستمرار في الاتصال بالأحزاب السياسية كافة التي لم تتمكن من المشاركة في الاجتماع. كما أطلق البشير نداء للقوى السياسية لتأسيس موقف جماعي لصالح الوحدة. وقال البشير لدى مخاطبته القوى السياسية الوطنية إن «اللقاء جاء للتفاكر حول نفرة مشتركة نسوق بها ركبنا الوطني نحو غاية الوحدة المنشودة»، وأشار إلى أن «السودان على عتبة مرحلة مهمة تتطلب تضافر الجهود وتكريس الوقت والبحث في كيفية تأسيس موقف وطني مشترك من أجل الحفاظ على سيادة السودان واستقراره». ورأى البشير أن «أي وحدة مع الحرب الأهلية لا تقدم مصالح السودانيين لا في الشمال ولا في الجنوب. وفي المقابل، فإن سودانا منفصلا إلى بلدين لا يستطيعان سلاما بينهما هو أسوأ الخيارات الممكنة. لذا، فإن خيار السودان الموحد السالم هو الخيار الأفضل لأي وطني». وحذر البشير من أن حدوث انفصال سينعكس على الأحزاب والتنظيمات السياسية كافة لأن النظام السياسي في السودان ليس خاصا بحزب بعينه، بل هو مسؤولية الجميع، وأن «الانفصال ستكون له عواقب بعيدة المدى على جوارنا وعلى أفريقيا التي أكد ميثاق منظمتها على الحفاظ على كياناتها السياسية كما هي». وتعهد البشير بإجراء الاستفتاء في موعده في أجواء من الأمن والاستقرار والاختيار الحر للمستحقين التصويت في الاستفتاء بلا إملاء أو إكراه أو تزييف.

إلى ذلك، أبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي معارضة بلاده لأية محاولة لإرجاء استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان المقرر إجراؤه في التاسع من يناير 2011، أو تأجيل البت حول مستقبل منطقة أبيي. وشدد كراولي على أن المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان الجنرال سكوت غريشن يزور السودان حاليا للتحضير للاستفتاءين، في حين عبرت الخرطوم عن استيائها من رفض واشنطن الاعتذار للسودان ودفع تعويضات بعد ضرب مصنع «الشفاء» قبل 12 عاما.