مسؤول ليبي لـ «الشرق الأوسط»: المقرحي يشعر بالاشمئزاز لتمني البعض موته

ذكرى إطلاقه مرت بهدوء.. ولندن حذرت طرابلس من الاحتفال بالمناسبة

TT

ذكر مسؤول ليبي بارز لـ«الشرق الأوسط»، أن عبد الباسط المقرحي، المدان في قضية لوكيربي الذي أفرجت عنه اسكوتلندا العام الماضي، يوجد في حالة صحية جيدة مقارنة بوضعه كمريض بالسرطان. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه أن المقرحي ما زال يخضع لعلاج مكثف ومنتظم في مركز طرابلس الطبي في العاصمة طرابلس.

ولفت إلى أن المقرحي يعيش في عزلة اختيارية حيث يرفض أي محاولة للاقتراب منه أو الالتقاء معه باستثناء أقاربه ومعارفه وذويه. وأضاف: «كمريض في هذه الحالة وتحت كل هذه الضغوط النفسية والدولية الرهيبة، بالتأكيد الرجل (المقرحي) يعيش وضعا نفسيا صعبا للغاية، تخيل نفسك مكان رجل يقرأ صحف الصباح ليجد البعض يتمنى موته».

وكان المسؤول الليبي يشير بهذه العبارة إلى حالة السخط التي سادت الولايات المتحدة وبريطانيا مؤخرا لأن المقرحي لم يمت كما توقع الأطباء المعالجون الذين أعدوا تقريرا أدى إلى الإفراج عنه العام الماضي من اسكوتلندا بعدما توقعوا وفاته خلال فترة وجيزة.

وأثار قرار الإفراج عن المقرحي المصاب بسرطان البروستاتا والسماح له بالعودة إلى ليبيا غضب الحكومة الأميركية وأقارب 189 أميركيا قتلوا عندما انفجرت الطائرة التابعة لشركة «بان أميركان» في رحلتها رقم 103 فوق لوكيربي باسكوتلندا.

وبينما مرت أمس الذكرى السنوية الأولى لهبوط الطائرة التي أقلت المقرحي في العاصمة الليبية بعدما كان أمضى عشر سنوات في السجن، لا يزال المقرحي هدفا لمشرعين في الكونغرس الأميركي ووسائل إعلام غربية. لكن المقرحي الذي يخضع مقر إقامته في حي دمشق الراقي بطرابلس الغرب إلى إجراءات أمنية استثنائية، لا يبدو مقتنعا بهذا الجدل المتصاعد حوله ويعتبره أمرا مثيرا للاشمئزاز. ونقل عنه مسؤول ليبي زاره مؤخرا لـ«الشرق الأوسط» قوله: «إنهم يستعجلون موتي، وهل الأمر بيدي، قتلوني وأنا في السجن محروما من أولادي وعائلتي مليون مرة، فماذا يريدون الآن»؟

وكانت لندن قد حذرت ليبيا من الاحتفال بذكرى مرور عام على إطلاق سراح المقرحي. وقالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية في لندن مساء أول من أمس: «في هذه الذكرى بالذات ما زلنا نتفهم الألم الذي سببه إطلاق سراح المقرحي للضحايا في بريطانيا والولايات المتحدة». وذكرت بأن المقرحي «أدين بأسوأ عمل إرهابي في تاريخ بريطانيا»، معتبرة أن «أي احتفال بذكرى الإفراج عن المقرحي سيكون تافها ويعكس موقفا عدائيا وعدم اكتراث بمشاعر الناس». وأكدت الناطقة البريطانية «أبلغنا الحكومة الليبية بموقفنا بشكل واضح».

وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن سفير بريطانيا لدى ليبيا ريتشارد نورثرن أبلغ كبار مسؤولي الحكومة الليبية بأن أي احتفالات علنية على شرف المقرحي يمكن أن تضر بالتحسن الذي تشهده العلاقات بين لندن وطرابلس. من جهتها، نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصدر قريب من رئيس وزراء اسكوتلندا اليكس سالموند قوله إن الحكومة الاسكوتلندية «تقدمت بطلب» إلى الليبيين بعدم إقامة احتفالات علنية بذكرى الإفراج عن المقرحي. وقال المصدر نفسه «نعتقد أن ذلك سيكون مستهجنا ويعبر عن قلة احترام».

وعلى مدى الاثني عشر شهرا الماضية لم يظهر المقرحي على شاشة التلفزيون سوى مرة واحدة عندما ثارت تساؤلات حول اختفائه وفقد الاتصال مع الهيئة المحلية الاسكوتلندية المسؤولة عن مراقبته قضائيا.

ويأتي هذا في وقت قال فيه مسؤول رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن ليبيا ستسمح لشركة النفط البريطانية العملاقة «بريتش بتروليوم» (بي بي) قريبا ببدء التنقيب عن النفط في أعماق بعيدة في المياه الليبية على الرغم من الحملة الشرسة التي تواجهها الشركة في الولايات المتحدة، على خلفية التسرب النفطي في خليج المكسيك.

وقال الدكتور شكري غانم رئيس «مؤسسة النفط الليبية» لـ«الشرق الأوسط» إن الحملة التي تتعرض لها الشركة في واشنطن لن تثني السلطات الليبية عن تعزيز علاقتها التجارية والاقتصادية وشراكتها النفطية مع الشركة البريطانية.