قيادي في حزب طالباني: توجه لتعيين عدنان المفتي نائبا لرئيس إقليم كردستان

خلفا لكوسرت رسول الذي أعيد انتخابه نائبا للأمين العام للاتحاد الوطني

عدنان المفتي («الشرق الأوسط»)
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر مقرب من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب الرئيس العراقي جلال طالباني، أن المكتب السياسي للحزب يتداول حاليا الأسماء المرشحة لشغل منصب نائب رئيس إقليم كردستان الذي هو من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني بموجب اتفاقات وتفاهمات سابقة، خاصة مع انتهاء مدة ولاية النائب السابق كوسرت رسول علي الذي شغل المنصب منذ 21 يونيو (حزيران) من عام 2006، وأضاف أن «الترشيحات تتجه نحو رئيس البرلمان الكردستاني السابق عدنان المفتي الذي يحتل عضوية المكتب السياسي للاتحاد الوطني».

وقال المصدر إن «تعاظم مسؤوليات كوسرت الحزبية، خاصة بعد إعادة انتخابه في المؤتمر الحزبي الثالث نائبا للأمين العام للاتحاد الوطني، وانشغاله بتجديد الحزب وإعادة تنظيم صفوفه، مع تفرغ طالباني لإدارة العملية السياسية في العراق، يحول دون تمكنه من التجديد لولاية ثانية في نيابة رئاسة الإقليم».

وبحسب المصدر، فإن «ترشيح المفتي للمنصب يواجه اعتراضات من عدد من أعضاء قيادة الاتحاد، خاصة الأعضاء الجدد في المكتب، على الرغم من عدم وجود مرشح أقوى منه»، وربط المصدر أسباب تلك الاعتراضات بـ«صراع التكتلات الحزبية التي ما زالت تترك آثارها على قرارات قيادة الحزب».

وبموجب قانون رئاسة إقليم كردستان، فإن رئيس الإقليم يحق له اختيار نائب له، ويكون ذلك عبر الطلب من الحزب الحليف «الاتحاد الوطني» بتسمية شخص مؤهل لشغل المنصب حيث يصدر مرسوم رئاسي بذلك، لأن القانون ينص على انتخاب رئيس الإقليم حصرا بالاقتراع المباشر من دون انتخاب نائبه الذي يعين من قبل رئيس الإقليم.

وأشار المصدر إلى أن «تعيين نائب رئيس الإقليم يخضع عادة لاتفاقات مقايضة بين الحزبين كما جرى في السنوات الأخيرة، حيث تفرض التفاهمات الجارية بين الحزبين الرئيسيين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني) تقاسم السلطات بينهما مناصفة، فإذا كان رئيس الحكومة من أحد الحزبين يفترض أن يكون نائبه من الحزب الآخر، وهكذا بالنسبة لمعظم المناصب السيادية والإدارية في حكومة إقليم كردستان. وبناء على ذلك، يتقدم الاتحاد الوطني بترشيح أحد أعضائه لشغل منصب نائب رئيس الإقليم إلى قيادة الحزب الديمقراطي وفي حال الموافقة على ذلك سيتم إصدار مرسوم رئاسي بتعيينه».

يذكر أن عدنان المفتي، الذي ينحدر من عائلة دينية كبيرة ومعروفة على في كل المنطقة وهي عائلة المفتي وعميدها الملا أبو بكر المفتي المعروف شعبيا بـ«الملا أفندي» الذي كان أحد أهم الوجهاء الاجتماعيين في كردستان وتربطه علاقات وطيدة بمعظم ملوك ورؤساء العراق وكان المرجع لقرارات كردستان في العهد الملكي، قد دخل معترك العمل السياسي منذ صباه بالنشاط داخل المنظمات الطلابية والشبابية أواخر الستينات من القرن الماضي. وتوجه إلى جبال كردستان ليساهم في الحركة المسلحة بقيادة الزعيم الراحل الملا مصطفى بارزاني عام 1974، وبعد انهيار الحركة المسلحة عام 1975 كان المفتي أحد الكوادر الأساسية المؤسسة للاتحاد الوطني في دمشق، ثم ساهم مع السياسي الكردي المعروف محمود عثمان في تشكيل اللجنة التحضيرية للحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1997 التي انضمت في ما بعد إلى الحزب الاشتراكي الكردستاني قبل انهيار هذا الحزب عام 1993 وعودة المفتي عام 1995 للانضمام مجددا إلى قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني. وانتخب عدنان المفتي رئيسا للبرلمان الكردستاني في دورته الثانية التي بدأت من عام 2005 إلى عام 2009 حين أجريت انتخابات جديدة للبرلمان في 25 يوليو (تموز).