أمر اعتقال لضابط كبير في الجيش الإسرائيلي بتهمة تزييف وثيقة وإشعال فتيل الحرب بين الجنرالات

بعد تبرئة باراك وجنرالاته من التهم

TT

أصدرت الشرطة الإسرائيلية، أمس، أمر اعتقال في حق ضابط برتبة رائد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، للاشتباه بأنه يقف وراء الوثيقة المزيفة التي أشعلت فتيل الحرب بين الجنرالات في رئاسة أركان الجيش. وفي الوقت نفسه، برأت الشرطة كلا من وزير الدفاع، إيهود باراك، ورئيس الأركان، غابي أشكنازي، والجنرالات المتنافسين على خلافته، من تهمة المشاركة في نسج المؤامرات.

وقال المفتش العام للشرطة، دودي كوهين، خلال لقائه مع أشكنازي، الليلة قبل الماضية، إن التحقيقات التي أجرتها الشرطة خلال الأسبوع الماضي أثبتت بوضوح أن قادة الجيش ووزارة الدفاع بريئون جميعا من الشبهات التي ألصقت بهم خلال الأيام الماضية، وأن الوثيقة هي من نتاج ضابط في جيش الاحتياط ترك الجيش منذ سنوات وأصبح رجل أعمال ناجحا. ولا أحد يعرف بعد ما هي دوافعه. وهو حاليا خارج البلاد، وعندما يعود سيتم التحقيق معه لإكمال الصورة.

وسخر عدد من رجال الإعلام الإسرائيليين من هذا الاستنتاج، وقال الصحافيان اللذان فجرا هذه القضية في القناة «الثانية» المستقلة للتلفزيون، أمنون أبرموفتش، وروني دانييل، إن الشرطة سارعت إلى تبييض صفحة الجيش، ولكنها لم تعطنا أي جواب عن تساؤلاتنا: «فما هي المصلحة من إعداد وثيقة كهذه؟.. ولماذا يتحدثون عن الطابع الشكلي في الموضوع ويقولون إنها وثيقة مزيفة ويتجاهلون حقيقة مضمون هذه الوثيقة، فهو صحيح مائة في المائة. وكل ما فيه يجري على أرض الواقع. ولماذا احتفظ أشكنازي وعدد من جنرالاته بهذه الوثيقة ولم يطلعوا عليها باراك؟ لماذا يصمتون على حقيقة وجود حرب بين الجنرالات؟ وهل بعد تحقيق الشرطة، سيعود الجنرالات الآن إلى علاقات ودية ويحتضن كل واحد منهم الآخر؟».

ومع ذلك، فإن المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، أبلغ باراك أنه يستطيع العودة إلى إجراءات تعيين رئيس أركان جديد. وقال باراك من جهته إنه سيسرع في تعيين رئيس الأركان، لكي يطوي هذه الصفحة البائسة من تاريخ الجيش ويصفي الأجواء داخله، مع العلم بأن رئيس الأركان أشكنازي يعارض في ذلك تعيين رئيس أركان الآن ويعتبر ذلك بمثابة إساءة له، «فكيف يكون هناك رئيسان للأركان طوال ستة شهور (أشكنازي ينهي مدته في شهر فبراير [شباط] المقبل)».

وفي تلخيص لهذه الحرب بين الجنرالات، التي يسمونها في إسرائيل «حربا قذرة لم يشهد الجيش الإسرائيلي مثيلا لها في تاريخه»، بات واضحا أن قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، هو أكبر المستفيدين منها. فقد زادت احتمالات اختياره رئيسا للأركان، حيث إن التحقيقات دلت على أن لا علاقة له بالوثيقة المزيفة. والمتهم بهذه الوثيقة هو أحد المقربين من قائد اللواء الشمالي، غادي أيزنقوط، الذي يقيم حلفا مع نائب رئيس الأركان، بيني غنيتس، وهما المنافسان الأساسيان في مواجهة غالانت. وعليه، فقد تلوث غنيتس وآيزنقوط، بينما بدا غالانت الأكثر نقاءً بين المرشحين.

يذكر أن هذه الحرب بين الجنرالات غطت على أحد الاعتبارات الحاسمة في تعيين رئيس للأركان، ألا وهو مدى ولائه لوزير الدفاع وانسجامه مع خطته للهجوم الحربي على إيران. فالجنرال غالانت يتمتع بهاتين الصفتين بامتياز. واختياره رئيسا للأركان يعني أن هذه الخطة قد انطلقت خطوة جدية إلى الأمام.

وصرح باراك، أمس، بأن الانتهاء من التحقيق أعاد صورة «الأبيض الناصع» إلى الجيش الإسرائيلي، وأنها كشفت أن هناك من أراد التأثير بطرق غير قانونية على قراره لتعيين رئيس للأركان وفشل. واتصل باراك بمفتش الشرطة العام وحيّاه على سرعة التحقيق ونتائجه.