عشرات العائلات تسيطر على عمارة بغزة.. و«المقالة» تتهم جهات بالوقوف وراءها

دمرت منازلها خلال الحرب على القطاع

TT

سيطر العشرات من أصحاب البيوت التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، على برج سكني تابع لوزارة الإسكان شمال غزة احتجاجا على عدم قدرة الحكومة المقالة على توفير مساكن بديلة لهم.

وقامت 43 عائلة فلسطينية دمرت بيوتها في الحرب بشكل كامل، بالاستيلاء على 43 شقة في هذا البرج الذي هو قيد الإنشاء وغير موصول بشبكة الكهرباء. ورفضت حكومة غزة هذا الإجراء معتبرة أن أرباب هذه العائلات مدفوعون من جهات معينة وأنهم يهدفون إلى لي ذراع الحكومة، مؤكدة أن معظم هذه العائلات تملك شققا سكنية.

وكانت هذه العائلات تقطن في حي السلام شرق جباليا شمال القطاع، وهو الحي الذي دمرت القوات الإسرائيلية فيه خلال الحرب 73 منزلا. وقال أصحاب المنازل المدمرة إنهم يعيشون في خيام أو غرف جدرانها من ألواح الصفيح في أوضاع مأساوية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. واضطر بعض منهم لاستئجار بيوت متواضعة للعيش الكريم.

ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، طالبت هذه الأسر، الحكومة المقالة بتوفير مأوى مناسب لهم، ورفعوا لافتات تطالب بإنقاذهم من «حر الصيف وبرد الشتاء وتوفير منازل تحمي أولادهم». وقال بسام جميل من لجنة أصحاب البيوت المدمرة: «على الرغم من أن البرج غير جاهز للسكن فإنه يعتبر أفضل من الخيام والغرف الصفيحية» رافضا إخلاء البرج في ظل هذه الظروف المأساوية التي يمر بها.

وطالب جميل الحكومة المقالة بمساعدتهم على الإقامة في هذا البرج وتوفير أدنى مقومات الحياة لهم، وأقلها «الماء والكهرباء والمصارف الصحية»، مطالبا المؤسسات الخيرية العاملة في قطاع غزة بمتابعة هذا الموضوع والتوجه إلى برج وزارة الإسكان ليعاينوا الأسر المشردة التي تعيش حياة مأساوية من أجل مد يد العون والمساعدة لهم لإعانتهم على صمودهم.

من جهته، أكد عماد حمادة مدير مكتب وزير الأشغال في الحكومة المقالة أن معظم الأسر التي سيطرت على البرج لها منازل تؤويها وهي مدفوعة من جهات معينة لمحاولة لي ذراع الحكومة، مشددا على أنهم لن يفلحوا في ذلك وسيتم إخلاؤهم من البرج بوسائل مناسبة بعيدًا عن القوة. وأوضح حمادة أن المواطنين الذين دمرت منازلهم في الحرب حصلوا على مبالغ من المال تمكنهم من السكن بالإيجار إلى أن يتم إعادة بناء منازلهم. وأضاف: «تقوم وزارة الأشغال العامة في الوقت الحالي بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني بإعادة إعمار البيوت المهدمة كليا، لكن هذه القضية تسير بشكل بطيء بسبب منع الاحتلال إدخال مواد البناء وفرض الحصار على قطاع غزة».

وأشار حمادة إلى أن الحكومة وضمن عملية إعادة الإعمار ستقوم في الفترة القريبة بإعادة بناء 100 وحدة سكنية دمرت بشكل كامل خلال الحرب، مبينا أن وزارته لديها ملفات خاصة بأصحاب المنازل المدمرة منذ انتهاء الحرب وستقوم بتوفير مساكن مناسبة لهؤلاء السكان الذين تضرروا وهدمت بيوتهم خلال الحرب.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال الحرب على غزة ما يزيد على 50 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي و3500 وحدة بشكل كلي الأمر الذي شرد الكثير من السكان وفاقم أزمة السكن في القطاع.