قيادي في حزب بارزاني لـ «الشرق الأوسط» : تقرير المصير حق مشروع لشعبنا.. لكننا لا نرغب بالانفصال

ردا على تقارير عن تفكير الحزب في تغيير شعاره «الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان»

TT

أكد عضو بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن «الحزب سيعقد مؤتمره التنظيمي العام خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وسيبحث في تغيير برنامجه ومنهاجه الداخلي كأي حزب آخر، ليتماشى مع التطورات السياسية الجارية على الساحتين الكردستانية والعراقية، بما فيها تغيير الشعار المركزي للحزب الذي ناضل أعضاؤه لتحقيقه عبر عقود وهو (الديمقراطية للعراق، والحكم الذاتي لكردستان)».

وقال محمد الملا قادر عضو المكتب السياسي للحزب في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» إن شعار الحزب «مر بمراحل عدة، وتغير حسب ظروف النضال المتاحة، ففي البداية كان الشعار هو الحكم الذاتي لكردستان، وبعد أن تراجعت الحكومة العراقية عن اتفاقاتها الموقعة بمنح هذا الحق المشروع للشعب الكردي، تطور الشعار إلى الحكم الذاتي الحقيقي، وأخيرا تحول إلى الفيدرالية لكردستان، وهذا التغيير سار وسيسير بمساره الطبيعي حسب ظروف النضال القومي، ومن حق شعبنا أن يطالب بحق تقرير المصير الذي يقره المجتمع الإنساني وتكفله القوانين والمواثيق الدولية، ولكن ذلك لا يعني رغبتنا في الانفصال عن العراق، لأننا في الحزب لم نقرر بعد المطالبة بحق تقرير مصيرنا، كما أننا في الوقت الحاضر لم نتبن الانفصال كخيار، بل نشدد على بقائنا ضمن إطار الدولة العراقية، وهذا هو الخيار الوحيد حاليا».

وكان الملا قادر يرد بذلك على أنباء تسربت من مصادر عدة تتحدث عن توجه الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى طرح هذا الموضوع «حق تقرير المصير» على المؤتمر العام القادم لتبنيه ومن ثم إقراره كشعار جديد للحزب. ولكن القيادي الكردي أكد بشكل قاطع «أنه ليس هناك أي حديث حتى الآن داخل الحزب بهذا الصدد، لأن الأمر يحتاج أولا إلى إعداد مشروع قرار مسبق، ومن ثم طرحه على المؤتمر، وعندها سيقرر المؤتمر إقرار هذا التغيير من عدمه، ولكن في الحقيقة لم يطرح مثل هذا الأمر على النقاش الحزبي حتى الآن، وعلينا أن ننتظر أولا تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر وانبثاق اللجان الفرعية التي تكلف بإعادة صياغة برامج الحزب ومنهاجه الداخلي».

ولمح القيادي الكردي إلى «أن هناك بدائل أخرى للشعار القديم الذي تغير من الحكم الذاتي إلى المبدأ الفيدرالي وبحسب الظروف المتاحة، منها تطوير الفيدرالية الحالية باستعادة المناطق المتنازع عليها، أو تغييرها إلى الكونفدرالية، وأخيرا حق تقرير المصير وحتى الاستقلال الذي هو حق مشروع شعبنا مثل سائر الشعوب الأخرى».

وفي رده على سؤال من «الشرق الأوسط» حول احتمال أن يؤلب هذا التغيير المتوقع الأطراف السياسية العراقية الأخرى ضد الشعب الكردي، خصوصا مع ازدياد انتقادات بعض هذه الأطراف بسعي الأكراد إلى رفع سقف مطالبهم القومية، قال محمد الملا قادر: «كنا نتمنى أن يتمكن آباؤنا وأجدادنا من تشكيل دولتنا المستقلة، وأن لا يورثونا الكيان الحالي المقسم على أربع دول إقليمية، ولكن ذلك لا يعني أننا نعمل حاليا على تشكيل دولتنا المستقلة، لأن هذا خيار غير إستراتيجي وغير مطروح الآن، والبديل هو البقاء ضمن الخريطة العراقية ودعم وحدة العراق وتحقيق مطالبنا القومية المشروعة في إطار الدولة الحالية، ولكن بما أن حق تقرير المصير هو حق مشروع لشعبنا مثل سائر الشعوب وأمم العالم كما ذكرت، فإن شعبنا سيظل يطالب به كحق مشروع، وإذا جاء اليوم الذي وجدنا فيه فرصة لتحقيق ذلك الهدف، عندها سنضطر إلى المطالبة بهذا الحق فكما يقال: ما ضاع حق وراءه مطالب».