استسلام عضو «القاعدة» علي حسن التيس للسلطات اليمنية

مصرع 5 إرهابيين من «القاعدة» في مواجهات لودر وجرح 3

جنود يمنيون يفتشون سيارات في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت السلطات اليمنية, أمس, مقتل 5 من الإرهابيين من عناصر تنظيم القاعدة الذين تجرى، في الوقت الراهن، مواجهات معهم في مديرية لودر بمحافظة أبين الجنوبية، في حين أعلن استسلام أحد أعضاء تنظيم القاعدة الملاحقين والمطلوبين, في البلاد, الذي كان معتقلا في قاعدة غوانتانامو.

وقالت مصادر أمنية يمنية، في محافظة أبين، إن 5 «من العناصر الإرهابية المتورطة في جريمة قتل عدد من أفراد الأمن المركزي في كمائن غادرة بمديرية لورد يوم الجمعة»، لقوا مصرعهم في الاشتباكات مع قوات الأمن، والتي أعقبت «قيام تلك العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وبعض المتعاونين معها من الخارجين عن القانون».

وذكرت المصادر أن أجهزة الأمن تعرفت على أحد القتلى الخمسة، ويدعى أدهم الشيباني، وأنه جرى اعتقال 3 آخرين من الإرهابيين المسلحين، بعد إصابتهم في المواجهات، وأنه تجرى التحقيقات، حاليا، معهم. وعلى الرغم من انحسار حدة المواجهات التي باتت متقطعة، فقد قال شهود عيان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن سكان مدينة لودر التي يتحصن بداخلها المسلحون، بدأوا في النزوح عن منازلهم، بعد أن حاصرت قوات من الأمن والجيش المدينة وقامت مروحيات عسكرية بتمشيطها.

وأضافت السلطات أن قوات الأمن تواصل «تعقب بقية العناصر الإرهابية التي شاركت في تلك الكمائن الغادرة، التي تعرض لها جنود الأمن المركزي بعد أن تمكنت من كشف هويات تلك العناصر، وعلى رأسهم الإرهابيون أحمد محمد عبده دراديش، وعبد الرؤوف عبد الله محمد نصيب، وجلال صالح محمد الصيدي»، وكانت المواجهات التي دارت يومي الخميس والجمعة الماضيين، بين قوات الأمن ومسلحين، تقول السلطات إنهم من عناصر تنظيم القاعدة، أسفرت عن مقتل 20 جنديا وتدمير عدد من المصفحات والطواقم العسكرية، وتجري هذه الأحداث في محافظة أبين، التي تعد من أكثر المحافظات اليمنية، التي تشهد وجودا مكثفا للجماعات الجهادية الإسلامية المتطرفة.

وعلى صعيد آخر، قال مصدر أمني يمني إن عضو تنظيم القاعدة في اليمن, علي حسن التيس، سلم نفسه إلى الأجهزة الأمنية, وإنه «أبدى أسفه على الفترة التي قضاها في صفوف تنظيم القاعدة», وكذا «استعداده للتعاون», في كل ما من شأنه «خدمة الأمن والاستقرار». وأشارت المصادر الأمنية اليمنية إلى أن التيس «دعا بقية العناصر التي غرر بها التنظيم إلى الاقتداء به في تسليم نفسها للأجهزة الأمنية والتخلي عن العنف, والاندماج في المجتمع والإسهام في مسيرة بناء الوطن», على حد تعبير تلك المصادر, وكشفت هذه المصادر أن أجهزة الأمن اليمنية كثفت, في الآونة الأخيرة, من «عملية الملاحقة والمطاردة لعناصر تنظيم القاعدة», بالتزامن مع «محاولة إقناع العناصر التي لم تتورط في ارتكاب أعمال عنف, بتسليم نفسها وإعلان توبتها والعيش كمواطنين صالحين».

ويعد التيس أحد 3 مطلوبين, من قيادات وعناصر «القاعدة», الذين سلموا أنفسهم إلى السلطات اليمنية في غضون الأيام العشرة الأخيرة, إضافة إلى أنه معتقل سابق في غوانتانامو وأفرج عنه في العام 2006, عوضا عن كونه ينتمي إلى محافظة صعدة الشمالية التي يوجد بها التمرد الحوثي.

واستسلم الخميس الماضي, إلى أجهزة الأمن اليمنية, حزام مجلي, القيادي في تنظيم القاعدة بمنطقة أرحب, الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء, وأعلن اعتقال عنصر آخر من «العناصر الخطرة» في «القاعدة»، ويدعى أنس العولي, في محافظة أبين بجنوب البلاد, وقبل ذلك أعلنت أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية, استسلام جمعان صافيان, الذي يعتبر المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة في محافظة الجوف, بشرق اليمن, وهو من تقول السلطات إنه «الشخص الذي كان يوفر الملجأ والحماية», لعناصر «القاعدة», وفي الـ6 من يوليو (تموز), أعلن استسلام حمزة علي صالح الضبياني, إلى السلطات في محافظة مأرب, «بعد تعاون من شخصيات اجتماعية ومواطنين», مع أجهزة الأمن لإقناعه بالاستسلام.

وكانت وزارة الداخلية اليمنية, قد عممت في 12 من أغسطس (آب) الحالي, دليلا أمنيا احتوى على أسماء وصور 8 من المطلوبين من عناصر تنظيم القاعدة, على فروعها في المحافظات والمناطق الأمنية وكل النوافذ البرية والبحرية والجوية.

وتضمن الدليل معلومات تتعلق بالمطلوبين «مناطق ولادتهم وأعمارهم», ويعد الدليل من الحجم الصغير الذي يمكن الاحتفاظ به في الجيب.

وتلاحق أجهزة الأمن اليمنية عناصر تشتبه في صلتها وتورطها في «عدد من الأعمال الإجرامية والتخريبية التي وقعت في محافظتي مأرب وشبوة», وتعتقد السلطات اليمنية, أن هذا الدليل, من شأنه «التسريع في عملية إلقاء القبض»، على المطلوبين.

ورفعت أجهزة الأمن من «يقظتها» و«جاهزيتها الأمنية», في 7 محافظات, تعد من أكثر المحافظات التي ينشط فيها تنظيم القاعدة, وهي: أمانة العاصمة صنعاء, ومحافظة الجوف, مأرب, صعدة, حضرموت, الساحل والوادي, أبين وشبوة, وتزايدت مخاوف الداخلية اليمنية من أعمال إرهابية, مع قدوم شهر رمضان المبارك, الذي شددت فيه الإجراءات الأمنية, بصورة ملحوظة, خاصة حول المباني الأمنية والحكومية والمنشآت الحيوية, كالمصالح الغربية ومنشآت إنتاج النفط والغاز في البلاد.

وترجع سلطات الأمن اليمنية هذه «الإجراءات الاستثنائية», إلى الاستعداد والتأهب لـ«التصدي لأي أعمال إرهابية وتخريبية محتملة, والعمل على إحباطها», وإلى أنها إجراءات «تأتي في إطار الحرب على الإرهاب», التي قالت وزارة الداخلية إنها «تحولت إلى معركة يومية, متزامنة مع تضييق الخناق على العناصر الإرهابية وفرض طوق أمني محكم من العزلة حولها».