خاطف «النسر السعودي» يخاطب مالكها في حضور «الشرق الأوسط» : «أنتم تماطلون.. أربعة من ملاحيكم يعيشون أوضاعا سيئة»

ابنة القبطان وزوجته تعيشان حالة نفسية سيئة بعد أن ودعهما..

TT

«لقد عدت لتوي من مراجعة العيادة النفسية, ولم أعد أستطيع السيطرة على أعصابي، كل يوم أترقب عودة والدي أمام شاطئ البحر»، بهذه الكلمات البسيطة حكت، «أنجليكا جيرجوس» ابنة القبطان اليوناني لسفينة النسر السعودي المختطفة قبالة السواحل الصومالية منذ 6 أشهر برفقة 14 سيرلانكيا، واقعها المرير بعد المكالمة الأخيرة التي تلقتها من والدها الأسبوع الماضي، موصيها بنفسها بقوله «احرصي على نفسك يا ابنتي، فقد لا أعود».

وقالت أنجليكا جيرجوس في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» برفقة والدتها ماريا، أصبنا باكتئاب شديد، لا نعلم ماذا نفعل؟ خاطبنا كل القنوات الرسمية، ولم نجد الحل، ونناشد الحكومة السعودية التدخل وحل هذه الإشكالية، ونعلم أنكم في شهر رمضان، وهو شهر كريم لديكم، ونعلم حجم المكانة الكبيرة التي تملكها السعودية في المنطقة.

وفي الجانب الآخر، تحصلت «الشرق الأوسط» مباشرة على محادثة هاتفية أجريت من قبل أحد القراصنة على متن السفينة مع كمال العري، مالكها، وخاطب فيها القرصان مالك السفينة بلهجة حادة قائلا «لقد طالت المدة.. أنتم تماطلوننا.. لدينا أربعة من ملاحي سفينتكم يعيشون الآن أوضاعا صحية سيئة، منهم الطباخ والكهربائي».

فيما رد عليه العري بقوله: يا «لين» هناك إجراءات لا أستطيع تجاوزها، أعدكم بحل قريب حال انتهاء الإجراءات، بيد أن القرصان رد بقوله «لا نعرف الإجراءات، نريد المبلغ في أسرع وقت فقط، ولسنا مسؤولين عن حالة ملاحيكم».

واستفسرت «الشرق الأوسط» من مالك السفينة، حول كيفية الاتصال مع الخاطفين، فقال العري تصلني من وقت لآخر اتصالات من أجهزة «ثريا» بأرقام مختلفة، ويتم التواصل من خلال كلمة سر يرددونها، وقد تم في الأيام الأخيرة تغيير المفاوض.

وكشف العري لـ«الشرق الأوسط» عن اتفاقية موقعة من جانب القراصنة وكابتن السفينة حول بنود الفدية، وكيفية تسلمها، وأعلن، لأول مرة، أن قيمتها لا تتجاوز 3 ملايين دولار بعد تخفيض المبلغ، بعد أن طلب الخاطفون في أول مكالمة 20 مليون دولار.

وأشار إلى إجراءات لدى جهات مختصة تحول دون تسليم المبلغ للقراصنة، منذ الاتفاق على المبلغ، وسط تهديدات من القراصنة بقتل طاقمها، وتحفظ العري عن الإعلان عن قيمة السفينة المختطفة، إلا أنه أشار إلى شرائه سفينة أخرى بالمواصفات نفسها العام الماضي بخمسة ملايين دولار.

يذكر أن «النسر السعودي» اختطفت في أول مارس (آذار) الماضي في خليج عدن، قبالة السواحل الصومالية بعد أن كان مقررا وصولها لميناء جدة الإسلامي قادمة من اليابان، لتدخل الخدمة في مجال المحروقات ومد السفن بالوقود. وفي وقت ظن فيه العالم أنهم أخذوا إجازة طويلة المدى وتخلوا عن نشاطهم الإجرامي في خطف السفن، عاد القراصنة الصوماليون مجددا للظهور في منطقة المحيط الهندي وخليج عدن ليثيروا الهلع والرعب في تلك المنطقة الحيوية بالنسبة لحركة الملاحة التجارية الدولية.