قاطرات لليهوديات وأخرى للرجال في القدس للمتزمتين اليهود

وزارتا المواصلات والبلدية تعارضان.. لكن المتدينين اليهود يمارسون الضغوط

TT

بعد أن تخلت إدارة القطار الداخلي (المترو) في القدس عن تلميحاتها حول إمكانية منع السكان العرب في المدينة المقدسة من استخدام عربات القطار الجديد، انفجرت هذه الأيام مشكلة جديدة تتعلق بمطلب الفئات الدينية المتزمتة تخصيص قاطرات خاصة للمتدينين من اليهود، لكي يتاح الفصل بين النساء والرجال فيها.

وانفجرت هذه القضية بعد التصريح الذي أدلى به مدير عام شركة تفعيل القطار، يائير نافيه، بأنه لا يمانع في تلبية مطالب المتدينين لأنه يريد أن يستخدم كل المواطنين هذا القطار، أيا كانت قوميتهم أو انتماءاتهم الدينية. وأضاف خلال جولة تجريبية لهذا القطار أنه جاء ليخدم جميع السكان، فإذا كان وجود عربات مختلطة سيحرم المتدينين من ركوبها فإنه يفضل التجاوب معهم على أن يحرموا.

والقطار المذكور جاء ليخدم سكان مدينتي القدس الغربية والشرقية، وهو يسير فوق الأرض ويمر في 23 محطة، من الشمال الشرقي وحتى الجنوب الغربي. ومن بينها ثلاث محطات عربية هي شعفاط والسهل وتل الفول، كما أنه يمر بالقرب من باب العامود في البلدة القديمة وقرب حي الشيخ جراح. وقد بدأ العمل فيه منذ ثماني سنوات، وسط آراء متضاربة ما بين مؤيد ومعارض. وقد عارضه الفلسطينيون في القدس الشرقية المحتلة في حينه، لأنه يقتطع مساحات من أراضيهم. ولكن مع اقتراب تشغيله، المتوقع في الربيع القادم، بعد ثمانية شهور، نشبت مشكلة جديدة تتعلق بالعرب، حيث بدأت تسمع أصوات يمينية متطرفة تدعي أن فتح القطار أمام الركاب الفلسطينيين يهدد أمن الإسرائيليين اليهود.

وبادرت إدارة شركة تشغيل القطار إلى إجراء استطلاع رأي بين الجمهور، احتوى على أسئلة تشتم منها رائحة عنصرية، مثل: «هل يزعجك أن يمر القطار في أحياء عربية؟ وهل يضايقك السماح لمواطنين عرب باستخدام القطار؟». وفي حينه أغضبت هذه المشكلة المواطنة عوفرا بن آرتسي، وهي زوجة شقيق سارة نتنياهو، زوجة رئيس الحكومة. فالسيدة عوفرا كانت واحدة من المواطنين الذين تم استطلاع آرائهم في الموضوع، وهي معروفة كيسارية مثل زوجها، واعتبرت السؤالين استفزازيين وعنصريين. فأصدرت بيانا للإعلام على شكل رسالة موجهة إلى نتنياهو تتساءل فيها ماذا كان سيفعل اليهود لو أن شركة القطارات الأميركية وجهت سؤالين مثلهما إلى المواطنين في نيويورك تسأل فيهما إن كان مزعجا إدخال اليهود إلى القطار. وعلى أثر هذا الاحتجاج ألغي السؤالان من الاستطلاع، وأعلنت الشركة وكذلك البلدية ووزارة المواصلات أن القطار، مثل جميع وسائل النقل في القدس، سيكون مفتوحا للجميع، يهودا وعربا.

وبما أن القطار وصل إلى مراحله شبه النهائية تم ترتيب جولة تجريبية فيه لوزير المواصلات، يسرائيل كاتس، أول من أمس بمشاركة رئيس البلدية نير بركات. وخلال الجولة سئل نافيه عن رأيه في تخصيص قاطرات لليهود المتدينين يتم فيها الفصل بين النساء والرجال، فأفصح عن رأيه بضرورة احترام رغبات الجميع. وقال إنه من الناحية الفنية جاهز لتطبيق الفصل، «فالقطار مؤلف من عدة قاطرات، ولا مشكلة في تخصيص واحدة منها أو أكثر للمتدينين». فثارت ثائرة العلمانيين الذين ما زالوا يشكلون أغلبية بين اليهود في إسرائيل. واضطر الوزير كاتس إلى التصريح بأن هذا التصريح لا يمثل الحكومة. وقال بركات إن البلدية ترفض رفضا قاطعا الفصل. وهدد عضو البلدية عن حزب ميرتس اليساري، يوسف ألالو، بالتوجه إلى محكمة العدل العليا، التي سبق وأصدرت حكما تمنع فيه الفصل ما بين النساء والرجال في حافلات الركاب.وستظل هذه القضية ملتهبة حتى اللحظة الأخيرة قبل إطلاق هذا القطار، حيث إن الحاخامات في قيادة الحركات الدينية المتزمتة يهددون بمقاطعة القطار إذا اضطروا إلى ركوبه من خلال عربات مختلطة.