أوديرنو في زيارة وداعية لكردستان.. وعدد قواته يصبح دون الـ50 ألفا

استقبله بارزاني ورئيس حكومة الإقليم الذي وصفه بـ«البطل الأميركي»

برهم صالح رئيس حكومة كردستان مستقبلا أمس الجنرال راي أوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن الجيش الأميركي أمس أن عدد جنوده في العراق أصبح أقل من خمسين ألفا وذلك قبيل إعلان انتهاء العمليات القتالية المقرر في نهاية الشهر الحالي.

وقال الجيش في بيان إنه «اليوم (أمس) وطبقا لتوجيهات الرئيس (الأميركي باراك) أوباما ولانسحاب مسؤول انخفض عدد القوات الأميركية في العراق إلى ما دون خمسين ألف جندي». وأضاف أن هذه القوات «ستبدأ اعتبارا من الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل عملية (الفجر الجديد)». وأكد الجيش في بيانه الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، أن «القوات ستستمر في تقديم المشورة والتدريب والمساعدة إلى قوات الأمن ودعم عمليات مكافحة الإرهاب وتقديم الإسناد للسفارة الأميركية ولفرق إعادة الإعمار في المحافظات ولباقي المنظمات غير الحكومية التي تعمل على بناء القدرات المدنية العراقية إلى حين انتهاء مهمتنا في ديسمبر (كانون الأول) 2011». وتابع أن «الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة ببنود الاتفاقية الأمنية وستبقى ملتزمة بتطبيق شراكة استراتيجية من خلال اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي سوف يصب في مصلحة العراق والمنطقة من خلال المساعدة في المجال الأمني والسياسي والاستقرار الاقتصادي».

وقال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو في مؤتمر صحافي في بغداد إن نحو 49700 من جنوده سيبقون بالحجم نفسه في البلاد حتى الصيف المقبل. ويؤكد القادة العسكريون الأميركيون أن نظراءهم العراقيين قادرون على تولي المهمة، لكن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري أكد في وقت سابق من هذا الشهر أن جيشه لن يكون جاهزا قبل عام 2020، ودعا القوات الأميركية إلى البقاء حتى ذلك الحين. لكن أوديرنو قال في هذا الصدد «لست متأكدا أنني أتفق مع توقيت 2020»، مضيفا «أشعر بالراحة لما حققوه على المستوى الداخلي»، في إشارة إلى قوات الأمن العراقية. إلى ذلك، قال مساعد الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب والأمن الوطني جون برينان أمس إن الإدارة الأميركية سعيدة لهذا التطور وتعتبره خطوة مهمة في تنفيذ استراتيجية أوباما في العراق. واعتبر المسؤول الأميركي أن «الانسحاب يعكس قدرة القوات العراقية». وأضاف أن قدرة القوات العراقية و«تراجع القاعدة في العراق» عاملان أساسيان ساعدا على تنفيذ خطة خفض عدد القوات الأميركية في العراق. وأوضح برينان أن من بين مهام القوات الأميركية المتبقية في العراق العمل على مواجهة «القاعدة في العراق».

ومن جهة أخرى، أجاب برينان على أسئلة من الصحافيين في مؤتمر صحافي أمس حول تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بأن النفوذ الإيراني في العراق «في أدنى حد». وأكد برينان أن الولايات المتحدة «تراقب عن كثب» التصرفات الإيرانية في العراق، محذرا من أنها تحاول «زرع الفرقة» في العراق. وأضاف: «سنعمل مع الحكومة العراقية على إبقاء النفوذ الإيراني لزعزعة الاستقرار في أدنى حد».

إلى ذلك، التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الجنرال أوديرنو أمس بمناسبة انتهاء مهام عمله في العراق، وتباحث معه حول عملية انسحاب القوات الأميركية والدور الأميركي لما بعد مرحلة الانسحاب. وتطرق الجانبان إلى تطورات العمليتين السياسية والأمنية، وشددا على ضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع المكونات الأساسية في العراق.

وكان أوديرنو قد التقى في وقت سابق، رئيس حكومة الإقليم برهم صالح في زيارة وداعية. ونقل مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» في مكتب رئيس الحكومة «أن صالح أكد لقائد القوات الأميركية «أن الشعب الكردي ينظر إلى الجنرال أوديرنو كبطل أميركي وصديق حقيقي للشعب الكردي، وأن دوره الكبير في عملية التحرير وبناء الديمقراطية في العراق وحماية وضعه الأمني هو محل تقدير كبير».