تفاوت في تقييم الغزيين خطة فك الارتباط بعد 5 سنوات على تطبيقها

هناك من يرى مبالغة في تقييم عوائدها الإيجابية

TT

تصادف هذه الأيام مرور خمس سنوات على تنفيذ خطة فك الارتباط التي انسحبت إسرائيل بموجبها من جميع مستوطنات قطاع غزة وأعادت تموضع الجيش الإسرائيلي في محيط قطاع غزة. وتثير هذه الذكرى الكثير من التساؤلات لدى الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، فبعد أن أكلمت إسرائيل تنفيذ الخطة اعتبرت الفصائل الفلسطينية العملية «انتصارا» للمقاومة الفلسطينية ودليلا على أن العمل المسلح هو السبيل الوحيد للحصول على الحقوق السليبة. فكيف يرى الفلسطينيون هذه العملية بعد خمس سنوات من تنفيذها.

الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن قطاع غزة حقق مكسبا تمثل في اندحار الاحتلال، مستدركا أن الاحتلال تم استبدال الحصار به. وأضاف أن «أخطر ما في الأمر أن إسرائيل ما زالت تبقي على مظاهر الاحتلال من الخارج وتتعامل مع المواطنين الفلسطينيين في غزة كرهائن وفق مزاج قادتها وجنودها». وأردف قائلا: «إسرائيل انسحبت من غزة، لكنها كثفت من استيطانها في الضفة الغربية والقدس وعوضت مستوطنيها بمزيد من الأراضي والمستوطنات هناك».

وانتقد أبو سعدة سلوك الفصائل الفلسطينية بعد إتمام عملية فك الارتباط، مشيرا إلى أن الفصائل «باتت تتصارع وتتنافس فيما بينها، وبعد الانتخابات التي تلت فك الارتباط في غزة حدث الانقسام الفلسطيني وتنافست جميع الفصائل على الحق في نسب هذا الإنجاز لها». وأشار أبو سعدة إلى أن الفترة التي تلت فك الارتباط اتسمت بسيادة أجواء الانقسام الداخلي «إذ وصلنا إلى أسوأ عهد منذ النكبة الفلسطينية». وقال إن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يعيش حالة من الإحباط بسبب الظلم الذي تمارسه كل من حركتي فتح وحماس. ورغم ذلك يعتقد أبو سعدة أن «إسرائيل مستعدة بشكل كبير لإنهاء ارتباطها بشكل كامل وأكبر من ذي قبل مع قطاع غزة، ويبرهن على ذلك خطة وتصريحات القادة الإسرائيليين، وآخرهم ليبرمان الذي دعا إلى فك الارتباط الكامل في غزة، والاعتراف بحكم حماس فيها».

ويتفاوت الغزيون في تقييم تنفيذ خطة فك الارتباط. وقال إسماعيل أبو بريص، الذي كان يقطن في محيط مستوطنة نيستاريم جنوب مدينة غزة، لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن إلا أن يكون راضيا بعد خمس سنوات على تنفيذ خطة فك الارتباط، متذكرا «صنوف التنكيل التي كان يتعرض لها مع أفراد عائلته على أيدي جنود الاحتلال والمستوطنين في أوقات متقاربة، بالإضافة إلى القيود الكبيرة على الحركة التي كانت تفرض على الناس في محيط المستوطنة، ناهيك عن توسع سلطات الاحتلال في تدمير المنازل الموجودة في محيط المستوطنة بحجة الحفاظ على أمن المستوطنين».

لكن غسان أبو سمحة، المدرس الذين يقطن مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، فيرى أن الفلسطينيين بالغوا كثيرا في تقييم العوائد الإيجابية لتنفيذ خطة فك الارتباط، لأن الأوضاع بشكل عام ازدادت سوءا. وقال غسان لـ«الشرق الأوسط»: «بعد فك الارتباط تعاملت إسرائيل مع قطاع غزة كما لو كانت دولة مستقلة، وككيان معاد، فاستنفدت طاقتها الحربية في الرد على كل عمليات المقاومة في المنطقة من قطاع غزة، وبكل تأكيد لم تكن إسرائيل لتجرؤ على استخدام هذه القوة الهائلة في الحرب الأخيرة على القطاع لو لم تكن قد فككت مستوطناتها فيه». ويعتبر غسان أن الفلسطينيين «أكلوا الطعم الذي دسته إسرائيل لهم».