قلق أميركي من التطورات العسكرية الإيرانية.. ومسؤول: نبحث عن إشارات حسن نية

طهران تعزز أنظمتها الدفاعية قرب محطة بوشهر النووية.. وتدعو قواتها المسلحة للتأهب

واجهة فرع مصرف ملي الإيراني في عاصمة كوريا الجنوبية سيول أمس، وينوي وفد كوري جنوبي التوجه إلى الولايات المتحدة لبحث العقوبات المفروضة على طهران والتي قد تسفر عن إغلاق المصرف (أ.ف.ب)
TT

تراقب الولايات المتحدة، وخصوصا أسطولها الخامس في البحرين، عن قرب التطورات العسكرية الإيرانية التي تم الإعلان عنها خلال الأيام الماضية. وفي وقت أعربت واشنطن عن قلقها من آخر المستجدات العسكرية الإيرانية، تعتبر أن التصرفات الإيرانية لا تبدي إشارات حسن نية لتبديد المخاوف الدولية حول نواياها العسكرية، وخصوصا ما يخص ملفها النووي. وجاء ذلك بينما أعلنت الجمهورية الإسلامية عن تعزيز دفاعاتها قرب محطة بوشهر النووية التي دشنتها مؤخرا.

وكانت طهران قد أعلنت أول من أمس أنها أطلقت خط إنتاج لزورقين سريعين يمكن تجهيزهما بقاذفات صواريخ واستخدامهما في دوريات أو عمليات هجومية في مضيق هرمز، وذلك غداة كشفها عن أول طائرة «قاذفة» من دون طيار يبلغ مداها ألف كيلومتر. ويأتي الإعلان عن تدشين خطي إنتاج هذين النوعين الجديدين من الزوارق السريعة وهما «سراج» و«ذو الفقار» غداة كشف الرئيس محمود أحمدي نجاد عن أول طائرة إيرانية «قاذفة» من دون طيار أطلق عليها اسم «كرار» (أي مهاجم)، ويصل مداها إلى ألف كيلومتر. كما يتوقع أن تعلن إيران في الأيام المقبلة عن أسلحة أخرى بمناسبة الاحتفال بـ«أسبوع الحكومة» الذي تكشف خلاله طهران عن آخر إنجازاتها التكنولوجية.

وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» بأن على إيران أن تبدي إشارات حسن نية في وقت يتساءل المجتمع الدولي عن نواياها العسكرية، وخصوصا في ما يتعلق بملفها النووي. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «لقد عبرنا منذ زمن عن قلقنا من تطوير إيران برامج عسكرية، كما أن هذه الخطوات تضعف من ادعائهم بأن لديهم نوايا سلمية». وشدد المسؤول على أن «المجتمع الدولي يبحث عن إشارات من الإيرانيين بأنهم يعلمون على بناء الثقة»، معتبرا أن التصريحات حول القدرات العسكرية الأخيرة لا تصب في هذا الاتجاه.

ومن جانبه امتنع ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية عن التعليق مباشرة على التطورات العسكرية الإيرانية، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن تفاصيلها غير واضحة، مشيرا إلى أن «إيران في السابق بالغت في قدراتها».

وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي قد صرح تعليقا على إعلان إيران إنتاج الزورقين السريعين، بأن «هذا أمر يقلقنا (..) ويقلق جيران إيران». وأضاف أنه رغم أن كل دولة حرة في الدفاع عن نفسها، تبدي الولايات المتحدة حذرا تجاه «الأنظمة القادرة على (..) تهديد دول المنطقة أو السلام والاستقرار فيها». ولفت إلى أن في مواجهة «قدرات إيران المتنامية على مر السنوات، عززنا تعاونا مع دول أخرى في المنطقة»، و«هذا أحد الأسباب التي تدفعنا إلى الاعتقاد بأنه إذا استمرت إيران في اندفاعها فقد تشعر بدرجة أقل من الأمان في حال اتحدت دول في المنطقة لخلق توازن مع قدراتها المتزايدة».

وكانت إيران قد كشفت يوم الجمعة الماضي عن صاروخ أرض - أرض محلي الصنع يصل مداه إلى 1500 كيلومتر، بحسب وسائل الإعلام. وأعلن وحيدي الجمعة أن طهران أجرت بنجاح تجربة إطلاق صاروخ أرض - أرض من طراز «قيام 1»، من دون أن يحدد تاريخ التجربة.

الى ذلك دعا المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة اللواء السيد رحيم صفوي القوات المسلحة الإيرانية، أمس، للاستعداد لهجوم مضاد. وأفادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية أن اللواء صفوي أعلن ذلك في الكلمة التي ألقاها أمام جمع من الطلبة بقوات التعبئة الشعبية (الباسيج)، قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني.

كما أعلنت طهران أمس تعزيز أنظمتها الدفاعية حول محطة بوشهر النووية التي دشنتها مؤخرا، وأكد العميد محمد حسن منصوريان، مساعد «مقر خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي، الفيلق الهندسي التابع للحرس الثوري الإيراني، قائلا: «نقلنا المزيد من الأنظمة الدفاعية إلى المنطقة أثناء شحن المحطة بالوقود، واتخذنا الإجراءات الاحترازية لمواجهة الأخطار المحتملة»، وأكد أن الأنظمة التي نقلت إلى محطة بوشهر النووية هي أنظمة تبدي رد فعل سريع في مواجهة التهديدات، وسيتم استخدامها في إطار وحدات الرد السريع.