إيران: رفع الحصانة عن مدّعٍ عام سابق متورط بوفاة سجناء.. تمهيدا لإحالته إلى القضاء

مرتضوي اعتبر ذراع النظام في معالجة القضايا الحساسة

TT

من الممكن أن يواجه مدّعٍ عام إيراني سابق، كان لسنوات مسؤولا عن حبس المنشقين والمعارضين في الجمهورية الإسلامية، المحاكمة في قضية تتعلق بجرائم قتل في عام 2009 لثلاثة من نشطاء المعارضة في أحد السجون دون المستوى، حسبما ذكر محامٍ عن إحدى أسر الضحايا.

وكان المدعي العام الإيراني الأسبق سعيد مرتضوي بالفعل مطلوبا في تحقيق برلماني حول الوفيات التي وقعت في شهر يوليو (تموز) من عام 2009 في معتقل كاهريزاك، لكن كان لديه حصانة قضائية ولم يكن من الممكن إخضاعه للمحاكمة. وفي يوم الأحد ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أنه تم وقف ثلاثة مسؤولين بارزين في السلك القضائي عن العمل بشأن هذه القضية، لكن وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء لم تذكر أي أسماء.

وقال المحامي صلاح نيكباخت في مقابلة أجريت معه: «مرتضوي بين هؤلاء المسؤولين، ولأنه لم يعد يحظى بالحصانة القضائية فمن الممكن محاكمته». كما ذكرت وسائل الإعلام المعارضة أن مرتضوي يعد أحد المسؤولين الثلاثة البارزين الذين تم وقفهم. وأضاف نيكباخت، وهو محامٍ مشهور في الدفاع عن حقوق الإنسان: «الكثير من الأفراد لديهم تهم موجهة ضدهم».

واكتسب مرتضوي هذه السمعة السيئة لأنه عالج جميع القضايا الحساسة ضد المعارضين والصحافيين والنشطاء خلال السنوات العشر الماضية. ونظر إليه الكثيرون على أنه الذارع التنفيذية لحركة سياسية متشددة استخدمت الاعتقالات التي وقعت العام الماضي أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة لاكتساب نفوذ كبير. وقد يثبُت في محاكمة مرتضوي أنها خطيرة بالنسبة إلى الكثير من المسؤولين الإيرانيين رفيعي المستوى الذين كان لديهم علاقات وثيقة معه.

وفي شهر أغسطس (آب) من عام 2009 أنزل رئيس السلطة القضائية في إيران رتبة مرتضوي إلى منصب أقل نفوذا، وهو مساعد النائب العام، وهي الوظيفة التي يشغلها ستة آخرون.

لكن في إشارة إلى أن مرتضوي لا يزال بمقدوره التعويل على التأييد السياسي، عيّن الرئيس أحمدي نجاد المدعي العام السابق في وظيفة رئيس لجنة لمكافحة التهريب على الفور بعد نشر التقرير البرلماني الذي يربط بينه وبين أحداث القتل في سجن كاهريزاك.

وقال المحلل والناشط السابق عباس عبدي، الذي حكم عليه مرتضوي بالسجن لفترات طويلة شأنه شأن الكثير من المعارضين: «كانت أفعاله حمقاء للغاية لدرجة أن النظام أصبح خائفا مما صنعه بمنحه هذه السلطة وإنشاء مكان مثل كاهريزاك. من يؤيده هم المجرمون الحقيقيون هنا».

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»