مجلس الأمن يعبر عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في معسكر «كلمة» للنازحين بدارفور

الحكومة تعلن عن خطة مع «يوناميد» لبسط هيبة الدولة في المعسكر

TT

عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في معسكرات النازحين بإقليم دارفور بعد أن أعلنت الحكومة السودانية عن خطة لتفكيك وتفريغ المعسكرات، فيما أدان المجلس التحريض على العنف في معسكر كلمة في وقت اعتبرت فيه الخرطوم خطتها للتنظيم بأنه نزع السلاح من أيدي المقيمين في المعسكرات، وإبعاده من مناطق التماس والمرافق الحيوية، وكشفت عن خطة مشتركة مع القوات الدولية والأفريقية المشتركة في دارفور «يوناميد» لبسط هيبة الدولة.

وقدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز تقريرا لمجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية بإقليم دارفور المضطرب وأصدر المجلس بيانا شدد على «ضرورة وضع حد لانعدام الأمن في معسكر كلمة ونزع السلاح منه ومن غيره من معسكرات النازحين في دارفور». وكان المعسكر الذي يأوي قرابة المائة ألف من النازحين بسبب الحرب في الإقليم قد شهد الشهر الماضي مواجهات مسلحة أدت إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، واتهمت السلطات السودانية حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد النور بتنفيذ الهجمات على نازحين بعد خلاف حول عملية السلام. وأدان مجلس الأمن المجلس «الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني أو موظفي الأمم المتحدة في دارفور»، وأعرب الأعضاء عن قلقهم العميق بشأن موجة الاختطاف والترهيب السارية في البلاد. كما شددوا على قلقهم المستمر تجاه استمرار بعض القيود على وصول المساعدات الإنسانية إلى مخيم كلمة وإلى مناطق أخرى من دارفور. كما ناقش المجلس تقريرا لمساعد الأمين الأمم المتحدة لقوات حفظ السلام. وفي ذات السياق قال سفير السودان للأمم المتحدة إن حكومة السودان تدين أيضا أعمال العنف التي حدثت في معسكر كلمة والتي تسببت فيها خلايا مسلحة داخل المعسكر تابعة لفصيل عبد الواحد محمد نور، وأكد أن سياسة السودان «هي تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وتذليل كل العقبات لتيسير مهمة العاملين في المجال الإنساني حرصا على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مواطنينا في دارفور».

وعن إعادة تنظيم معسكرات النازحين، برر السفير السوداني في تصريحات صحافية ذلك بنزع السلاح من أيدي المقيمين في المعسكرات وترتيب أوضاع المعسكرات وإبعادها عن مناطق التماس والمرافق الحيوية بما يضمن سلامة وحماية النازحين في المعسكرات وحماية العاملين في بعثة اليوناميد. إلى ذلك أعلنت ولاية غرب دارفور أنها ستركز على التنمية المتوازنة وبسط هيبة الدولة. وأمن اجتماع ضم رئيس البعثة المشتركة لليوناميد إبراهيم قمباري وحكومة ولاية غرب دارفور أمس بمدينة الجنينة على ضرورة إعادة تعمير قرى النازحين لتوطينهم وتحسين الطرق الداخلية بجانب دعم خدمات الصحة والتعليم والاهتمام بتدريب المرأة في المجالات المختلفة ذات العائد الاقتصادي. وزار رئيس بعثة اليوناميد معسكر (مورني) إلى الشرق من مدينة الجنينة. وقال وزير الشؤون الاجتماعية والإعلام الوالي بالإنابة أبو القاسم الأمين بركة «إن الاجتماع ناقش العمل الإنساني والقضايا الأمنية في الولاية» وكشف بركة عن خطة مشتركة مع اليوناميد لبسط هيبة الدولة ودعم خدمات الصحة والتعليم وتحسين الطرق بجانب تطوير قدرات المرأة وتدريبها في المجالات المختلفة ذات العائد المادي، وأشاد بجهود اليوناميد في مساعدة المتضررين من السيول، كما كشف عن تنسيق مع البعثة لتوقيف مثيري الشغب في المعسكرات معتبرا أن بعض المعسكرات تمثل بؤرة للصراع ومهددا للأمن، ووصف الأوضاع في المعسكرات بالجيدة عدا معسكر الحميدية.