اليمن: مصرع 18 عنصرا من «القاعدة» وأنباء متضاربة حول الوضع في لودر

قادة المعارضة الجنوبية في الخارج ينددون بالعمليات العسكرية ويطالبون بتدخل دولي

TT

تضاربت الأنباء، أمس، حول حقيقة الأوضاع في مدينة لودر بمحافظة أبين الجنوبية، فبعد ساعات من إعلان السلطات اليمنية السيطرة على المدينة بعد قتل 4 من مسلحي تنظيم القاعدة، أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات تجددت مساء أمس.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن عدد القتلى من أعضاء «القاعدة» منذ اندلاع المواجهات، الخميس الماضي، ارتفع إلى 18 قتيلا، وإن «جميعهم من اليمنيين وليس بينهم أي أجنبي مثلما كان يعتقد في بداية الأمر»، حيث كان أعلن أن 3 من القتلى أجانب.

وتحدثت مصادر عسكرية يمنية عن مواجهات عنيفة واشتباكات دارت بين قوات الأمن وعناصر «القاعدة» داخل مدينة لودر، وقالت إن عددا من المسلحين تمكنوا من الفرار «بعد إخلاء المصابين من العناصر الإرهابية»، وإنه تم «العثور في أحد المنازل التي يتمترس بها عناصر تنظيم القاعدة على عدد من قذائف آر. بي. جي وأسلحة وذخائر وقنابل».

وبدأت قوات الأمن اليمنية، أمس، حملة تفتيش في المستوصفات والمستشفيات في المديريات المجاورة لمديرية لودر من محافظتي أبين وشبوة، وذلك في محاولة لـ«ضبط المصابين من العناصر الإرهابية الذين ينقلون إليها لتلقي العلاج»، وقالت وزارة الداخلية إنها وجهت «الأجهزة الأمنية في محافظة أبين والمحافظات المجاورة لها بضبط المصابين من العناصر الإرهابية المتواجدين في المستشفيات ووضعهم تحت الحراسة المشددة إلى أن ينتهي علاجهم».

واتهمت السلطات اليمنية «عناصر انفصالية بالتحالف مع عناصر (القاعدة) والقتال إلى جانبها خلال مواجهات الأيام الماضية»، وقالت إن «أحد عناصر التخريب الانفصالية ويدعى ناصر حويدر يقود مجاميع مسلحة من العناصر الإرهابية والتخريبية لمساندة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة»، وإن «قيادات عناصر التخريب كانت قد وجهت مجاميع لها بالتوجه إلى جبل الحمراء والحضن في نقيل سراح ومدينة لودر لمؤازرة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة المحاصرة هناك».

وأثارت المواجهات في لودر ردود فعل في الساحة اليمنية وبالأخص من قبل المعارضة الجنوبية في الخارج، حيث أصدر الرؤساء الجنوبيون السابقون، علي سالم البيض، علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس، بيانات تدين العملية العسكرية في لودر، وقال البيض في بيانه، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن الحملة العسكرية التي شنت على المدينة «ضخمة» وشنتها «قوات نظام صنعاء ضد الأهالي متذرعة بمطاردة عناصر من تنظيم القاعدة»، وإن ذلك أدى إلى «وقوع ضحايا بين الأبرياء وتدمير الكثير من المنازل ولا يزال الموقف متوترا وسط حشود عسكرية كبيرة وتهديدات باقتحام المنطقة».

وندد البيض بما سماها «المجازر المتنقلة التي درج الاحتلال على ارتكابها في الجنوب»، حسب تعبيره، ودعا إلى «وقفة عربية ودولية تجاه استهداف شعبنا الأعزل فوق أرضه، ونطالب الجامعة العربية والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لوقف المجازر والتحقيق في مزاعم وانتهاكات نظام صنعاء»، وسرد عددا من النقاط في بيانه، تتعلق بأهداف الحملة العسكرية والتي منها أنها «تستهدف صمود شعب الجنوب بوجه الاحتلال ورفضه القاطع لوجود قوات الاحتلال، وما التذرع بمحاربة تنظيم القاعدة إلا محاولة للتغطية على المجازر التي ترتكب بحق شعبنا بغية كسر مقاومته المدنية السلمية للاحتلال»، وكذا «جر الحراك الوطني الجنوبي السلمي إلى مواجهات عسكرية بغية تصفيته بعد أن تحول إلى رقم صعب وحالة رفض مدنية سلمية جنوبية شاملة للاحتلال»، مشيرا إلى أن «التذرع بضرب تنظيم القاعدة هو محاولة لكسب التأييد الدولي للمجازر في الجنوب، وتسول مساعدات من الأطراف الدولية المعنية بمحاربة الإرهاب».

واتفق علي ناصر محمد وحيدر العطاس مع بعض طروحات البيض بشأن أهداف الحملة العسكرية، وقال الرجلان في بيان مشترك، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «عناصر (القاعدة) الذين يتذرع بهم النظام إنما ترسلهم إلى المناطق الجنوبية الأذرع الأمنية والمخابراتية للنظام نفسه لكي يجد العذر لتنفيذ مخططاته ضد الجنوب وحراكه الشعبي السلمي، والعالم كله يدرك الارتباط العضوي بين تنظيم القاعدة والنظام». ونفيا أن تكون مدينة لودر أو غيرها في الجنوب «في أي يوم من الأيام معقلا لتنظيم القاعدة، ولكن النظام يحاول تصفية حسابه مع الحراك الشعبي السلمي الجنوبي المتقد والصاعد ليس ذلك فحسب ولكن حتى مع النساء والأطفال والشيوخ والعجزة وكل الحاضنة الشعبية الجنوبية للحراك بمختلف أطيافها وعلى كل الأرض الجنوبية وما تحويل سكان مدينة لودر إلى لاجئين جدد في وطنهم بعد أن أجلاهم ودمر منازلهم إلا دليل دامغ على تلك الحقائق الواضحة كعين الشمس في رابعة النهار للعالم كله».

ودعا السياسيان اليمنيان المعارضان من منفيهما في الخارج «جماهير شعبنا الأبية التي فجرت الحراك الشعبي السلمي الجنوبي وصقلت قدراتها الحية وإرادتها الصلبة في ميادين النضال السلمي إلى تفعيل كل القدرات واستنهاض كل الهمم وتعزيز التماسك والتوحد لدفع مسيرة النضال الشعبي السلمي إلى الأمام على كل أرض الجنوب من عدن إلى المهرة وعلى قاعدة التصالح والتسامح التي كانت الأرضية الصلبة التي جعلت الحراك واقعا على الأرض بعيدا عن أمراض الماضي واستقطاباته الحزبية والقبلية والمناطقية لتتجذر وتتعزز مسيرة النضال السلمي بمشيئة الله»، كما دعوا الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى «سرعة التحرك لتشكيل لجنة لتقصي حقائق ما يجري في الجنوب وإلجام النظام في صنعاء الذي تمادى وعاث فسادا وقتلا وتدميرا في الجنوب منذ حرب صيف 1994 واليوم وباسم الحرب على إرهابييه من تنظيم القاعدة يواصل ضرب الجنوب وتشريد سكانه وتحويلهم إلى لاجئين في محاولة يائسة للقضاء على القضية الجنوبية التي لن تنتهي إلا بتحقيق كامل أهداف شعبنا في الحرية والانعتاق من ربقة هذا النظام»، حسب تعبيرهما.