كوريا الجنوبية تشدد من قواعد استخدام القوة في مواجهة قذائف مدفعية كوريا الشمالية

في حين تسعى بكين لتخفيف الضغوط النووية على بيونغ يانغ

TT

أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي، كيم تاي يونغ، أمس، أن بلاده شددت من قواعد استخدام القوة في مواجهة قذائف المدفعية التي تطلقها كوريا الشمالية على امتداد سواحلها، بحيث يسمح للجيش الكوري الجنوبي بالرد الفوري في حالة سقوط قذائف كورية شمالية جنوب خط الحدود البحرية بين البلدين.

وكان الجيش الكوري الجنوبي في السابق يمتنع عن إطلاق النار عبر الحدود إذا ما توقفت كوريا الشمالية عن إطلاق النار بعد تحذيرها، حتى في حالة إذا ما كانت قذائفها قد سقطت على الجانب الجنوبي.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن كيم قوله لمشرعين خلال جلسة برلمانية إن «قيادة الأركان المشتركة راجعت مؤخرا قواعد الاشتباك بشأن قذائف المدفعية التي يطلقها الجيش الكوري الشمالي على الشريط الساحلي، وبعثت بالقواعد المعدلة إلى القوات على الجبهة». وأوضح كيم أنه «إذا ما أطلقت كوريا الشمالية قذائف مدفعية جنوب الخط الحدودي الشمالي، فسوف نرد بإطلاق النار نحوها»، مضيفا أن بلاده ستعطي أولا تحذيرات مسبقة للشمال. وأوضح كيم أن هذا الإجراء يأتي ردا على إطلاق كوريا الشمالية قذائف مدفعية في وقت سابق هذا الشهر.

وبعد أن أنهت كوريا الجنوبية المناورات البحرية التي أجرتها قرب البحر الأصفر في التاسع من أغسطس (آب) الحالي، أطلقت بيونغ يانغ نحو 110 قذائف مدفعية قرب الحدود البحرية الغربية بين البلدين، في حين سقطت عشرة من هذه القذائف على مسافة تتراوح بين كيلومتر واحد وكيلومترين جنوب خط الحدود الشمالي.

وتقول وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن بيونغ يانغ تنشر آلاف المدافع ذات الأعيرة الكبيرة على طول سواحلها المطلة على البحر الأصفر.

أما على صعيد البرنامج النووي الكوري الشمالي، فقد أعلن مسؤولون صينيون أمس أن بكين سترسل مبعوثا إلى العاصمة الكورية الجنوبية، سيول، هذا الأسبوع، لمناقشة استئناف محتمل للمباحثات متعددة الأطراف مع كوريا الشمالية، بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنه من المقرر أن يزور المبعوث النووي الصيني، وو دايي، سيول، ابتداء من يوم غد، وإلى يوم السبت المقبل، بعد زيارته المفاجئة لبيونغ يانغ الأسبوع الماضي.

ومن المتوقع أن يناقش وو سبل استئناف المباحثات السداسية بين الكوريتين وأميركا وروسيا والصين واليابان، التي توقفت منذ أن انسحبت بيونغ يانغ في أبريل (نيسان) الماضي، بسبب تجدد العقوبات المفروضة عليها.

وتزايدت حدة التوترات بين الكوريتين منذ غرق السفينة الكورية الجنوبية في مارس (آذار) الماضي، مما أسفر عن مقتل 46 بحارا، حيث اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية باستهداف السفينة.

ونفت بيونغ يانغ تورطها في الحادثة، وأدانت بشدة التدريبات المشتركة بين البحريتين الأميركية والكورية الجنوبية على جانبي شبه الجزيرة الكورية، ودعت الصين أكثر من مرة لاستئناف المباحثات.

وذكرت وسائل الأعلام الحكومية في بيونغ يانغ أن الاجتماعات التي جرت الأسبوع الماضي بين وو ومسؤولي كوريا الشمالية «توصلت لإجماع في الآراء».

وكانت كوريا الشمالية قد أعربت عن استعدادها للعودة لطاولة المفاوضات في يوليو (تموز) الماضي، ولكن دون تحديد موقع أو مكان محدد.