حكومة تركيا تؤكد أن خلافاتها الشديدة مع إسرائيل لا تؤثر على الصداقة بين الطرفين

في رسالة إلى واشنطن

TT

أعرب ناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية عن ارتياحه لأنباء واردة من واشنطن، تقول إن وفدا كبيرا برئاسة وزير الخارجية التركي، أحمد أوغلو، أبلغ الإدارة الأميركية بأن الخلافات بين الحكومتين الإسرائيلية والتركية مهما بلغت شدتها، تبقى في إطار العلاقات بين بلدين صديقين.

وقال الناطق إن هذه بشائر مهمة وإن هذا التغيير في الموقف التركي نجم عن السياسة الأميركية الصارمة تجاه النشاطات والتصريحات التركية المعادية لإسرائيل.

وكانت صحيفة «زمان» التركية، قد كشفت عن أن الوفد التركي حاول استرضاء الولايات المتحدة والتأكيد على أن حكومة رجب طيب أردوغان لا تتنازل عن العلاقات الجيدة مع واشنطن وأنها ترى نفسها حليفة لأميركا في الشرق الأوسط. وذكرت «زمان» أن الوفد التركي أجرى محادثات مع البنتاغون أيضا بغية الحصول على أسلحة أميركية جديدة، علما أن الرئيس باراك أوباما، كان قد أبلغ أردوغان أنه لن يسمح بتزويد بلاده بالسلاح ما دام أنها تعادي إسرائيل وتقترب من إيران.

وفرح الإسرائيليون بهذا الموقف في حينه وفرحوا أكثر وهم يرون أردوغان يبعث برسالة ودية كهذه إلى إسرائيل، عبر واشنطن. ولكنهم فوجئوا عندما علموا أن أحد أعضاء الوفد المرافق لوزير الخارجية التركي كان أحمد أوغوز تشيليكول، وهو السفير التركي السابق لدى إسرائيل، الذي تعرض للإهانة في مكتب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون في أعقاب بث مسلسل تلفزيوني معاد لإسرائيل في التلفزيون التركي. فقد غادر تشيليكول تل أبيب ولم يعد بسبب الإهانة. والمفاجئ أن تشيليكول هذا قال لمضيفيه في البيت الأبيض إنه حتى النقاش الحاد بين الحكومتين التركية والإسرائيلية حول الهجوم على أسطول الحرية في نهاية مايو (أيار) الماضي، كان نقاشا بين أصدقاء ولم يؤثر سلبا لا على العلاقات مع دولة إسرائيل ولا على العلاقات مع الشعب اليهودي.

من جهة ثانية، تقدمت تركيا بطلب رسمي إلى إسرائيل، لشراء جهاز الرادار المتطور الذي تنتجه الصناعات العسكرية، مؤكدة أنها تريد استخدامه في حربها ضد التنظيمات الكردية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أول من أمس، التي أوردت هذا الخبر في عددها أمس، إن الأزمة السياسية بين البلدين لم تمنع تركيا من مواصلة تعاونها العسكري مع إسرائيل وإن إسرائيل لا تمانع في استمرار هذا التعاون، على أمل أن يحقق انفراجا في العلاقات بين البلدين.

وقال حايم سيبوني، المدير العام لشركة «بي إس بي»، منتجة الرادار، إن هذه الصفقة تدل على أنه لا أساس من الصحة لوجود قطيعة بين إسرائيل وتركيا. وأعرب عن أمله في أن تصادق الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الإسرائيلي على هذه الصفقة.

والحديث يجري عن جهاز رادار يسمى بالعبرية «مجناة» (حماية). وقد تم إنتاجه بالتعاون مع قرية البحوث النووية الإسرائيلية ووزارة الدفاع الإسرائيلية. وبدأ استخدامه أولا في الجيش الإسرائيلي. وهو، حسب مدير الشركة، «معروف بقدراته المميزة في اكتشاف حركة أي إنسان لعدة كيلومترات بدقة بالغة، وهو يفرق جيدا ما بين الإنسان والحيوان وبإمكانه أن يكتشف متسللين عبر الحدود بمنتهى السهولة».

وامتلكت اليابان هذا الرادار لحماية وحراسة المفاعل النووي فيها وكذلك فعلت الهند. وهو يحرس المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة والسجون الإسرائيلية والكثير من القواعد العسكرية الحساسة. وقالت الصحيفة إن اليابانيين أجروا تجربة غير عادية على هذا الرادار قبل اقتنائه. فقد أحضروا معهم انتحاريا يابانيا، قفز على جدار، فضبطه الرادار. فاقتنعوا بجدواه.