مواجهات عنيفة في سلوان إثر محاولة المستوطنين اقتحام مسجد الحي

فلسطينيو القدس يردونهم بالحجارة والزجاجات الحارقة في حي سلوان بالقدس

احدى السيارات التي احترقت خلال المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين بعد أن حاولوا اقتحام مسجد فيه أمس (إ ب أ)
TT

تحولت شوارع حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة، أمس، إلى ساحة مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين ومستوطنين متطرفين، انتهت بانسحاب المستوطنين من المكان بعد إلحاق أضرار بعدد من سياراتهم التي شبت فيها النيران.

وتفجر الموقف في الحي المضطرب أصلا، عندما حاول المستوطنون اقتحام المسجد الرئيسي في الحي، بهدف العبور إلى نبع مياه معروف بـ«الحمام اليهودي» يقولون إنه مقدس، فهاجمهم الفلسطينيون ومنعوهم من دخول المسجد قبل أن تتحول المواجهات الكلامية إلى مواجهات بالحجارة والزجاجات الحارقة والرصاص.

وقال شهود عيان إن عناصر مسلحة، من مستوطني جمعية «إلعاد» اليهودية المتطرفة، حاولوا اقتحام مسجد عين سلوان التاريخي الواقع في شارع وادي حلوة من خلال تحطيم إحدى بواباته بالأكسجين، فرد المواطنون بمهاجمتهم وإحراق عدد من سياراتهم المتوقفة فوق رصيف الشارع وقرب البؤر الاستيطانية، ولاذ المستوطنون بالفرار سريعا مع وصول السكان إلى المكان.

ولفتت لجنة الدفاع عن سلوان، في بيان، إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يعتدي فيها المستوطنون على المسجد. وأوضحت أنه مع عودة المستوطنين ورفع نداءات الاستغاثة من مآذن مسجد عين سلوان هرع الجنود الإسرائيليون ورجال المخابرات المتمركزة في حي بطن الهوى منذ الثانية فجرا باتجاه منطقة وادي حلوة، إلى المكان، واندلعت اشتباكات عنيفة أطلق خلالها الحرس المسلح للمستوطنين النار نحو الفلسطينيين الذي تجمهروا لإغاثة المسجد.

ولاحقت الشرطة الإسرائيلية الشبان الفلسطينيين الذين قالت إنهم هاجموا طواقم الإطفاء وأحرقوا سيارتين ودراجتين ناريتين وموقع حراسة عند مدخل عين الحمرا الذي يقع تحت سيطرة الموقع الاستيطاني السياحي الذي تطلق عليه سلطات الاحتلال «مدينة داود»، ولم يصب أحد بأذى.

وانتهت المواجهات بهروب المستوطنين من الحي، قبل أن تحكم الشرطة الإسرائيلية حصارها على المنطقة القريبة من المسجد الأقصى. واتهم الفلسطينيون الشرطة بإطلاق الرصاص وقنابل صوتية وغازية سامة مسيلة للدموع باتجاههم لمنعهم من الخروج من منازلهم بعد انتهاء الاشتباكات.

وقال حاتم عبد القادر، وزير القدس الأسبق، لـ«الشرق الأوسط» إن الفلسطينيين تصدوا بشكل مشرف لمحاولة المستوطنين اقتحام المسجد. وأضاف «أرجو أنهم فهموا الدرس هم وحكومتهم».

وأوضح عبد القادر أن المستوطنين حاولوا أكثر من مرة اقتحام المسجد ضمن خطط لاستهداف سلوان ككل، وفشلوا في ذلك، ووصف هذه المحاولة بأنها الأكثر استفزازا، «إذ إنها حدثت في رمضان».

وقالت حركة فتح في بيان إن «محاولات المستوطنين اقتحام مسجد العين قرب البلدة القديمة في القدس المحتلة، واعتداءهم على الأهالي بمساندة ودعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تغطي ممارساتها العدائية ضد أبناء شعبنا والرموز الدينية المقدسة».

وأكدت فتح موقفها الذي يعتبر الاستيطان وأفعال المستوطنين «إرهابا وألغاما تفجر طريق السلام».

ودعت الحركة «الدول العربية والإسلامية إلى الالتزام بوعودها التي قطعتها في مؤتمرات القمة، والعمل بإخلاص لتمكين أهلنا من الصمود في القدس وضواحيها العربية لإفشال مخططات الاستيطان التي تنفذها أو تهيئ لها حكومة نتنياهو المتطرفة».

وحمل عبد القادر الذي قال إن الفلسطينيين في المدنية المقدسة غاضبون بشكل كبير ومستفزون، الشرطة الإسرائيلية أي تداعيات في القدس إذا ما تكررت استفزازات المستوطنين.