البعث العراقي ينفي علاقته بالتفجيرات الأخيرة أو صلته بـ«القاعدة»

قيادات أمنية لـ«الشرق الأوسط»: الأزمة السياسية تنعكس سلبا على الأمن

عراقيتان وطفلان يجلسون متأثرين وسط أنقاض منزلهم الذي دمر في أحد التفجيرات التي وقعت أول من أمس في بغداد، أمس (أ.ب)
TT

نفت قيادة قطر العراق لحزب البعث (جناح محمد يونس الأحمد) مسؤولية تنظيمات حزب البعث عن التفجيرات التي وقعت في بغداد ومناطق أخرى من العراق، أول من أمس، وأيضا وجود مراسلات بين التنظيمات البعثية مع تنظيم «القاعدة» في العراق. وقال بيان صادر عن الناطق الإعلامي في قيادة قطر العراق، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «في الوقت الذي ننفي فيه نفيا قاطعا أي مسؤولية لحزبنا عن مثل هذه العمليات الإجرامية التي لا يذهب ضحيتها إلا الأبرياء من أبناء شعبنا المكتوي بنار الاحتلال وإجراءات حكوماته.. نؤكد موقفنا المبدئي من أن الدم العراقي من المحرمات علينا».

وكان رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، اتهم تنظيم القاعدة والبعثيين بالتفجيرات، وقال في بيان له: «إن تنظيم القاعدة الإرهابي وحلفاؤه من بقايا نظام البعث ارتكبوا مرة أخرى جرائم بشعة في حق المواطنين الأبرياء بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وهز ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية التي تستعد لتحمل المسؤولية بعد تنفيذ اتفاق سحب القوات الأميركية نهاية الشهر الحالي».

كما تحدى بيان البعث الحكومة في إظهار أي مراسلات أو أقراص مدمجة تثبت أي علاقة بين تنظيمات حزب البعث وتنظيم القاعدة في العراق بشرط أن «تعرض هذه المراسلات والأقراص على جهة فنية وأمنية محايدة للتأكد من أن لا تكون مفبركة». إلا أن مسؤولا أمنيا في النجف كرر الاتهامات للبعثيين بالتورط في الهجمات. وقال لؤي الياسري، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة النجف، لـ«الشرق الأوسط» إن الهجمات «عليها بصمات (القاعدة)، والبعثيين الصدامين، وأرادوا منها إيصال رسالة إلى القوى السياسية لعرقلة العملية السياسية في العراق»، مضيفا أن «تأخير تشكيل الحكومة سوف يزيد من الهجمات الإرهابية، وبدورنا ندعو السياسيين إلى الإسراع بتشكيل الحكومة». وأضاف أن النجف شهدت الأربعاء «انعقاد مؤتمر أمني ضم القيادات الأمنية في محافظات الفرات الأوسط على خلفية التفجيرات التي حدثت وكيفية معالجتها، والتنسيق بين تلك المحافظات وسد جميع الثغرات أمام الإرهابيين ومن يتصيدون في الماء العكر». وبدوره، قال اللواء عبد الخالق بدري، قائد شرطة الديوانية، لـ«الشرق الأوسط» إن تفجيرات أول من أمس «هي ضغوط سياسية آثارها السلبية سوف تنعكس على الشارع العراقي أكثر إذا ما بقيت الأوضاع السياسية راكدة كما هي».

من جانبه قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، علي المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك استهدافا من قبل تنظيم القاعدة لمدينة البصرة»، مبينا أن «البصرة لها أهمية اقتصادية كبيرة، وهناك زيارات كثيرة لوفود أجنبية من شركات ودبلوماسيين مما يعكس صورة جيدة عن العراق الجديد، لذا استهدفت (القاعدة) هذه المحافظة لتشويه تلك الصورة». وشكا من وجود «نقص كبير في معدات القوات الأمنية من جيش وشرطة، وخصوصا أجهزة كشف المتفجرات مع عدم وجود دعم من قبل الحكومة المركزية لجهازي الاستخبارات الذي أصبح غير مفيد ومقيدا». إلى ذلك، قلل صفاء الشيخ مستشار الأمن الوطني العراقي من المخاوف من تصعيد الهجمات بعد الانسحاب الأميركي، وقال لوكالة «رويترز»: «أتصور أن هذه الهجمات الصغيرة ستستمر ومحاولات الاغتيال ستسمر. وسيحاولون بين فترة وأخرى شن هجمات يحتاجونها إعلاميا لجذب الأموال من الخارج». وأضاف «نعتقد أن القوات العراقية جاهزة وقادرة على حفظ الأمن خلال هذه الفترة... لذا ليس لدينا قلق من الانسحاب الأميركي». وقال إن المسلحين ينتهزون فرصة الأزمة السياسية لكنه حذر من أن الهجمات ستتواصل حتى بعد تشكيل حكومة جديدة. كما لم يستبعد الشيخ وقوع هجمات على قطاع النفط الذي يشكل المورد الرئيسي لإيرادات البلاد وكذلك على منشآت الطاقة، لكنه أضاف «نعتقد أن إجراءات الحماية الموجودة ستكون رادعة».