مقتل 6 من عناصر الصحوة بينهم قياديان في هجوم بديالى

52 ألف عنصر منهم ما زالوا يطاردون «القاعدة» وباتوا هدفا لهجمات متزايدة

TT

قتل 6 من عناصر الصحوة وأصيب اثنان آخران بجروح جراء هجوم مسلح فجر أمس في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، فيما يشعر المنتظمون في هذه الميليشيات المناوئة لـ«القاعدة» في المحافظات ذات الغالبية السنية بأنهم باتوا هدفا لهجمات «القاعدة» والجماعات المسلحة الأخرى بعد انسحاب القوات القتالية الأميركية قبل الموعد المقرر نهاية الشهر الحالي.

وقال النقيب فراس الدليمي من الشرطة إن «6 من عناصر الصحوة قتلوا وأصيب اثنان آخران بينهم أحد القياديين في هجوم مسلح استهدف مقرا للصحوة». وأوضح، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «مجموعة مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة هاجموا نحو الرابعة صباحا (01:00 تغ) مقرا للصحوة في قرية شروين الواقعة على بعد 3 كيلومترات شمال ناحية المقدادية» (90 كلم شمال شرقي بغداد). وأكد الطبيب أحمد علوان من مستشفى بعقوبة «تلقي جثث 6 من عناصر الصحوة وجريحين من ضحايا الهجوم».

وما زال نحو 52 ألفا من المتمردين السابقين يطاردون تنظيم القاعدة في إطار ميليشيات «أبناء العراق» أو «الصحوات» التي أطلقها في سبتمبر (أيلول) 2006 زعماء عشائر يطبقون استراتيجية الجيش الأميركي لمكافحة التمرد. وكانت هذه المجموعات ممولة أولا من قبل الأميركيين إلى أن انتقلت رسميا في أبريل (نيسان) 2009 إلى إشراف السلطات العراقية. وكانت تضم حينذاك 118 ألف رجل.

وتعهدت الحكومة العراقية حينذاك بدمج 20 في المائة من عناصر الصحوات في قواتها الأمنية وإدخال البقية إلى الوظائف الحكومية. وقال زهير الجلبي المسؤول العراقي المكلف ملف الصحوات في الحكومة العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية «لم يبق سوى 52 ألف عنصر من قوات الصحوة اليوم، وهم يتوزعون على تسع محافظات من أصل 18 محافظة في العراق». وأكد أن «وزارة الدفاع طلبت منا التريث في نقل عناصر الصحوة إلى وظائف أخرى لحين انتفاء الحاجة إليهم» في المجال العسكري. ويشعر هؤلاء المسلحون اليوم بأنهم أصبحوا أكثر عرضة لهجمات تنظيم القاعدة والمتمردين المسلحين عشية انتهاء المهمات القتالية للجيش الأميركي.

وكان الشيخ عبد الستار أبو ريشة الزعيم القبلي السني في محافظة الأنبار (غرب) أطلق هذه الميليشيات في «مؤتمر صحوة الأنبار» في 14 سبتمبر 2006. وقد شكل حينذاك تحالفا قويا من 42 عشيرة معروفة. وتعهدت «الصحوة» بقتال مسلحي «القاعدة» مستخدمة تأثيرها العشائري ودفع أعضاؤها أولادهم للانضمام إلى صفوف الشرطة والجيش. وقد ضمت حتى 25 ألف رجل وتحولت إلى قوة سياسية أطلقت على نفسها اسم «مؤتمر الصحوات العراقية». إلا أن عناصرها التحقوا بالشرطة. وقتل أبو ريشة بانفجار عبوة ناسفة في الأنبار قرب منزله تبناه تنظيم القاعدة في 13 سبتمبر 2007 أي قبل يوم واحد فقط من ذكرى تأسيسه للتحالف.

وينتشر في ديالى نحو ثمانية آلاف عنصر صحوة معظمهم في مدينة بعقوبة كبرى مدن المحافظة (60 كلم شمال شرقي بغداد). في المقابل تضم بغداد العدد الأكبر من مقاتلي الصحوات يبلغ 12 ألف رجل، حسبما ذكر زهير الجلبي الذي أوضح أن عددهم كان 50 ألفا في أبريل 2009. وقد التحق نحو 38 ألفا منهم بالوظيفة الحكومية بينهم ثمانية آلاف في وزارة الداخلية وحدها.

أما في سامراء فلم يبق سوى 2300 عنصر من قوات الصحوة بعد أن كانوا 4800 في أبريل 2009 إذ التحق 750 منهم بقوات الأمن وقتل 16 منهم وتوجه 1750 لكسب العيش بعيدا عن الصحوات.

من جهته، قال خالد النعيمي، زعيم «أبناء العراق» في ديالى أن كلا من هؤلاء يحصل على ما بين 300 و600 ألف دينار عراقي شهريا (بين 200 و400 يورو).