وزارة العدل البلجيكية تطلق دورات لتأهيل مسؤولي السجون على الشريعة الإسلامية

في إطار إعدادهم للتعامل مع السجناء من المسلمين

TT

أعلنت وزارة العدل البلجيكية عن تجربة جديدة هي الأولى من نوعها في البلاد، وتتمثل في إطلاق دورات لتأهيل موظفي السجون الرئيسية في البلاد، على التعامل مع الشؤون الإسلامية ومعرفة بعض من الجوانب المتعلقة بالشريعة التي تحدد سلوك نزلاء السجون من المسلمين، وخاصة بشأن المواد الغذائية والمأكولات التي يتناولونها وكذلك الأدوية أو القيام بواجبات العبادة الأخرى مثل الصيام والصلاة. وهي تجربة وصففتها وسائل إعلام بلجيكية، أمس، بأنها تجربة نموذجية، وفي السابق كانت السلطات البلجيكية تسمح للجمعيات الإسلامية، بزيارة السجناء من أصول إسلامية خلال شهر رمضان والأعياد الإسلامية، وكذلك أثناء تلقيهم للعلاج في المستشفيات، والتجربة الجديدة سيتم تطبيقها في اثنين من السجون البلجيكية في مقاطعة والونيا، قبل تعميمها على مختلف مناطق البلاد الأخرى. والسجنان المعنيان هما سجن منطقة (اندين) ومنطقة (ايتر) جنوب البلاد. وستطلق وحدة إدارة شؤون السجون التابعة لوزارة العدل البلجيكية، هذه الخدمة الجديدة مع مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وتقول وسائل إعلام بلجيكية «على الرغم من صعوبة الحصول على أرقام دقيقة عن نسبة المسلمين في السجون البلجيكية، فإن المراقبين يتفقون على أن الكثير من الرعايا المسلمين هم من بين النزلاء. وفي كثير من الأحيان فإن الكثير من النزلاء من البلجيكيين يعتنقون الإسلام أثناء فترة سجنهم، وهي ظاهرة تشمل الكثير من الدول الأوروبية، ومن الشائع أن حراس السجون والممرضين والأطباء يفتقرون إلى مؤهلات محددة ودقيقة في التعامل مع الشأن الإسلامي، وإذا ما نجحت تجربة تأهيل موظفي السجون البلجيكيين فإن الأطباء والممرضين سيتلقون دورات تدريبية لتسهيل التعامل مع المسلمين.

وأشارت الوزارة إلى أنها اختارت عددا من الاختصاصيين لإدارة البرنامج، منهم البلجيكي برينو برنار، مستشار غرفة تجارة بروكسل، الذي قال إن برنامج التدريب لا يهدف إلى فرض حلول جاهزة على المشاركين فيه، بل «إلى توعية المشاركين من أطباء ومعالجين وممرضين على مفهوم الحلال في الثقافة الإسلامية، وتوجيههم نحو التأقلم مع احتياجات المساجين المسلمين، خاصة خلال شهر رمضان، والتعامل مع الخطاب الديني لهؤلاء والرد بشكل مقنع على معتقدات قد لا تكون صائبة تماما». وأضاف أن هناك الكثير من العاملين الطبيين في السجون ممن أبدوا رغبة في اتباع مثل هذا البرنامج، الذي من المقرر أن يمتد ليشمل حراس السجون والطهاة.

وقالت صحيفة «لاليبر بلجيك» اليومية البلجيكية الواسعة الانتشار «إن هناك اهتماما كبيرا من جانب موظفي السجون للحصول على مزيد من المعلومات حول الإسلام، وأعرب عدد كبير منهم عن الاستعداد للمشاركة في دورات إعلامية وحضور دورات طوعية». وقال أحد الخبراء للصحيفة البلجيكية «مهمتنا هي تقديم إجابات للمشاركين في هذه الاجتماعات ومنحهم العناصر التي تسمح لهم بتجنب الصراعات والتحرك نحو الحلول، والمساعدة أيضا على الاستجابة على نحو كاف على مطالب بعض السجناء وبما فيها بشأن أمور خاطئة أو مغلوطة حول الإسلام». وأكدت الصحيفة أن فرنسا ودولا أوروبية أخرى تتابع مسار التجربة البلجيكية وأن اتصالات جرت لتنظيم دورات تدريبية مماثلة فيها.

ويذكر أن غرفة التجارة في بروكسل كانت اقترحت قبل فترة إدخال مفهوم «حلال» على قطاع الفنادق في البلاد، أملا في جذب المزيد من السياح المسلمين القادمين من دول الخليج والعالم العربي. وكان برينو برنار، مستشار غرفة التجارة في بروكسل، قد أعلن في تصريحات نقلتها وسائل إعلام بلجيكية، أن على أصحاب الفنادق الراغبين في الحصول على شهادة «حلال» تطويع عروضهم بشكل يتوافق مع المتطلبات الخاصة للزبائن المسلمين. وأضاف «يجب إعداد غرف خالية من أي أثاث أو مواد تحتوي على منتجات الخنزير، ووقف بث القنوات الإباحية داخل الغرف، وكذلك عدم تقديم الكحول، وتقديم مأكولات وفق أحكام الشريعة الإسلامية».