365 من قياديي طالبان في أفغانستان قتلوا على أيدي القوات الخاصة خلال 3 أشهر

في وقت يطالب فيه كرزاي بتوسيع الحرب على الإرهاب إلى «خارج» بلاده

TT

في وقت يطالب فيه الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، بشن حرب على «الإرهاب» خارج حدود أفغانستان، ذكرت النسخة الإلكترونية لمجلة «در شبيغل» الألمانية أمس أن القوات الخاصة في التحالف الدولي قتلت 365 من قادة حركة طالبان في الأشهر الثلاثة الأخيرة في أفغانستان.

وبحسب «در شبيغل» التي ذكرت أن معلوماتها منقولة عن وثيقة سرية لرئاسة أركان القوات الدولية في أفغانستان (إيساف)، فإن جنودا من النخبة غالبيتهم من الأميركيين قتلوا هؤلاء الكوادر المتوسطي الرتبة، أو الكبار، في حركة التمرد، أثناء عمليات كوماندوز بين الثامن من مايو (أيار) والثامن من أغسطس (آب). وبحسب المجلة اعتقل خلال الفترة نفسها 1395 مشتبها به.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، كشف القائد السابق لقوة «إيساف»، الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال، للصحافيين أن القوات الخاصة الأميركية التي ضاعفت عددها ثلاث مرات تقريبا في غضون عام في أفغانستان، قتلت أو أسرت 121 من قادة طالبان خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وهذه القوات الخاصة التي تملك أسطولا من المروحيات والطائرات، والطائرات من دون طيار، تنشط في غالب الأحيان ليلا (82 في المائة من الحالات) في عمليات دهم، في إطار مكافحة الإرهاب ضمن عملية «الحرية الدائمة»، بحسب المعلومات الصحافية.

وهذا النوع من العمليات يهدف إلى حرمان طالبان من كوادرها، وهو جزء من «استراتيجية مكافحة التمرد» التي تعمل بموجبها القوات الأميركية.

وكان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، قائد «إيساف» الحالي، قد ذكر الاثنين الماضي أن قوات الحلف الأطلسي استعادت التقدم على طالبان في بعض المناطق. لكنه توقع حصول «معارك شرسة» في مناطق أخرى. وكان قد أعلن في مقابلة مع «بي بي سي» أن «الدينامية التي اعتمدتها حركة طالبان في السنوات الأخيرة أصيبت بنكسة في مناطق عدة في البلاد، وستصاب بنكسة أيضا في المناطق الأخرى».

يأتي الكشف عن هذه الحصيلة في وقت يطالب فيه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بوجوب شن الحرب على الإرهاب خارج بلاده، في إشارة إلى معاقل المتمردين في باكستان.

طرح كرزاي هذا الطلب لدى استقباله، أمس، قائد الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان، جيمس ماتيس، في قصره بكابل المحاط بإجراءات أمنية مشددة.

وبحسب بيان للرئاسة الأفغانية نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، اعتبر كرزاي أيضا أن خفض عدد الضحايا المدنيين في العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة أمر مهم، للتمكن من تحقيق الانتصار على الإرهاب، وقال إنه لا يمكن الانتصار في هذه الحرب «من دون القضاء على معاقل الإرهابيين»، في إشارة إلى باكستان المجاورة التي ينطلق منها المتمردون لشن هجماتهم ضد أفغانستان، بحسب الحكومة الأفغانية والعسكريين الأجانب.

من جهة أخرى، ولدى استقباله أعضاء من الكونغرس الأميركي، أعلن الرئيس الأفغاني أن «عدم التقدم» في مكافحة الإرهاب ناجم عن «عاملين»، هما «معاقل» المتمردين خارج الأراضي الأفغانية، و«مقتل مدنيين» خلال هذه الحرب، بحسب البيان.

واعتبر أيضا أن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما بدء انسحاب القوات الأميركية في يوليو (تموز) 2011 من أفغانستان، عزز «بطريقة ما» معنويات حركة طالبان.

وعلى صعيد ميداني نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أفغاني قوله إن متمردي حركة طالبان قتلوا ثمانية من ضباط الشرطة أمس في قندوز، بشمال البلاد، في تصعيد للهجمات في منطقة كانت آمنة نسبيا. وقال محمد عمر حاكم قندوز للصحافيين إن الهجوم وقع قبيل الفجر، حينما كان رجال الشرطة نائمين. وأضاف عمر أن شرطيا أصيب في الهجوم وتمكن آخر من الفرار، مخفضا عدد القتلى عما أعلنه من قبل، حين قال إن الهجوم أسفر عن مقتل تسعة.

وذكر سكان أن هناك بعض الإصابات بين المدنيين لكن التفاصيل لم تعرف على الفور. وفي حين أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يعطي أولوية لأفغانستان في سياسته الخارجية، ويريد البدء في خفض عدد القوات الأميركية فيها بحلول منتصف عام 2011، قال الجنرال جيمس كونواي، قائد قوات مشاة البحرية، إن وضع جدول زمني لبدء الانسحاب الأميركي أعطى دفعة معنوية للمتمردين الذين يعتقدون أن بوسعهم الصمود والانتظار حتى خروج القوات الأجنبية.

وعلى صعيد ذي صلة أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أول من أمس، بأن مساعدا للرئيس الأفغاني حميد كرزاي، يخضع حاليا للتحقيق بتهمة الفساد، كان يتلقى أموالا من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، واسمه مدرج على سجل مدفوعاتها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأفغان لم تكشف هوياتهم أن محمد ضياء صالحي، المسؤول الإداري لمجلس الأمن القومي الأفغاني، كان يتلقى المال من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية منذ سنوات.

وهذا الكشف أثار تساؤلات جديدة حول كيفية تمكن الولايات المتحدة من استئصال الفساد داخل الحكومة الأفغانية، في وقت تتطلب فيه العمليات الأميركية في البلاد دعما من بعض القادة والسياسيين المتهمين هم أيضا بالفساد.