مسؤول سابق بالأمم المتحدة: إيران تملك مخزون يورانيوم كافيا لصنع قنبلتين نوويتين

قال إن هذه الكمية غير كافية لتشكيل ورقة مساومة في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة

الجنرال أولي هينونين النائب السابق لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في صورة يعود تاريخها إلى عام 2008 (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤول نووي سابق بالأمم المتحدة، إن إيران لديها مخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة إلى قنبلتين نوويتين، بحسب ما نقلت عنه أمس صحيفة «لو موند» الفرنسية. وفي تصريحات علنية غير معتادة بشأن برنامج إيران النووي، ذكر أولي هينونين، الرئيس السابق لعمليات التفتيش النووية في أنحاء العالم بالوكالة الدولية للطاقة، أن الاحتياطي الإيراني لا يزال يشكل «تهديدا».

وكان هينونين حتى تنحيه في وقت سابق الشهر الجاري لأسباب شخصية، يشغل منصب نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس إدارة منع الانتشار النووي المسؤولة عن التحقق من عدم تحويل البرامج النووية للدول لأغراض عسكرية. وكان هينونين، وهو فنلندي الجنسية، أحد خبراء الوكالة البارزين المعنيين بملف إيران لسنوات طويلة. وتنكر إيران مزاعم غربية بأن برنامجها يهدف لصنع قنابل نووية على الرغم من مؤشرات مخابراتية تنافي ذلك.

وفي مقابلة نشرت أمس، قال هينونين إن إيران تمتلك الآن ثلاثة أطنان من اليورانيوم منخفض التخصيب، وهي مواد يمكن استخدامها لتزويد محطات الطاقة بالوقود أو تشكيل لب قنبلة إذا خضعت لمزيد من التنقية. وأضاف هينونين، في المقابلة التي أجريت قبيل تركه لمنصبه: «نظريا تكفي لصنع قنبلة أو قنبلتين نوويتين، لكن أن تكون هذه هي نهاية المطاف بحيازة مواد كافية لقنبلتين فحسب، فإن ذلك ليس له مغزى». وقال في تعليقات ترجمت من الإنجليزية إلى الفرنسية، إن ذلك غير كاف ليشكل ورقة مساومة في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة. وفيما بدا أنه إشارة إلى مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب، قال هينونين «لكن ذلك يشكل.. تهديدا». وأضاف أن الولايات المتحدة قدرت حاجة إيران من الوقت كي تتمكن من تحويل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى مواد عالية التخصيب بعام واحد، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن «تقديرا سيئا». وفي أبريل (نيسان) الماضي، أبلغ مسؤولون كبار بوزارة الدفاع الأميركية، الكونغرس أنه بإمكان إيران إنتاج يورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع قنبلة نووية واحدة في غضون عام، لكنها قد تحتاج من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات كي تتمكن من تجميع وتركيب قنبلة واختبارها. وتأمل القوى الكبرى في أن تنجح العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران منذ يونيو (حزيران) في إقناع طهران بالدخول في مفاوضات بشأن برنامجها النووي، ويأمل الغرب في أن تؤدي في النهاية إلى وقف إيران للأنشطة النووية لديها.

وإيران، التي تقول إن نشاطها النووي يهدف لتوليد الكهرباء كي تتمكن من تصدير المزيد من الغاز والنفط لديها، استبعدت مرارا وقف التخصيب مع إبقائها الباب مفتوحا أمام التفاوض. وأفضل ما يعرف به هينونين على الأرجح، هو استعراضه لتقرير في اجتماع مغلق للدبلوماسيين عام 2008 بشأن إيران، أشار فيه إلى صلة بين مشاريع تخصيب اليورانيوم واختبار مفرقعات وتعديل قمة صاروخ لتكون مناسبة لحمل رأس نووي. وأسهم التحقيق الذي قامت به إدارته على مدى خمس سنوات استنادا إلى معلومات مخابرات غربية موجهة للوكالة في تعظيم مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران ربما عملت على تطوير صاروخ مزود برأس نووي، ولا تزال تنخرط في هذا النشاط. وتقول طهران إن معلومات المخابرات مزيفة، وإن نشاطها النووي للأغراض السلمية فحسب.