قيادي أحوازي يتهم حزب الله بالعمل ضد معارضين إيرانيين.. والحزب ينفي

القبض على طالب لدى عودته من لبنان

TT

ألقت السلطات في مطار طهران الدولي القبض على رجل من إقليم الأحواز، الذي يطالب ناشطون فيه بالانفصال عن إيران، وذلك أثناء عودته من العاصمة اللبنانية بيروت إلى العاصمة الإيرانية. وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، أعرب القيادي في الحركة الأحوازية هادي البطيلي، الذي سبق الحكم عليه بالإعدام والسجن، عن اعتقاده أن سبب توقيف الرجل، ويدعى عبد العال عبد الله الوهمي، يرجع لكونه التقى في العاصمة اللبنانية نجل البطيلي، محمد، المطلوب لإيران. وأضاف البطيلي، الذي تمكن من الهرب مع أسرته من إيران إلى أوروبا عبر لبنان الأسبوع الماضي، أن «عناصر من حزب الله تعمل ضد المعارضين للنظام الإيراني ممن يوجدون في بيروت كلاجئين أو دارسين أو غيرهم».

إلا أن مصدرا في حزب الله قال لـ«الشرق الأوسط» في بيروت، إن «هذه المعلومات مجرد أكاذيب، وتندرج في سياق الحملات التي تهدف لتشويه صورة المقاومة وسمعتها». وأشار المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن «هذه الافتراءات ليست جديدة وكل مرة تظهر بقناع جديد»، داعيا مطلقي «هذه الشائعات والأكاذيب لتقديم الدليل على ادعاءاتهم وإبلاغ السلطات الرسمية اللبنانية بالأمر».

وتدخلت منظمات حقوقية الشهر الماضي للحيلولة دون ترحيل السلطات اللبنانية نجل البطيلي قسرا إلى إيران، فيما عاش والده مختفيا في بيروت إلى أن تمكن الاثنان من الانتقال إلى أوروبا قبل أسبوع. وفي أول حديث للبطيلي الأب، بعد وصوله لهولندا كشف لـ«الشرق الأوسط» عبر اتصال هاتفي أجري معه من القاهرة، أن ابنه كان معتقلا في مقر الأمن العام اللبناني الذي يقع في منطقة المتحف في بيروت.

وعما إذا كانت جهات أمنية أو سياسية لبنانية قد تدخلت في موضوع إخراج نجله من السجن، قال البطيلي الذي يكني بـ«المطوري»، و«أبو محمد»: «نعم.. فالمتعاطفون مع القضية الوطنية العربية الأحوازية كثر، وإن كان الطغيان الطائفي يطبع تصرفات المرتشين الذين باعوا أنفسهم لشيطان الساواما (جهاز المخابرات الإيرانية)»، مشيرا إلى أن هناك في بيروت «شخصيات وطنية وقومية ودينية تدخلت وضغطت على الحكومة اللبنانية من أجل الإفراج عن ولدي محمد وعملت على تسهيل أمورنا، وبالتالي خروجنا كليا من لبنان باتجاه هولندا».

وعن الدور الذي لعبته مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان لتمكينه وأسرته من الخروج دون تسليم أي منهم لإيران، قال البطيلي: «لا شك أن المفوضية متعاطفة مع كل القضايا الإنسانية لمن يعيشون في محنة التمييز العنصري والطائفي، خاصة أنهم تعاونوا معنا في أعقاب ضغط السفارة الإيرانية بيروت على مسؤولي السجن، وإصرارهم على ضرورة اعتقال ولدي، وبالتالي إرجاعه إلى الأحواز سواء عبر تسليمه لإيران مباشرة، أو ترحيله لسورية، ثم تسليمه من هناك لإيران». وتابع البطيلي يقول: إن قضية احتجاز السلطات الأمنية اللبنانية لنجله «حازت على اهتمام شخصيات لبنانية مستقلة كثيرة، خاصة بعد أن علمت بالتضييق عليه من جانب عناصر من حزب الله الموالي لإيران، بل ودخول عناصر أمنية إيرانية إليه للتحقيق معه في سجنه ببيروت، علاوة على تسلط عناصر تنتمي لما يسمى بحزب الله، علينا في لبنان، وبتوجيه مباشر من قبل الدولة الفارسية بغية مضايقتنا بذرائع وحجج واهية من قبيل تقديمهم شكاوى ضدنا كأحوازيين».

ونفى مصدر في جهاز الأمن العام اللبناني لـ«الشرق الأوسط» في بيروت، أن «يكون الأمن العام قد سمح أو يسمح عادة لأي جهاز استخباراتي بالدخول إلى السجن لاستجواب أي موقوف». وأوضح أنه «في بعض الأحيان ترسل بعض السفارات ممثلين عنها للاطمئنان على موقوفين من جاليتها، والاطلاع على أوضاعهم، فيسمح لهم بذلك بعد استحصالهم على الإذن من القضاء المختص، إلا أنه لا يسمح لأي كان باستجواب أي موقوف على الإطلاق».

ويقول البطيلي إنه أمضى «فترة عصيبة من الفرار من الملاحقات الإيرانية والانتظار في كل من العراق وسورية ولبنان، في محاولة منه لجمع شمل أسرته، واستكمال الأوراق الخاصة بالإقامة والمرور والتنقل، سواء عن طريق السلطات المحلية أو مفوضية اللاجئين». وأضاف: «لقد تعاطف الشعب العربي اللبناني معنا، وحتى على الصعيد الرسمي، وقيام بعض الشخصيات الوطنية اللبنانية بالتدخل مباشرة من أجل مساعدتنا.. وهناك الكثير من الأسماء والشخصيات ممن لا أستطيع التصريح بأسمائهم، حرصا على عملهم الوطني المخلص تجاه المضطهدين والهاربين من قمع السلطات الإيرانية». وأوضح البطيلي أن «الأحوازيين في لبنان وسورية، إضافة للعراق يخشون من ملاحقة العملاء الإيرانيين لهم، ولذلك أصبحوا يلجأون لتركيا»، معربا عن خشيته «من أن يكون طالب الحقوق الأحوازي، الذي يحمل الجنسية الإيرانية عبد العال عبد الله الوهمي، وجرى توقيفه في مطار طهران، عرضة للتحقيق على خلفية قضية نجله محمد، خاصة أن الوهيمي زاره أثناء سجنه ببيروت».