مقديشو: رابع يوم اشتباكات.. والرئيس الصومالي يلوح بإعلان حالة الحرب

الحكومة تعلن قتل 25 من مقاتلي حركة الشباب

TT

قالت الحكومة الصومالية إن قواتها قتلت 25 من مقاتلي حركة الشباب من بينهم قيادي كبير، ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في مقديشو لليوم الرابع على التوالي بين قوات الحكومة الصومالية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي، ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين المعارضة، ولا تزال الحركة في العاصمة مشلولة منذ اندلاع المعارك الدامية يوم الاثنين الماضي. في هذه الأثناء لمح الرئيس الصومالي، شريف شيخ أحمد، إلى إعلان حالة حرب عامة في البلاد بسبب التطورات الأخيرة.

وقتل 90 شخصا على الأقل وأصيب نحو 250 آخرين في العاصمة الصومالية مقديشو، خلال أربعة أيام من المعارك الدامية بين قوات الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي من جهة، وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين من جهة أخرى، وقد أصابت هذه المعارك الدموية الحياة في مقديشو بالشلل التام، وأغلقت سوق البكارو الرئيسية في المدينة أبوابها بسبب القصف المكثف الذي طال مناطق عدة من السوق سقط فيه العشرات بين قتيل وجريح، وتوقفت حركة المواصلات في معظم أنحاء المدينة، نتيجة الاشتباكات والقصف المدفعي المتبادل بين قوات الحكومة الصومالية، التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي، وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين المعارضة.

وقال بيان حكومي صدر عن وزارة الإعلام، بأن 25 مقاتلا من حركة الشباب قتلوا في معارك مقديشو خلال الأيام الثلاثة الماضية، من بينهم قيادي في الحركة يدعى عبد الله مورتر المسؤول عن إطلاق الصواريخ. ولم يصدر تعليق من حركة الشباب على هذه الأرقام التي عرضتها الحكومة الصومالية. وأضاف بيان الوزارة أن الرئيس الصومالي، شريف شيخ أحمد، عرض على المعارضة المسلحة وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، إلا أن حركة الشباب تجاهلت هذه الدعوة، وبالتالي فهي وحدها تتحمل مسؤولية المعارك التي وقعت، حسب ما جاء في بيان وزارة الإعلام الصومالية.

واستولى مقاتلو حركة الشباب على مناطق قريبة من القصر الرئاسي، لكنهم انسحبوا منها بعد تدخل قوات الاتحاد الأفريقي المزودة بالدبابات والآليات العسكرية الثقيلة. ويتدفق مئات من مقاتلي حركة الشباب على العاصمة للمشاركة في الحرب التي أعلنها المتحدث باسم الحركة، الشيخ علي راغي، يوم الاثنين الماضي لإسقاط الحكومة الصومالية وطرد قوات الاتحاد الأفريقي من البلاد. في هذه الأثناء صرح الرئيس الصومالي بأنه أصدر أوامر مباشرة إلى جميع أجهزة الأمن في البلاد باتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد لهجمات مقاتلي حركة الشباب، ملمحا إلى إعلان حالة حرب عامة في البلاد.

وكانت الحكومة قد أعلنت منذ أكثر من 3 أشهر أنها تعتزم شن خطة عسكرية ترمي إلى إخراج المقاتلين الإسلاميين من العاصمة في المرحلة الأولى، ثم من بقية المناطق الأخرى، لكن تأخر تنفيذ هذه الخطة العسكرية بسبب نقص الإمكانات المادية للحكومة. وتعاني القوات الحكومية من ضعف في التنظيم والتسليح، الأمر الذي جعل الحكومة الصومالية تعتمد في بقائها على قوات الاتحاد الأفريقي التي يبلغ قوامها 6 آلاف جندي يقومون بحماية المواقع الحيوية، مثل الميناء والمطار والقصر الرئاسي وعدد من الشوارع المهمة.

وتكتظ مستشفيات مقديشو بالجرحى الذين سقطوا في معارك الأيام الأخيرة، ويقارب عددهم الآن 300 شخص جلهم من المدنيين. ويعالج الجرحى في ممرات المستشفيات وتحت الأشجار، بعد أن فاق عددهم الأسرّة المتوافرة في هذه المستشفيات. وتفر أعداد كبيرة من سكان العاصمة من منازلهم في عدد من أحياء المدينة التي أصبحت مسرحا للمواجهات الدامية خلال الأيام الأربعة الأخيرة، في الوقت الذي لا يلوح فيه في الأفق أي مسعى لوقف هذه المواجهات.