مفتش عام شرطة البوليساريو غادر المغرب أمس برا في طريقه إلى مخيمات تيندوف

توقع أن تدوم رحلته 5 أيام عبر موريتانيا.. ولا يعرف رد فعل الجبهة بعد وصوله

TT

غادر مصطفى ولد سلمة سيدي مولود، مفتش عام شرطة البوليساريو أمس المغرب، في اتجاه مخيمات تيندوف (جنوب غربي الجزائر)، حيث مقر قيادة جبهة البوليساريو. وهي بادرة غير مسبوقة في تاريخ نزاع الصحراء، إذ جرت العادة أن ينشق أعضاء من البوليساريو ويعودوا إلى المغرب، لكنها المرة الأولى التي يتخذ فيها أحد قادة البوليساريو موقفا مؤيدا لاقتراح الحكم الذاتي، الذي اقترحه العاهل المغربي الملك محمد السادس لتسوية النزاع، ويقرر بعد ذلك العودة من جديد إلى حيث يوجد مقر قيادة جبهة البوليساريو.

وكان سيدي مولود قد زار المغرب قبل عدة أسابيع، وعقد لقاء صحافيا في التاسع من أغسطس (آب) الماضي، في مدينة السمارة بالصحراء، أعلن من خلاله تأييده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، الذي يتبناه المغرب، وأعرب عن رغبته في العودة إلى المخيمات من أجل حشد التأييد لهذا المقترح وسط سكان المخيمات، كحل لنزاع الصحراء. ونتيجة لذلك اتهمته قيادة جبهة البوليساريو بـ«الخيانة».

وقبل عودته أبلغ سيدي مولود المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان المغربي خشيته من التعرض إلى مضايقات من طرف قيادة البوليساريو في حال عودته إلى المخيمات، وناشد المجلس بدوره المؤسسات والجمعيات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، بذل جهودها لضمان عودته (سيدي مولود) سالما إلى تندوف، وتأمين حقه في الدفاع عن آرائه بكل حرية.

وقال سيدي مولود لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتوجه إلى المخيمات عن طريق موريتانيا، عبر وسائل النقل البرية، متوقعا أن تكون رحلة العودة شاقة ومتعبة بسبب حرارة الطقس في الصحراء، كما أن الرحلة قد تستغرق خمسة أيام أو أكثر، بسبب وجود عدد من مراكز الحدود التي قد تكون مغلقة في ساعات محددة، نظرا لتغير توقيت العمل في شهر رمضان.

وقال سيدي مولود إنه ليست لديه أي توقعات بخصوص طبيعة رد الفعل الذي ستتخذه قيادة جبهة البوليساريو تجاهه، بعد عودته إلى المخيمات، متمنيا أن تسير الأمور بشكل طبيعي «كأي شخص خرج من منزله لزيارة والده وعاد إليه من جديد».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «البايس» الإسبانية، أن خوسيه لويس ثباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية، الذي يزور الصين حاليا على رأس وفد رسمي، حيث يشارك في يوم إسبانيا بمعرض شنغهاي، أعرب عن قلقه إزاء حادث الاعتداء الذي تعرض له ثلاثة من النشطاء الإسبان، شاركوا، السبت الماضي، في مظاهرة مؤيدة لجبهة البوليساريو، نظمت في مدينة العيون، كبرى مدن محافظات الصحراء المغربية.

وأشارت الصحيفة في نسختها الإلكترونية الصادرة أمس إلى أن ثباتيرو طلب من وزير خارجيته، ميغيل أنخيل موراتينوس، مطالبة الرباط بتقديم توضيحات بخصوص ذلك الحادث.