نتنياهو ينفي تعهده بالاستمرار في تجميد البناء الاستيطاني.. ويهاجم «الشروط التعجيزية» لأبو مازن

دبلوماسي إسرائيلي سابق يحذر: المفاوضات ليست حربا.. والرابح فيها من يبدي إخلاصا حقيقيا للسلام

TT

قبل أن يغادر إلى واشنطن، للمشاركة في افتتاح المفاوضات المباشرة مع الرئيس الفلسطيني، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتكرار تصريحاته حول «ضرورة استئناف البناء في المستوطنات»، ونفى أن يكون تعهد لأحد بأن يستمر في تجميد هذا البناء، وهاجم الرئيس محمود عباس بدعوى أنه «يضع شروطا تعجيزية على المفاوضات».

وفي الوقت نفسه، هدد أصغر أحزاب الائتلاف (حزب البيت اليهودي، الذي يمثل المستوطنين)، بالانسحاب من الحكومة، في حال عدم استئناف البناء في المستوطنات.

وكان نتنياهو قد دعا وزراءه السبعة، الذين يقودون الحكومة في القضايا المصيرية، إلى الاجتماع، أمس، للبت في موضوع المفاوضات وبرنامج عملها، لكنه في اللحظة الأخيرة وبشكل مفاجئ، ألغى الاجتماع من دون تفسير الأسباب. ولكن مصدرا مطلعا قال لـ«الشرق الأوسط»، إن إلغاء الاجتماع جاء نظرا لوجود أكثرية ساحقة بين صفوفهم ضد تجميد البناء الاستيطاني، والإدارة الأميركية لا ترى ضرورة في تفعيل جسم حكومي رفضي كهذا، على ما هو موجود من معارضة إسرائيلية.

واستبدل نتنياهو هذا الإطار بعقد اجتماع لكتلة الليكود البرلمانية، أجرى خلاله بحثا حول استئناف مفاوضات السلام. ولم يستغرق الاجتماع سوى نصف ساعة، لكنه كان كافيا ليطلق نتنياهو منه رسالة سلبية عشية المفاوضات. فقد صرح بأنه يتوجه إلى المفاوضات بعقل مفتوح، راغبا في العمل الجاد خلال سنة على تحقيق اتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني. ولكنه يرى أن الفلسطينيين ليسوا جادين وأن رئيسهم، محمود عباس، يقف على رأس المعارضين لهذه العملية ويفرض شروطا «تعجيزية» بهدف إفشالها.

وأمطر الوزراء والنواب نتنياهو بالأسئلة عن موضوع البناء الاستيطاني، وهل يستمر تجميده الجزئي بعد انتهاء فترة التجميد لعشرة أشهر، التي أقرتها الحكومة، ومن المفترض أن تنتهي في 26 سبتمبر (أيلول) القادم؟ وهل صحيح ما تنشره وسائل الإعلام من أنه وعد الرئيس باراك أوباما بالاستمرار في التجميد؟ وما موقفه من اقتراح وزير شؤون المخابرات، دان مريدور، بالاستمرار في تجميد البناء في المستوطنات الواقعة في قلب الضفة الغربية واستئنافه في المستوطنات الواقعة على حدود الضفة الغربية؟

ورد نتنياهو قائلا إنه لم يتعهد لأحد بالاستمرار في التجميد، واعتبر المطلب الفلسطيني بهذا الشأن «وقاحة عنصرية وشروطا تعجيزية». وقال: «هم يبنون في كل مكان، ثم يحاولون منعنا من بناء غرفة سكن واحدة». وقال إن شيئا لم يتغير على قرار الحكومة قصر التجميد على 10 أشهر ستنتهي في 26 سبتمبر.

وأثار هذا الموقف العصبي دبلوماسيا مخضرما في إسرائيل، هو ألون لئيل، المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية، فقال: «أنا متشائم جدا من هذا التوجه ولا أصدق أن المفاوضات ستسفر عن شيء. فرئيس حكومتنا يتوجه إلى المفاوضات كما لو أنها حرب ينبغي تحقيق انتصار كاسح فيها. وبهذه الطريقة لا يمكن أن تنجح المفاوضات. يمكنه أن يعلن الانتصار، ولكن فشل المفاوضات سيكون خسارة لنا (أي لإسرائيل) قبل أي طرف. فالفلسطينيون قد يخسرون فرصة أخرى، وهم معتادون إضاعة الفرص. ولكن، نحن سنخسر الدولة سياسيا ومعنويا. سنعمق واقعنا المأساوي كدولة احتلال. وسنهدد وجودنا كأكثرية يهودية».

ونصح لئيل نتنياهو أن يتوجه إلى المفاوضات بقلب مفتوح ونوايا طيبة. وقال إن الرابح في هذه المفاوضات سيكون ذلك الطرف الذي يبدي إخلاصا حقيقيا للسلام.

من جهة ثانية، بدأ نتنياهو إعداد طاقم المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وقد عين نفسه رئيسا للمفاوضين وعين مستشاره للشؤون الفلسطينية، المحامي يستحاق مولخو، رئيسا لطاقم المفاوضات العملية، ومعه كل من: الدبلوماسي القديم يعقوب هداس، رئيس مجلس الأمن القومي، وعوزي عراد، سكرتير الحكومة السابق، وتسفي هاوزر، المحامي دانئيل طاوبي – هألوف، والجنرال في جيش الاحتياط، يوحنان لوكر. وقال إن هذه التركيبة ليست نهائية، وإنه سيضم إليها امرأة.

وغادر مولخو إلى واشنطن، أمس، ليبدأ وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات زيارة نتنياهو والرسائل التي ستحتوي عليها خطابات كل من الرئيس أوباما والرئيس عباس ورئيس الوزراء، نتنياهو. ومن المقرر أن يغادر نتنياهو إلى واشنطن، اليوم، الثلاثاء، ليصل إلى واشنطن في المساء.