الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يبدأ إجراءات استبعاد زاراتسين

المصرفي صاحب التصريحات المستفزة للمسلمين واليهود يدافع عن نفسه

تيلو زاراتسين خلال تقديم كتابه «ألمانيا على طريق الفناء» في برلين أمس (رويترز)
TT

قرر مجلس رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا أمس بدء إجراءات جديدة ضد العضو في مجلس إدارة البنك المركزي، تيلو زاراتسين، بهدف استبعاده من عضوية الحزب. يأتي هذا في أعقاب تصريحات عنصرية لزاراتسين حول المسلمين واليهود في ألمانيا. وذكرت مصادر في الحزب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه يتعين أن يقرر ذلك أيضا مجلس إدارة الحزب.

ودافع العضو في مجلس إدارة البنك المركزي بألمانيا، تيلو زاراتسين، عن نفسه ضد موجة الغضب التي اندلعت بسبب انتقاداته للمهاجرين المسلمين في ألمانيا.

وقال زاراتسين في برلين خلال تقديم كتابه «ألمانيا على طريق الفناء»: «الهجرة تتركز بشكل متزايد في طبقات ذات مستوى تعليمي منخفض من دول يغلب عليها الطابع الإسلامي».

وقال زاراتسين في إشارة إلى تراجع عدد المواليد الألمان مقابل زيادة عدد المواليد من أبناء المهاجرين: «الشعب الألماني والدولة الألمانية يقفان عند مرحلة انتقالية، خصوصا بسبب التضاؤل الديموغرافي، فالشعب الألماني من ناحية الكم في طريقه إلى الفناء». وذكر زاراتسين أن المشكلة لا تكمن في الأصل العرقي، بل في الثقافة الإسلامية.

ودعا وزير المالية المحلي السابق في ولاية برلين منتقديه إلى مناقشة مبنية على حقائق في هذا الموضوع، وقال: «أدعو الجميع إلى العثور على أي تناقض في تحليلاتي»، مؤكدا أن الأمر لن يكون سهلا.

وذكر زاراتسين، 65 عاما، أنه بصفته عضوا في مجلس إدارة البنك المركزي (بوندسبنك) لديه الحق في التعبير عن رأيه بحرية. ومن ناحية أخرى أكد زاراتسين عزمه البقاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي رغم مطالب داخل الحزب باستبعاده، وقال: «أنا في حزب شعبي وسأظل في حزب شعبي لأنني أرى أن هذه الموضوعات تخص حزبا شعبيا».

وقد أثارت مقاطع نشرت مسبقا من كتاب زاراتسين تدور حول أطروحاته بشأن الاندماج، موجة من الغضب ومطالب بإقالته من منصبه. ويحذر زاراتسين في كتابه من أن يصبح الألمان «غرباء في بلدهم».

وقدمت الكتاب عالمة الاجتماع المنحدرة من أصل تركي، نيكلا كيليك. وتجمع نحو 150 شخصا أمام القاعة للاحتجاج ضد زاراتسين.

وقد نفى زاراتسين في تصريحات صحافية أن يكون قد برر اعتقاده بأن المسلمين عازفون عن الاندماج في المجتمع الألماني بأسباب أخرى غير أسباب ثقافية. وأكد زاراتسين في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ» الألمانية الصادرة أمس أنه ليس هناك اعتبار لأسباب عرقية في هذا الاختلاف، وقال: «الادعاء بأنني قلت في كتابي إن المهاجرين المسلمين مختلفون لأسباب وراثية صدمني، فهذا تفسير سيئ النية».

وفي المقابل اعترف زاراتسين بوجود «أخطاء إملائية طفيفة» في كتابه «ألمانيا على طريق الفناء» المقرر طرحه في الأسواق اليوم، وقال: «ربما كان يتعين عليّ أن أضع فواصل واضحة بين الحجج المختلفة». وصنف زاراتسين أطروحته التي يرجع فيها مشكلات الاندماج إلى الثقافة والدين على أنها «افتراض».

ويعتزم رئيس البنك المركزي، أكسيل فيبر، اليوم الإدلاء ببيان حول زاراتسين المثير للجدل، وذلك عقب عودته من الولايات المتحدة.