سيناتور أميركي يحذر من اضطرابات في باكستان إذا لم تتلق مساعدات

عودة النازحين إلى ديارهم مع انحسار مياه الفيضانات

TT

قال مسؤول أميركي إن باكستان، التي اجتاحتها الفيضانات، تحتاج إلى المزيد من المساعدات الدولية العاجلة لمنع اضطرابات محتملة والتصدي للتطرف بعد أن هددت الأمراض والجوع ملايين الضحايا.

وفي تعليق في صحيفة «هيرالد تريبيون» الدولية، كتب السيناتور الأميركي جون كيري أن المجتمع الدولي لا يتحمّل مسؤولياته تجاه الدولة الآسيوية التي قتلت فيها الفيضانات أكثر من 1600 شخص وشردت ستة ملايين على الأقل. وكتب كيري يقول: «خطر الفيضانات يتجاوز حدود أزمة إنسانية حقيقية جدا»، حسب «رويترز».

«وجود باكستان مستقرة وآمنة على أساس الديمقراطية وسيادة القانون هو من مصلحتنا كلنا. قطعت باكستان خطوات هائلة في محاربة التطرف والإرهاب بتقديم تضحيات كبيرة. لكن قدرتها على الاستمرار في القتال يتطلب ردا فعالا لهذه الأزمة». وتخشى الولايات المتحدة من أن تزداد المعركة ضد متشددين إسلاميين صعوبة مع حكومة ضعيفة تواجه تراجعا اقتصاديا وغضبا عاما.

إلى ذلك، بدأت سيول المياه في الانحسار في وادي السند وانحرفت عن مدينة ثاتا الكبيرة التي أخليت من سكانها، على ما أعلنت السلطات في جنوب باكستان، البلد الذي يشهد منذ أكثر من شهر أسوأ فيضانات في تاريخه. وخلال أسبوع، فر ملايين الأشخاص من قراهم في ولاية السند الجنوبية، وتم إجلاء المدن الكبرى كلما كانت مياه نهر السند تتدفق وتؤدي إلى انهيار السدود في طريقها إلى مصبها في بحر عمان.

وقال هادي بخش كالهورو، المسؤول الكبير في الإدارة المحلية لإقليم ثاتا، صباح أمس، لوكالة الصحافة الفرنسية، المنطقة الأشد تضررا في ولاية السند الجنوبية، «المياه آخذة في التدفق في اتجاه البحر وهي في انحسار، وبدأ الكثير من السكان العودة إلى منازلهم». ومنذ أيام، خلت مدينة ثاتا من سكانها الـ300 ألف بعدما غمرت مياه الفيضانات القرى المحيطة بها. ويجهد عسكريون وعمال منذ أربعة أيام في محاولة لسد ثغرة كبيرة في السد الرئيسي الذي يحمي المدينة. وأضاف كالهورو: «تم سد نصف الثغرة، ولحسن الحظ بدأت السيول تغير اتجاهها وتبتعد عن المدينة وأحيائها المكتظة»، معتبرا أن الخطر زال تقريبا عن ثاتا.

وأكد قمر الزمان شودري، رئيس إدارة الأرصاد الوطنية في إسلام آباد، أن «مستوى مياه السد الرئيسي في المنطقة في كوتري قرب مدينة حيدر آباد الكبيرة، انخفض». لكنه أضاف أن الخطر لا يزال قائما «خصوصا في الأماكن التي لم تصمد فيها السدود». وحذر المركز المختص بالفيضانات من أن مستوى المياه في نهر السند سيبقى «مرتفعا استثنائيا لـ24 ساعة إضافية». وأصبح وادي السند (جنوب) في الأيام الأخيرة المنطقة الأكثر تأثرا بالفيضانات في باكستان، حيث تحولت المياه في الوسط والشمال أساسا إلى وحول لينكشف مع انحسار المياه حجم أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ هذا البلد البالغ عدد سكانه 170 مليون نسمة.