أوباما لحماس: لن تمنعونا من ضمان أمن إسرائيل وتحقيق السلام

الرئيس الأميركي يؤكد حدوث تقدم بعد لقاء عباس.. ومقتل المستوطنين الأربعة يهيمن على الاجتماعات

الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

استمرت المشاورات الأميركية مع الوفود الفلسطينية والأردنية والمصرية والإسرائيلية في واشنطن حتى الساعة الأخيرة من يوم أمس استعدادا لإطلاق المفاوضات المباشرة صباح اليوم. ولكن نهج الحديث عن المفاوضات تغير بعد مقتل 4 مستوطنين بالضفة الغربية في عملية تبنتها «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس؛ إذ زادت المطالب الإسرائيلية بالحصول على ضمانات أمنية. وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلي أمس قبل بدء لقاءاته مع الزعماء الأربعة المدعوين لإطلاق المفاوضات في واشنطن.

ووجه أوباما رسالة شديدة اللهجة إلى حماس وهو يقف إلى جوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وقال: «الرسالة إلى حماس وكل من يقوم بهجمات مماثلة هي أنكم لن تمنعونا فقط من ضمان أمن إسرائيل ولكن أيضا من ضمان تحقيق سلام دائم من خلاله يمكن لشعوب المنطقة أن تأخذ مسارا مختلفا ولن نسمح للمتطرفين والرافضين بتخريب المفاوضات لاقامة دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل آمنة » . وأضاف أن «القتل غير المنطقي الذي قامت به عناصر كتائب القسام هو عمل إرهابيين يحاولون قصدا إضعاف محادثات السلام»، معتبرا، من دون أن يشير إلى الموقف الأميركي الذي يعتبر المستوطنات غير شرعية، أن الهجوم على مستوطنة «كريات أربع»، شرق مدينة الخليل «نموذج من التحدي الذي نواجهه».

وبدأ أوباما يوم أمس بلقاء مع نتنياهو لنحو ساعة ونصف الساعة، ولم يكن على جدول أعماله وقت للحديث مع الصحافيين بعد الاجتماع، إلا أنه في تغير مفاجئ، قرر الحديث للصحافيين مع نتنياهو، لإعلان دعم واشنطن الثابت لإسرائيل، وإعادة تأكيد التزامها بأمن إسرائيل. وعبر أوباما في خطابه عن «الشكر لرئيس الوزراء نتنياهو لالتزامه بمسار السلام على الرغم من هذا الوقت الصعب».

وحرص أوباما أيضا على الإشادة بالرئيس الفلسطيني، مشيرا إلى إدانة عباس للهجوم على المستوطنين. وقال: «لدي ثقة كاملة به (الرئيس عباس) وبإيمانه بحل الدولتين الذي يمكن للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني من خلاله أن يعيشا جنبا إلى جنب في سلام وأمن». وأضاف: «إنني ممنون له أيضا لوجوده اليوم».

وشدد أوباما على أن هناك «الكثير من العمل علينا القيام به»، مضيفا: «سيكون هناك من يحاول أن يفعل كل ما في وسعه لإضعاف هذه المحادثات ولكننا سنبقى صامدين».وفي حين كان أوباما ينوي الإدلاء بتصريحات للصحافيين بعد اجتماعاته مع القادة الأربعة، فإنه أوضح أنه حرص على تحديد وقت خاص للحديث عن العملية. وقال: «أردت أن آخذ وقتا خاصا للحديث مع الشعب الإسرائيلي وشعوب المنطقة حول المذبحة غير المنطقية التي حصلت بالقرب من الخليل». يذكر أن نتنياهو الزعيم الوحيد الذي حصل على وقت خاص مع أوباما للإدلاء بتصريحات للصحافيين؛ إذ التقى أوباما مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) كل على حدة، ولكن لم يدل بتصريحات خاصة معهم. ويفترض أن يدلي القادة بتصريحات جماعية قبل إفطارهم فجر اليوم حسب توقيت منطقة الشرق الأوسط.

من ناحيته، شدد نتنياهو على أنه سيطالب بترتيبات أمنية قوية لإسرائيل خلال المفاوضات، معتبرا أن العملية دليل على حاجة إسرائيل لهذه الضمانات. واعتبر أن «هذه وغيرها من القضايا ستحدد مفاوضات السلام التي سنقوم بها.. وفي المفاوضات سأضع بوضوح الاحتياجات الأمنية المطلوبة خصيصا لمعالجة مثل هذا الإرهاب».

وحرصت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أن تدين العملية في لقاء مقتضب مع الصحافيين بعد اجتماعها مع نتنياهو، ولكنها أيضا لم تدل بأية تصريحات بعد لقائها بالرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وقالت كلينتون: «لا يمكن السماح بمواصلة الإرهاب والدمار. ولهذا السبب، رئيس الوزراء (الإسرائيلي) هنا اليوم: للتواصل بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين الذين هم أنفسهم رفضوا مسار العنف من أجل مسار السلام». وحذرت كلينتون من أن الجميع يعلم بأنه «لا يوجد حل عندما يولد العنف عنفا جديدا». وأضافت: «نحن نتعهد بأن نقوم دائما بكل ما في وسعنا لحماية والدفاع عن دولة إسرائيل وأمن الشعب الإسرائيلي».

وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانا مساء أول من أمس يدين مقتل المستوطنين الأربعة، جاء فيه: «الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة الهجوم الإرهابي الذي قامت به حماس عندما قتلت 4 إسرائيليين جنوب الضفة الغربية». وحرص البيت الأبيض على الإشارة إلى أن «السلطة الفلسطينية أدانت هذا الهجوم». واعتبر البيت الأبيض أن وقوع الهجوم «عشية إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين يظهر مدى الخطوات التي سيقوم بها أعداء السلام لمنع التقدم». وشدد على أهمية «أن تثابر الأطراف وأن تبقى تتحرك قدما حتى في الأوقات الصعبة، وأن تواصل العمل على تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة يضمن الأمن لكل الشعوب».

وبعد أن التقى أوباما مع نتنياهو وبعده الرئيس الفلسطيني والعاهل الأردني والرئيس المصري، كل على حدة، يفترض أن يكونوا قد اجتمعوا الليلة الماضية في القاعة الشرقية من البيت الأبيض للإدلاء بتصريحات إعلامية قبل حضورهم الإفطار. ويفترض أن يكون الوفدان الأردني والمصري قد غادرا واشنطن بعد الإفطار وقبل بدء المفاوضات. ويحرص المسؤولون في الأردن ومصر والولايات المتحدة على أن تكون المفاوضات ثنائية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لذلك لم تكن هناك مشاركة مصرية أو أردنية مباشرة في المفاوضات، وإنما دعم لها من خلال حضور اللقاء مع أوباما. وقد أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن «تقدما» أحرز بعد لقائه، أمس، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

واكتفى أوباما بالقول للصحافيين بعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة مع عباس في المكتب البيضاوي: «إننا نحرز تقدما».

وإثر الاجتماع صرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا: «تم الاتفاق بين الرئيسين عباس وأوباما على سرعة العمل للوصول إلى دولة فلسطينية بأسرع وقت ممكن».

وأضاف أبو ردينة: «نحن أمام مفترق طرق هام خلال شهر من الآن، إما أن تتقدم عملية السلام أو نعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى».

وكان أوباما عقد خلوة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استمرت لنحو تسعين دقيقة.

وسيلتقي على التوالي بعد الظهر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري حسني مبارك.