دحلان لـ «الشرق الأوسط»: ما سيجري في واشنطن نسخة من «أنابوليس».. مفاوضات من غير نتائج

قال إنه لا يوجد برنامج سياسي لحماس.. وهي تنتظر فقط فشل المفاوضات

محمد دحلان
TT

قال محمد دحلان، مسؤول الإعلام في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية إن الجانب الفلسطيني يذهب إلى واشنطن لإطلاق المفاوضات المباشرة، من غير شبكة أمان أو ضمانات يمكن أن يبنى عليها، باعتبار أن ما قدمته واشنطن ضمانات شفهية لا يمكن، حسب رأيه، البناء عليها في التعامل مع إسرائيل أو توقع نتائج جدية منها. واتهم دحلان الذي جاء إلى باريس حيث التقته «الشرق الاوسط» لإجراء سلسلة لقاءات سياسية مع وزير الخارجية برنار كوشنير ومستشاري الرئيس ساركوزي، الفريق الأميركي المفاوض بأنه ترك دوره الأول (الوساطة) وتحول إلى مدير علاقات عامة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأبدى دحلان دهشته من تغير الموقف العربي الذي دفع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلى المفاوضات المباشرة دفعا بينما كان التوجه الأول يقضي بالاستمرار في المفاوضات غير المباشرة. وكشف دحلان أن العرب غير متحمسين للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لطرح الموضوع برمته واختبار موقف الأسرة الدولية من حل الدولتين واختبار الإدارة الأميركية أيضا. وطالب بموقف فلسطيني وعربي واضح وجاد قوامه أن استئناف الاستيطان بعد 26 سبتمبر (أيلول)، وهو تاريخ انتهاء فترة تجميد البناء الاستيطاني، يجب أن يعني نهاية المفاوضات المباشرة. واتهم دحلان حماس بأنها لا يوجد لديها برنامج سوى انتظار فشل الرئيس الفلسطيني في المفاوضات ومعه فشل فتح.

وفي ما يلي نص الحديث:

* الرئيس الفلسطيني في واشنطن للمشاركة في جولة من المفاوضات المباشرة. السؤال هو: هل لديه شبكة أمان؟ وما صدقية هذه الشبكة؟ وما هي الضمانات ضد الفشل، خاصة أن أبو مازن يلعب بمستقبله السياسي ومستقبل السلطة الفلسطينية أيضا؟

- إذا كنت تعني شبكة أمان بمفهومها السياسي، فأنا لا أعتقد أنها مؤمنة للرئيس أبو مازن أو للسلطة الفلسطينية. ولكن الرئيس استخدم الآليات المنطقية سعيا لتوفير مثل هذه الشبكة؛ إذ بدأ العمل مع لجنة المتابعة العربية، وعملنا بشكل منهجي ومنطقي ومتناسق، ولكن حدث شيء ما في الفترة الأخيرة غير اتجاهات هذه اللجنة لدرجة أنها وافقت على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة ولكن، في رأيي، من غير تحقيق شبكة أمان جدية لا مع الجانب الأميركي ولا مع الاتحاد الأوروبي.

مفاوضات غير مضمونة النتائج

* ما الذي حصل وأفضى إلى هذا التغير؟

- أعتقد أن التغير حصل أساسا لدى الجانب الأميركي الذي عمد إلى إلزام الجميع بتغيير مواقفهم. الإدارة الأميركية كانت تتحدث عن ضرورة توفير ضمانات سياسية وعن إحداث تقدم في مواضيع الاستيطان والحدود والأمن، ولذلك اقترحوا علينا بداية المفاوضات غير المباشرة بغرض إحداث انفراجة لنتمكن بعدها من الذهاب إلى المفاوضات المباشرة. الرئيس أبو مازن وافق على هذا التصور ورأينا أن هذه الآلية منطقية ومعقولة. لكن الإدارة الأميركية غيرت نهجها نتيجة الصراعات الداخلية ونتيجة أن ميتشل فشل في إقناع نتنياهو بإحراز تقدم في أي موضوع. التراجع الأميركي لم يكن لمصلحة الجانب الفلسطيني أو الجانب العربي. وأبو مازن ذاهب إلى هذه المفاوضات نتيجة موقف عربي للجنة المتابعة وليس نتيجة موقف شخصي.

* لكن العرب قالوا لأبو مازن: فاوض إذا توافرت الظروف؟

- الحقيقة أن الرئيس أبو مازن ذهب إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية الأخير وطلب الاستمرار في المفاوضات غير المباشرة لمدة شهر لنتجاوز الأزمة الحالية وبعد ذلك نرى ما يمكن أن يحدث. ولكن كان هناك إجماع عربي بتفويض أبو مازن بالذهاب إلى المفاوضات في الظرف الراهن ومن دون شروط وتركوا له اختيار الوقت المناسب.

أنا لا أريد أن نتلاوم نحن والعرب. ولكنني شخصيا ونحن في حركة فتح نعتقد أن الذهاب إلى هذه المفاوضات بهذه الطريقة لن يفضي إلى نتائج جادة ولا إيجابية ولا مضمونة. لكن الضمانة الوحيدة الموجودة في يدي أبو مازن هي أن يقول لا في أي موضوع جوهري يتعارض مع مصالحنا الوطنية. وفي أي حال، أرى أن البدايات والطريق الذي سلكته الإدارة الأميركية وألزمت كل الدول العربية به بمن فيهم الجانب الفلسطيني لن تؤدي إلى نتائج مضمونة. نتنياهو يفسر هذا الأمر لمصلحته وأنه حصل انكسار في الموقف العربي والدولي لصالحه وبالتالي سيترجم هذا الانكسار إلى تشدد جديد في المواقف الإسرائيلية.

* ما المخاطر التي كان يمكن أن تترتب على الجانب الفلسطيني لو رفض الذهاب إلى المفاوضات المباشرة في هذه الظروف؟

- أعتقد أنه ليست هناك مخاطر جوهرية. نحن اعتبرنا أن الذهاب أو عدم الذهاب ليس أمرا مهما. أنا ملتزم بقرار اللجنة المركزية وسأدافع حتى اللحظة الأخيرة عن مواقف الرئيس أبو مازن. ولكن في ما يتعلق بالمفاوضات وقضايا الحل النهائي، بالتأكيد أبو مازن لا يحتاج لمن ينبهه لأنه يعرف الخطوط الحمراء الفلسطينية التي لا يملك أحد حق تجاوزها.

ولكن الخلاف هو حول السؤال التالي: هل الذهاب إلى المفاوضات المباشرة أمر شكلي أم غير شكلي؟

في اعتقادي أن الإدارة الأميركية، حين فشلت في إقناع نتنياهو بتليين مواقفه، أرادت أن تجر كل العالم العربي إلى المفاوضات مختارة بذلك الضغط على الطرف الأضعف وهي تعتبر أن صيغة المفاوضات شكلية والمهم هو التوصل إلى نتيجة حول الجوهر «القضايا الأساسية». ولكن المشكلة أنه حين تصل المفاوضات إلى الجوهر سيبدأ الأميركيون في التراجع إزاء سياسة نتنياهو. وأنا مقتنع أن من يتصل بالإسرائيليين حتى الآن من طرف جورج ميتشل وفريقه مهمتهم إرضاء نتنياهو وليس التوسط في عملية السلام.. فقد تغير دور الوسيط الأميركي وتحول إلى مدير علاقات عامة عند نتنياهو. وهذا لن يقود إلى سلام، لأنه في مواضيع أساسية مثل الحدود والقدس واللاجئين لن يجرؤ أحد أن يتراجع عن الحدود التي رسمناها في السابق، ولا أحد يملك التراجع عنها. وبالتالي، فإن مصير هذه المفاوضات الفشل. نحن ليس هدفنا من المفاوضات أن نثبت فشلها. هدفنا أن نصل إلى حل الدولتين واختبار المجتمع الدولي بخصوصه. والحال أن حل الدولتين تحول إلى شعار أكثر مما هو حقيقة على الأرض.

* هل يمكن أن تشرح لي طبيعة المخاطر السياسية التي كانت ستحصل لو رفض الجانب الفلسطيني الذهاب إلى المفاوضات المباشرة ضمن هذه الشروط؟

- أريد أن أقول بصراحة إنه ليست هناك أشياء اسمها مخاطر سياسية ومالية في عدم الذهاب. لا تصدقوا أنه لو رفض الفلسطيني طلبا أميركيا ستنقلب الدنيا. هذا غير صحيح. هذا اسمه تصدير خوف. نحن قلنا للأميركيين عشرات المرات «لا». وما دمنا نقول «لا» للحفاظ على مواقفنا ولا نستخدم العنف، فهذا سيكون قوة إضافية لأبو مازن.

* هل تريد أن تقول إن التهديدات الأميركية وقفل باب المعونات وعزل السلطة وغيره، لا يقوم على أساس؟

- أعتقد أن هذه ادعاءات باطلة وأنا لست من الذين يقللون من حجم المخاطر. لكن لست ممن يصدرون الخوف. أميركا لا تستطيع أن تحاصر السلطة وتدمرها، ولا تستطيع أن تقطع عنها المعونات بالمطلق. لأنه إذا فعلت، فالسلطة ستنهار والبدائل «عنها» أصعب من الوضع الراهن. ومن ناحية أخرى، إذا دمرت السلطة فستحل، وعندها يتعين على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كقوة احتلال بحسب القانون الدولي والإنساني. ورأيي أن أصحاب تصدير الخوف والتهويل بالعواقب الوخيمة مخطئون وكلامهم لا أساس له.

الضمانات الشفهية

* ما قصة الضمانات الأميركية الشفهية؟ هل وجدت حقيقة؟ وما جديتها؟

- نحن نعتبر أنه لا توجد سوى ضمانة واحدة هي أن العرب معنا. ما قيمة الضمانات الشفهية إذا كانت الضمانات المكتوبة لا تنفذ؟ وهذه الضمانات (الشفهية) أنا لا أستطيع صراحة أن أبني عليها موقفا سياسيا. هذا النوع من الضمانات موجود، ولكن لا يستطيع إنسان سياسي أن يبني على ضمانات شفهية. هذه الوعود يمكن أن تصلح مع أية دولة في الدنيا إلا مع إسرائيل. الضمانات الشفهية موجودة وهي جاءت من العرب والاتحاد الأوروبي والأميركيين.. ولكنها لم تترجم إلى آليات مكتوبة قبل الذهاب إلى المفاوضات. وخوفنا من أن لا تترجم إلى نتائج. وبالتالي، فأنا أعتبر أن ما سيجري في واشنطن هو (نسخة) مصغرة من «أنابوليس»، أي مفاوضات من غير نتائج.

الإدارة الأميركية تتجنب مواجهة الحقيقة. واستراتيجية نتنياهو واضحة وهو شفاف في طرحها. هو رجل يقول: نعم لدولة فلسطينية منزوعة السلاح تقوم على المناطق خارج الجدار في حين الاستيطان مستمر.. هناك فهم واضح في ذهنه لماهية الدولة المسخ التي اسمها «دولة فلسطينية». وحين يقول إنه سيجدد الاستيطان فسيجدده. ونحن نتساءل في إطار حركة فتح أنه في 26 سبتمبر (أيلول) الحالي، إذا استؤنف الاستيطان، فماذا ستكون عليه قيمة المفاوضات وجديتها؟ هل ستعود الإدارة الأميركية للضغط على أبو مازن مرة أخرى؟ ستكون تلك فضيحة كبرى، ونحن في فتح لا نرى أي جدوى للمفاوضات في ظل استمرار الاستيطان.

* ما فهمناه أن هناك ضمانة أميركية بأن إسرائيل لن تعود إلى الاستيطان ما دامت هناك مفاوضات.

- نعم هذا صحيح وتحدث بها ميتشل، وهي مسجلة في محضر اجتماع، وكان واضحا سواء في رسالته أو في الرسالة التي نقلها على لسان الرئيس أوباما. ولكن ما نراه من إشارات من دينيس روس ومافيا المفاوضات، هو أنهم سيسعون إلى تسوية حول الاستيطان. وإذا حصل ذلك سندخل في أزمة.

المعركة السياسية الحقيقية ستكون في 26 سبتمبر الحالي (موعد انتهاء قرار تجميد الاستيطان الإسرائيلي). نحن نريد موقفا فلسطينيا - عربيا جادا تدركه الإدارة الأميركية ولا يكون فيه لبس، وقوامه أن استئناف الاستيطان يعني أن لا جدوى من المفاوضات ولا قيمة لها.

* إذا كانت هذه هي حال المفاوضات والفشل المتوقع لها، فما البدائل في يدكم؟

- البدائل يجب بطبيعة الحال أن تكون فلسطينية، ولكن من المفترض أن تكون أيضا ضمن رؤية عربية.

ما نراه أنه تحت أي ظرف لن نسمح لأحد أن يوقع على أي اتفاق لا يلبي كل حقوق الشعب الفلسطيني التي رسمت قبل كامب ديفيد. أبو عمار (الراحل ياسر عرفات) رأى كل ذلك وأخذ فيه قرارات: دولة فلسطينية على حدود 1967 و100 في المائة من أراضي 1967، القدس الشرقية تحت السيادة الفلسطينية وعودة اللاجئين وفق ما أقرته قمة بيروت. وواجب القيادة الفلسطينية أن تحافظ على هذه الأهداف.. ضغط عليها أم لم يضغط. أنا لا أرى فلسطينيا سيتجاوز هذه الشروط لأنها تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية وتلاقي الحد الأقصى من الإجماع الفلسطيني. وإلى ذلك، نحن نريد الوحدة الوطنية ولا نطالب حماس بشيء سوى أن تعيد نفسها إلى النظام السياسي الفلسطيني. ونحن نرى أنه إذا استمرت المفاوضات من غير نتائج فرأينا أنه لا داعي لها ويتعين علينا عندها أن نتوجه إلى إدارة الأزمة على أساس تعزيز علاقاتنا العربية ومع المجتمع الخارجي. ثم هناك فكرة التوجه إلى مجلس الأمن الدولي. ولكن ذلك يحتاج إلى قرار عربي وليس فقط فلسطينيا. ونحن طالبنا لجنة المتابعة العربية بالذهاب إلى مجلس الأمن قبل الوصول إلى المفاوضات «المباشرة» ونحن طرحنا هذه الفكرة في اجتماع لجنة المتابعة العربية الأخير. لكننا لم نحظ بقبول أحد. وفي الاجتماع المذكور، وضعنا برنامجا، وقلنا إن الأولوية أن نستمر في المفاوضات غير المباشرة وأن نتيح لأنفسنا فرصة وتوفير هامش للتعاطي مع الأميركيين. وطلبنا إعداد لجنة «وشكلت» لدراسة التوجه إلى مجلس الأمن. ولكن هذه اللجنة لم تجتمع حتى الآن. نحن الفلسطينيين واضحون وجاهزون للذهاب حتى آخر الدنيا من أجل كشف حقيقة نتنياهو وإسرائيل وأيضا اختبار نوايا المجتمع الدولي حول حل الدولتين.

نحن نعتقد أننا لا نستطيع أن ندير هذه المعركة السياسية من غير دعم عربي ولا نريد أن نذهب وحدنا. وأعتقد أنه إذا استأنف نتنياهو الاستيطان في 26 سبتمبر، فإن من واجب العرب، ونحن جاهزون فلسطينيا، التوجه إلى مجلس الأمن لطرح مشروع الدولة الفلسطينية. ولذا أريد أن أخلص إلى أمرين: أولا، إن الشيء المتوافر الآن ومن أجل زيادة وزن العرب لدى الولايات المتحدة الأميركية هو التوجه إلى مجلس الأمن وحتى إن كان ذلك يعني حشر واشنطن. ولكن حتى الآن، لا يبدو أن العرب متحمسون لذلك على الرغم من أنه يمكن أن يشكل أداة ضغط على الإدارة الأميركية. والأمر الثاني هو أن اختبار الفلسطينيين والعرب في المفاوضات قادم في 26 سبتمبر؛ فإذا استمرت المفاوضات في ظل معاودة الاستيطان، فإن ذلك يعني أن عملية السلام ستفقد ما تبقى لها من مصداقية. لذا، نحن ندعو العرب إلى أن يحضروا معنا المعركة السياسية التي بدأت مع المفاوضات، التي ستستمر في كل الأحوال إن تقدمت المفاوضات أو فشلت.

* ثمة أسف فرنسي لغياب الرعاية الأوروبية والرباعية الدولية للمفاوضات.

- عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي ودول مهمة في المنطقة يعطي إشارات إلى أن المفاوضات تتجه إلى المجهول؛ حيث ليست هناك مرجعيات سياسية واضحة وليس هناك وقف استيطان بكلام قطعي واضح، والاتحاد الأوروبي غير موجود على من الرغم أنه المساهم الكبير في تمويل وتعزيز السلطة إلى جانب الدول العربية. لذلك نحن نستغرب الطريقة التي تدير بها الإدارة الأميركية أو ميتشل هذه العملية. هناك تفاصيل كثيرة يتعين إعادة النظر فيها، ومن وجهة نظرنا كـ«فتح» أن ضمانات استمرار عملية سلام ذات مصداقية تحتاج إلى وجود دور أميركي فاعل وجاد يحمل إرادة سياسية في الحل يدعمه الاتحاد الأوروبي والدول العربية وروسيا الاتحادية.

* ما رسالة فتح لحماس؟

- حماس الآن بلا برنامج سياسي، وبلا برنامج وطني، وبلا برنامج مقاومة. حماس تحولت إلى برنامج شخصي وامتيازات شخصية. وعلى أيه حال، نحن لا نريد الجدل مع حماس. ما نعيشه اليوم فرصة تاريخية للم الشمل بغض النظر عن المواقف الشخصية. القضية الوطنية الفلسطينية أقدس من التفاصيل.

* ما المطلوب؟

- مطلوب منهم التوقيع على ورقة التفاهم المصرية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

* لكنهم يرفضون التوقيع.

- ماذا يمكننا نحن أن نفعل إذا رفضوا التوقيع؟ هل نذهب إلى حائط مبكى؟ أريد أن أغتنم الفرصة لأشير إلى أن صمت بعض المثقفين والكتاب شجع حماس لتصل إلى ما وصلت إليه.

صدقني نحن لم نترك وسيلة إلا وحاولنا بها مع حماس من أجل التوصل إلى تفاهم حول توقيع تفاهم القاهرة. نحن تجرعنا كل الإساءات السابقة. السبب الحقيقي أن حماس لا مصلحة لها في توقيع الاتفاق مع فتح، وكل استراتيجية حماس اليوم تحولت من المقاومة والمشروع السياسي لتحرير كل فلسطين إلى كلمة سر واحدة: فشل فتح في المفاوضات أو فشل أبو مازن في المفاوضات. هم لا يملكون غيرها. ومع ذلك نحن نصر على القول إن الوحدة الوطنية أقدس من كل هذه التفاصيل.