العراق: القوات الأميركية تبدأ مهمتها الجديدة «الفجر الجديد» بقيادة الجنرال أوستن بدلا من أوديرنو

وزير الدفاع الأميركي يصل إلى بغداد في زيارة مفاجئة.. ويؤكد: لم نعد في حالة حرب

TT

بدأت القوات الأميركية في العراق، أمس، رسميا مهمتها الجديدة بعنوان «الفجر الجديد» بقيادة الجنرال لويد أوستن بدلا من الجنرال راي أوديرنو.

وقال نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، خلال مراسم احتفال أقيم في قصر الفاو، قرب مطار بغداد، إن «تحرير العراق مهمة انتهت، لكن التزامنا سيستمر من خلال عملية (الفجر الجديد) التي تبدأ اليوم (أمس) الأربعاء».

وأضاف بحضور وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، الذي وصل في زيارة مفاجئة إلى العراق، أمس، ووزيري الدفاع والداخلية العراقيين، عبد القادر العبيدي، وجواد البولاني، أن «الأمر مختلف.. وسنطوي الصفحة.. وهذه القوات الباقية يمكن أن تتفاعل من خلال العمليات، ويمكن أن تضطلع بدور مدني، وكذلك مكافحة الإرهاب إذا تطلب الأمر».

وتابع بايدن: «أؤمن إيمانا راسخا بأن الأيام السوداء باتت وراءنا، وهناك فرصة سانحة أمامنا، هناك رغبة شديدة ليقرروا مصيرهم ويضطلعوا بالمهام الأمنية». وأكد نائب الرئيس الأميركي: «نريد أن نفي بوعدنا.. وخلال عام سوف نسحب جميع القوات الأميركية».

وكان وزير الدفاع، روبرت غيتس، قد اعتبر في وقت سابق، أمس، خلال لقاء مع الضباط والجنود في قاعدة الأسد الجوية، غرب بغداد، أن صفحة الحرب في العراق أصبحت في حكم المطوية.

وردا على سؤال من أحد الصحافيين الذين يرافقونه عما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال في حالة حرب في العراق! أجاب غيتس: «أقول إننا لم نعد في حالة حرب». وأضاف أن «عمليات القتال انتهت.. وسنواصل العمل مع العراقيين في مكافحة الإرهاب. سنقدم الكثير من النصائح والتدريب»، وأوضح «بالتالي، أقول إننا دخلنا المرحلة النهائية من التزاماتنا في العراق»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأجاب ردا على سؤال عما إذا كانت الحرب تستحق التضحيات، أن الأمر يعود إلى المؤرخين، «فمشكلة الحرب بالنسبة للأميركيين تكمن في أن الأسباب التي قدمت لتبريرها لم تكن صالحة»، في إشارة إلى وجود أسلحة دمار شامل. وتابع غيتس أن «النتيجة جيدة من وجهة النظر الأميركية، لكنها ستبقى مضللة بسبب بداياتها».

واجتاحت قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة العراق ربيع عام 2003، مما أسفر عن سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، لكن رغم مرور 7 أعوام لا يزال الأمن هشا وعرضة لهجمات دامية في ظل غياب حكومة طال انتظارها بعد ستة أشهر على الانتخابات التشريعية.

وقد بلغ عدد القوات الأميركية في ظل تطبيق الاستراتيجية الأمنية الجديدة مطلع عام 2007 نحو 170 ألفا، لكنه دون الـ50 ألفا حاليا إثر انسحاب الوحدات المقاتلة.

ووفقا للاتفاقية الأمنية بين البلدين، يتعين على الـ50 ألف جندي الانسحاب نهاية عام 2011.

لكن غيتس لم يستبعد خلال لقائه الضباط والجنود بقاء هذه القوات إلى ما بعد هذا الموعد، شرط توجيه الحكومة العراقية طلبا بهذا الخصوص. وقال في هذا الصدد ردا على سؤال لأحد الجنود: «أعتقد أنه يجب الانتظار حتى تشكيل حكومة عراقية جديدة لمعرفة ما إذا كانت هذه النقطة ستطرح أم لا». واختتم موضحا: «نحن على استعداد للنظر في هذا الأمر، لكن يجب أن يكون ذلك بطلب من العراقيين».