ليبيا تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في غزو العراق وزيباري يدعو الجامعة العربية إلى التدخل

بغداد تؤكد أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء تحرك طرابلس.. وتتساءل عن دوافع التوقيت

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن العلاقات الليبية العراقية تمر حاليا بتوتر كبير بين طرابلس وبغداد، على خلفية تقدم ليبيا الشهر الماضي بطلب مفاجئ إلى الأمم المتحدة لإجراء تحقيق موسع عن ملابسات غزو العراق، وقيام الولايات المتحدة بشن حرب لإسقاط نظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003.

وقالت مصادر عربية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة العراقية طلبت من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية التدخل لحث السلطات الليبية على سحب الطلب، وهددت بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في المحافل الدولية والعربية حيال هذا التحرك الليبي.

وكانت بعثة ليبيا الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية قد تقدمت بمذكرة رسمية تحمل رقم 1209، بتاريخ 29 يوليو (تموز) الماضي، إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، تتضمن طلبا لإجراء تحقيق في غزو العراق.

وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي، في رسالة إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، إن بلاده تعتبر هذه المذكرة الليبية «تدخلا غير مقبول في الشؤون الداخلية لعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وفي الأمم المتحدة»، مشيرا بشكل خاص إلى تعرض المذكرة الليبية للقضاء العراقي.

وأكد زيباري في الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أن دوافع التحرك الليبي سياسية ولا علاقة لها بالقانون الدولي أو الإنساني أو الدفاع عن حقوق الإنسان. وقال إن الغرض من هذه المذكرة إفشال العملية السياسية الجارية في العراق بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ومنظمة المؤتمر الإسلامي وقرارات جامعة الدول العربية الداعمة لهذه العملية. وأضاف «فضلا عن ذلك فإن إثارة هذا الموضوع في هذا الوقت الذي نشهد فيه تحركا دبلوماسيا نشطا على المستويين العربي والدولي لإيجاد تسوية عادلة ومشرفة للقضية الفلسطينية، ستصرف انتباه المجتمع الدولي عن هذه القضية وبالشكل الذي لا يخدم المصالح العربية العليا».

وتابع وزير الخارجية العراقي قائلا «إن ما يثير استغرابنا أن طلب الحكومة الليبية يأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة انسحاب القوات الأميركية من العراق استنادا إلى اتفاق انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق وتنظيم وجودها المؤقت فيه، والموقع بين العراق والولايات المتحدة».