«سرايا البعث» تناشد قادة الحزب المنحل تشكيل قيادة قطرية مؤقتة تمهد لعقد مؤتمر

قيادي بعثي لـ «الشرق الأوسط»: سعدون حمادي قال لي ساعدنا المحتلين بأخطائنا ويجب الاعتذار للعراقيين

TT

ناشدت جماعة تسمي نفسها «مناضلو سرايا البعث في العراق العربي» أعضاء القيادة القومية في البعث العراقي، عبد المجيد الرافعي وقاسم سلام وعلي الريح وأحمد الشوتري، إعلان «ساعة الصفر» التي «حانت» وبانتظار قرار «جريء» منهم لإعلانها.

وطلبت سرايا البعث في رسالة وجهتها إلى القياديين البعثيين الثلاثة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، باتخاذ قرار «إعلان قيادة قطرية مؤقتة مدتها لا تتجاوز السنة الواحدة ومن ثم عقد المؤتمر القطري لمراجعة المرحلة السابقة بكل إيجابيتها وسلبياتها والانطلاق مع حملة السلاح وغيرهم»، لبناء العراق المحرر. ورأت في ذلك قرارا «سيلغي حالة التشظي» التي يعيشها حزب البعث العراقي، مؤكدة على أن تكون رسالة طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي الأسبق - سبق ونشرتها «الشرق الأوسط» - ماثلة أمام أعين القياديين الثلاثة وهم يتخذون قراراهم الذي وصفته الرسالة بـ«التاريخي».

وعلى صعيد متصل، كشف الناطق الإعلامي باسم سرايا البعث، محمد الدليمي لـ«الشرق الأوسط» عن مجريات لقائه في معتقل مطار بغداد، الذي كانت تديره القوات الأميركية، مع سعدون حمادي، عضو قيادة مجلس الثورة ورئيس المجلس الوطني العراقي في عهد صدام حسين، في أغسطس (آب) 2003.

وقال: «كنت مع المرحوم سعدون حمادي في خيمة واحدة ومعنا 53 شخصا من أركان الحكومة العراقية السابقة من وزراء ومديرين عامين ورئيس أركان الفدائيين وضباط مخابرات، منهم وضاح الشيخ، رحمه الله». ووصف الدليمي سعدون حمادي بأنه «كان هادئا وكأنه يعيش في صدمة لم يتوقعها»، وأنه دخل معه في «حديث طويل عن البعث وما جرى وما آلت إليه الظروف وواقع الحال». وقال الدليمي إنه سأله في إحدى الجلسات عن رؤيته إذا كان للبعث مستقبل في العراق، فرد حمادي، حسب رواية الدليمي، قائلا: «نعم، هناك مستقبل، ولكن عليه أن يغادر مرحلتنا بكل ما فيها ويحسبها قادته الجدد أنها من الماضي»، وأضاف أن «البعث حزب قومي عربي وقدم للعراق والعراقيين ما لم يقدمه أي حزب عربي لمحبيه. العراقيون الآن يتصورون إن الأميركان سيوفون بوعودهم وأنهم محررون، وفي الحقيقة إنهم محتلون، وهذا حلمهم وتخطيطهم منذ زمن بعيد، ونحن ساعدناهم بأخطائنا، ولكن تذكر من الآن وإلى خمس سنوات قادمة بعد أن يرى الشعب بأم عينه ما آلت إليه الظروف وأن الوضع سيكون سيئا جدا، وسيترحمون على أيام البعث ويتمنون عودته للحكم. واحفظ هذا البيت من الشعر لأنه سيكون مطابقا لحال العراقيين، وسأذكرك إن عشت إلى ذلك الوقت: دعوتُ على عَمْروٍ فماتَ فسّرني.. فعاشرتُ أقواما بكيتُ على عَمْروٍ».

وبحسب الدليمي، الذي أطلقت القوات الأميركية سراحه لاحقا ويستقر في سورية منذ عام 2006، فإن حمادي قال عن الكادر البعثي المفترض أن يكون ليعود الحزب إلى حاضنته التي فقد منها الكثير، إن «على البعثيين إن يلملموا صفوفهم ويناقشوا مرحلتنا بكل إيجابياتها وسلبياتها ويتم انتخاب قيادة جديدة ليس فيها من كان ضمن قيادتنا أثناء فترة الاحتلال والاعتذار للشعب عن أي تصرف خاطئ، علما بأن أكثر الأخطاء كانت شخصيه وفردية القرارات جيرت باسم البعث». وتابع الراوي على لسان سعدون: «بعد الاحتلال بيوم التقيت بالرئيس (صدام حسين) لمرة واحدة، وحسب ما فهمته منه فإن الرجل (صدام) يسعى لهذا (إعادة ترتيب بيت البعث)، واتخذ عدة قرارات بهذا الخصوص».

وشغل سعدون حمادي مناصب عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس المجلس الوطني العراقي حتى غزو العراق. حيث اعتقله الأميركيون في مارس (آذار) 2003، وأخلي سبيله في فبراير (شباط) 2004. وبعد إطلاق سراحه تنقل للعلاج بين عدة دول إلى أن استقر في الدوحة حيث توفي هناك عام 2007.