حديقة ممولة إيرانيا في جنوب لبنان تتحول إلى مصدر توتر مع القوات الإسرائيلية

لبنان يرفض الخضوع لمطلب إسرائيل بإبعادها عن الحدود

TT

تستمر الحديقة التي أقامتها الهيئة الإيرانية لإعمار الجنوب على بوابة فاطمة الفاصلة بين الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، موضع خلاف لبناني - إسرائيلي، أبرز مستجداته مطالبة إسرائيل بإبعاد إنشاء الحديقة لنحو مترين عن الشريط الشائك وتخفيض ارتفاعها لنصف متر.

وفي وقت سرت شائعات عن أن الطرف اللبناني رضخ للشروط الإسرائيلية فباشرت بلدية كفركلا بخفض مستوى تراب حديقة بوابة فاطمة 50 سنتم عن علوها الذي يصل إلى نحو المتر تقريبا، وذلك بعد تذرع إسرائيل بأن تراب الحديقة التي أقامتها الهيئة الإيرانية قرب البوابة يعلو 50 سنتم عن مستوى الطريق في الجانب الإسرائيلي المحاذي للشريط الشائك الفاصل، أكد رئيس بلدية كفركلا موسى شيت لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا صحة بتاتا لهذا الحديث، ولم يتم تخفيض علو الحديقة، والأعمال التي جرت أمس اقتصرت على إزالة بعض الحجارة والرمال من المسافة الفاصلة بين الحديقة والخط الشائك لتبعد بذلك عنه نحو مترين، وهو ما تم الاتفاق عليه قبل المباشرة بإقامة الحديقة وليس رضوخا للطلب الإسرائيلي». وكشف شيت أن «القوات الدولية تدرس إمكانية بناء حائط فاصل بين هذه الحديقة والشريط الشائك لنزع فتيل التوتر القائم حولها».

وكانت الهيئة الإيرانية لإعمار الجنوب باشرت منذ شهرين إنشاء حديقة على بوابة فاطمة، إضافة إلى رصيف بطول كيلومترين يمتد من البوابة حتى عبارة كفركلا، وهو ما أزعج الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر أن البوابة هي من النقاط الملتبسة في ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ عام 2000، في ما يعتبر لبنان أن النزاع كان على ترسيم الحدود في ثلاث نقاط هي عيترون - مارون الراس، العديسة، وبوابة فاطمة، وتحفّّظ على الخط الأزرق لأنه اقتطع مساحة تصل إلى 800 متر في تلك النقاط، وسجّل تحفظه لدى اليونيفيل التي تقيم نقطة مراقبة للكتيبة الإسبانية على البوابة إلى جانب نقطة ثانية للجيش اللبناني.

وكشفت مصادر اليونيفيل لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعا ثلاثيا يعقد اليوم في مركز القوات الدولية عند نقطة العبور في الناقورة يضم إلى جانب قائد اليونيفيل ألبرتو أسارتا ممثلين عن الطرفين اللبناني والإسرائيلي، يبحث في التقرير الذي أعدته القوات الدولية حول أحداث منطقة العديسة، كما يتم خلاله بحث القضايا الخلافية والعالقة بين الطرفين». ولفتت المصادر إلى «إمكانية إعادة طرح إسرائيل لمطالبها بموضوع حديقة كفركلا في ظل رفض لبناني رسمي للخضوع لأي شروط إسرائيلية من أي نوع كانت». وفي هذا الإطار شدّد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عن منطقة كفركلا قاسم هاشم على أن ما تطلبه إسرائيل مرفوض جملة وتفصيلا»، داعيا الجهات الرسمية لوضع حد نهائي لهذا الالتباس بما خص الخط الأزرق. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يكفي استخدام الخط الأزرق كخط متحرك وفق الرغبة الإسرائيلية وكأن هناك من يسعى لإبقاء هذا الملف عالقا لخلق توتر دائم على الحدود ولخلق الذرائع الإسرائيلية للاعتداء على لبنان».

واعتبر هاشم أن «الاستجابة لأي من المطالب الإسرائيلية بمثابة خضوع للإملاءات الإسرائيلية وبالتالي مس بالسيادة والكرامة الوطنية، إذ يحق للبنان الرسمي والمدني التصرف في حدوده كما يشاء وبعيدا عن أي شروط أو مطالب إسرائيلية».