ليبيا تحتفل بذكرى الثورة وسط مساع لفتح ملف اختفاء الإمام موسى الصدر

مصادر: هناك نتائج طيبة من وراء فتحه

TT

بينما تحتفل ليبيا بذكرى الثورة، التي حلت ذكراها السنوية الـ41 أمس، ترددت أنباء في أوساط الإصلاحيين عن مساع غير رسمية لفتح ملف اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر، الذي لم يعرف مصيره منذ 32 عاما حتى الآن.

وقالت مصادر ليبية أمس إنه تم في طرابلس الغرب، بشكل غير رسمي، فتح ملف التحقيق في قضية اختفاء الإمام الصدر واثنين من رفاقه عقب زيارة قاموا بها إلى ليبيا عام 1978، مشيرة إلى أنه يبدو أن هناك نتائج طيبة من وراء فتح هذا الملف الشائك.

وبدأت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، التحرك في محاولة منها، على ما يبدو، لوضع نهاية لملف اختفاء الإمام الشيعي.

ومن شأن تحرك كهذا أن يؤثر بالإيجاب على العلاقات الليبية - اللبنانية، كما من شأنه أن يفتح مجالات للتواصل بين ليبيا وإيران.

ومؤسسة القذافي هي عبارة عن عدة جمعيات غير حكومية، لكنها تحظى بأهمية خاصة لدى الأوساط السياسية والمالية في داخل البلاد وخارجها كون رئيسها هو نجل الزعيم الليبي، سيف الإسلام. ويتزامن الإعلان عن وجود تحركات لفتح ملف اختفاء الصدر، مع الذكرى السنوية لاختفاء الرجل ورفاقه منذ نحو ثلاثين عاما.

وكان الإمام الصدر قد توجه في أغسطس (آب) 1978 إلى ليبيا خلال الحرب الأهلية اللبنانية، لكنه اختفى عقب زيارته لها برفقة شخصين آخرين، وانقطعت أخبارهم منذ ذلك الحين. وأعلنت ليبيا حينها أنهم غادروا طرابلس مساء يوم 31 أغسطس (آب) 1978 إلى روما على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية. وسلمت السلطات الإيطالية لبنان جوازات سفر الإمام موسى الصدر ومرافقيه محتوية على ختم سلطات المطار الإيطالي بما يفيد دخولهما لإيطاليا في ذلك الوقت. وبعد أن حفظ القضاء الإيطالي التحقيقات في القضية عام 1979، عاد قبل نحو ثلاث سنوات وفتح القضية، وبناء عليه أصدرت المحكمة الإيطالية حكما يقضي بثبوت دخول المعنيين (الصدر ورفيقيه) لإيطاليا وفق الأختام وقيود سلطة الجوازات الإيطالية لكنها لم تكشف عن مصيرهم.

وقبل نحو شهرين كان القضاء اللبناني قد بدأ التحقيق مع رجل لبناني لاتهامه بمحاولة إرسال طرد بريدي ملغوم لتفجيره في مكتب رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي. وقال الرجل إن دافعه الأساسي هو الانتقام من «قيام طرابلس بإخفاء الإمام الشيعي اللبناني، موسى الصدر عام 1978»، وهو أمر لم تثبته أي جهة تحقيق محايدة حتى الآن.

يشار إلى أن سيف الإسلام لعب دورا في محاولة فتح بعض الملفات الشائكة في بلاده، منها إسهامه في مفاوضات من أجل إطلاق مدان لوكيربي عبد الباسط المقرحي، وملف سجناء سجن أبو سليم، ويعتبره المعارضون الليبيون واجهة من الواجهات التي تعمل على تحسين صورة نظام والده، الذي يحكم البلاد منذ 41 عاما.