الأمم المتحدة توجه نداء عاجلا جديدا للمجتمع الدولي من أجل باكستان

أثرياء «وادي السند» وحدهم يتدبرون أمرهم وسط الفيضانات

TT

وجهت الأمم المتحدة نداء عاجلا جديدا إلى المجتمع الدولي، كي يضاعف من مساعداته إلى ملايين المنكوبين في باكستان المهددين لأشهر مقبلة بالجوع ومخاطر انتشار الأوبئة.

فبعد أكثر من شهر على بدء الأمطار الموسمية الغزيرة التي أدت إلى فيضان الأنهار والينابيع، حيث غمرت المياه أكثر من 20 في المائة من مساحة البلاد، فما زال 18 مليون شخص يعانون من الكارثة بدرجات متفاوتة، غير أن ثمانية ملايين منهم يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة، فيما تشرد 4.8 مليون، بحسب الأمم المتحدة. وانحسرت المياه تدريجيا في شمال البلاد ووسطها وبدأت تتراجع في وادي نهر السند الأسفل جنوبا، وهي المنطقة الأكثر تضررا.

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية في إسلام آباد ماركس براير «ما زلنا نحتاج إلى إحضار الكثير من الغذاء! فما زال نحو 6 ملايين شخص يحتاجون لتغذية طارئة، ومع استمرار الفيضانات (في الجنوب) فمن المحتمل أن يرتفع هذا العدد».

ومن جهة أخرى، يخيم بعض أثرياء السند في باحات منازلهم، وسط السيول أو يقيمون على أسطح منازلها، محاطين بالمياه، رافضين ترك منازلهم فريسة للنهب.

ففي البداية، راقب هؤلاء بحذر من بعيد قبل أن يغوصوا حتى الخصر في المياه التي غمرت الشارع الرئيسي في قرية عبد الواحد سومرو جنوب البلاد. فجنود الجيش السعودي الذي جاءوا يقدمون مساعدات غذائية بالزوارق السريعة هم أول من يرون منذ 3 أيام بعد أن غرقت قريتهم (عبد الواحد سومرو) بالكامل تقريبا في 4 أمتار من المياه. وأكثرهم رشاقة أسران سومرو يسبح، بينما يكتفي أخوه امتياز، الأكثر ضخامة بالسير. وكذلك كريم برخش الذي أتى من المنزل المقابل بكامل أناقته. وتعكس ملامحهم المرهقة إنهاكهم بعد أيام من المنفى الطوعي في وسط مستنقع هائل. لكن هذه هي النقطة الوحيدة المشتركة بينهم وبين أغلبية ضحايا الفيضانات من ملايين القرويين النحيلين، الذين تشتتوا منذ أشهر على الطرقات مع نسائهم وأطفالهم. أما الرجال الأربعة الذين يتلقون بتهذيب أكياس الطحين والحليب المجفف والزيت والأرز والشوكولاته من السعوديين، فممتلئون وصحتهم جيدة. هؤلاء يملكون الموارد لإرسال عائلاتهم إلى أماكن آمنة في كراتشي أو حيدر آباد قبل ثلاثة أيام، بعد أن حطم نهر السند العاتي سدا قريبا من بلدة فقير جوغوث، واجتاح السهل. وفر القرويون الذين كانوا يزرعون حقول الموز وقصب السكر والقطن مقابل 200 إلى 500 روبية (2 إلى 5 يورو) يوميا لعجزهم عن مواجهة السيول التي ابتلعت منازلهم الطينية. وحدها المباني الحجرية المشيدة على تلال القرية هي التي صمدت! كالمسجد والمدرسة والمنازل الخمسة التي يملكها أصحاب الأراضي.

وقال امتياز «بقينا لوجود الكثير من الأشياء القيمة هنا، وتعذر علينا نقلها. نمضي وقتنا في مراقبة القرية، لأن البعض قد يأتي بالقارب لنهب منازلنا».